عرفت ولاية معسكر، خلال السنتين الأخيرتين، تدهورا كبيرا في المجال البيئي من خلال تنامي ظاهرة تراكم مختلف النفايات بشوارع الأحياء وشبكة الطرقات نتيجة للرمي العشوائي لها وعجز المصالح المختصة عن السيطرة على الوضع غير المشرف الذي آلت إليه المنطقة بالمحافظة على نظافة المحيط، وأخذت ظاهرة الانتشار الملفت للأوساخ والقاذورات أبعادا بلغت حدّ تشويه الوجه الجمالي للأحياء ولشبكة الطرقات و الغابات التي تحوّلت إلى مفارغ عشوائية. هذا الأمر دفع بفئة هامة من المواطنين إلى التعبير عن استيائهم ورفضهم لحالة التسيّب التي تعيشها المنطقة من مختلف الجوانب، ومن المآسي السلبية التي أفاضت الكأس، ما تسبّبت فيه المؤسسة الولائية للتنظيف وجمع ونقل النفايات المنزلية، من تلويث للمحيط البيئي، نتيجة الروائح الكريهة المنبعثة من السوائل التي تتدفق من شاحنات وجرارات جمع ونقل النفايات خلال تنقّلها في الأحياء والشوارع. ولا يزال المواطنون يستنكرون هذه الظاهرة التي باتت حديث العام والخاص، بعد أن تحوّلت شاحنات وجرارات من وسائل لجمع ونقل النفايات إلى مصدر للتلوّث البيئي بالولاية، حيث أوضح أحد المواطنين القاطنين بحي "936 سكنا" بمعسكر "كلّ يوم، نضطر إلى شمّ هذه الروائح الكريهة الصادرة عن هذه السوائل السامة المتدفّقة من شاحنات مؤسّسة النظافة بمعسكر، ويزداد الوضع تأزّما خلال ساعات الليل، حيث تنتشر هذه الروائح الكريهة بفعل النسيم مما نضطّر كذلك إلى غلق النوافذ عوض فتحها". من جهتهم، لم يخف العديد من سكان بلدية المامونية (2 كلم عن معسكر) استياءهم من تنامي ظاهرة السوائل ذات الرائحة الكريهة، التي تخلّفها شاحنات وجرارات نقل النفايات المنزلية خلفها، حيث لا يسلم أيّ طريق أو حي من هذه السوائل خلال مرور وسائل نقل القمامة سواء بالنهار أو بالليل، وفي هذا الصدد، أوضح أحد المواطنين القاطنين بحي العين الكحلة بالمامونية أنّ الروائح الكريهة أضحت وصمة عار على المؤسّسة المكلّفة بنقل وجمع النفايات التي، ورغم النداءات المستمرة للمواطنين، لم تكلّف نفسها عناء إصلاح وسائل نقل وجمع النفايات مهدّدة بذلك صحة السكان. إشكالية انبعاث الروائح الكريهة نتيجة للسوائل التي تخلّفها شاحنات مؤسّسة "النظافة"، تعانيها الغالبية العظمى من بلديات ولاية معسكر، حيث تحوّلت هذه الظاهرة إلى موضوع رئيسي على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تحوّلت إلى منبر للتذمّر من بقاء المسؤولين مكتوفي الأيدي من دون التدخّل وإيجاد حلّ سريع لهذه الروائح الكريهة التي عكّرت صفو يوميات المواطنين. ولم ينف أحد إطارات المؤسسة الولائية للتنظيف وجمع ونقل النفايات المنزلية في تصريح للصحافة، هذه الظاهرة التي أساءت كثيرا إلى مؤسّسة مهمتها النظافة، مشيرا إلى أنّه، تمّ مؤخرا، "إصلاح جميع الشاحنات والجرارات الخاصة بنقل وجمع النفايات، التي كانت تتسبّب في هذا الإشكال الناجم عن عصارة النفايات المعروفة باسم "ليكسيفيا"، الأمر الذي من المنتظر أن ينهي هذا الوضع نهائيا"، وفي حسابه على "الفيسبوك" كتب نفس المصدر أنّ الوضع المتردي لشاحنات نقل النفايات التابعة للمؤسسة من أهم أسباب استفحال الظاهرة. وبخصوص تفشي ظاهرة انتشار القمامة، عبر أحياء وشوارع مختلف مدن معسكر، انتقد المصدر التصرفات السلبية للعديد من المواطنين الذين يتعمّدون رمي مختلف أنواع القاذورات بصفة عشوائية، بكلّ الأماكن (الطرق، جوانب الأحياء والغابات)، من دون احترام أدنى شروط النظافة، مضيفا أنّ نظافة المحيط البيئي، تتطلّب تكاثف جهود الجميع خصوصا المواطنين المطالبين باحترام أوقات رمي وجمع القمامة. وينتظر مواطنو معسكر من الوالي الجديد أن يفعّل إجراءات صارمة في الحفاظ على البيئة وصحة وسلامة السكان.