سجلت بعض أحياء الجزائر العاصمة وضواحيها منذ بداية شهر رمضان المُعظم تذبذبا ملفتا لمؤسسة »نات كوم« في رفع النفايات المنزلية، ما جعل الروائح الكريهة تعم هذه المناطق وتتسبب في تذمر وغليان وسط السكان، ومعروف أن مثل هذه الظاهرة كثيرا ما ميزت الأيام الأولى من شهر رمضان خلال السنوات الأخيرة وهو ما تُرجعه المؤسسة إلى سببين الأول يتمثل في تغير مواقيت عمل الشاحنات والثاني في الارتفاع الملحوظ لكميات النفايات خلال هذا الشهر. من بين البلديات المعنية بهذا المُشكل الذي يعود بقوة إلى الواجهة كلما حل شهر رمضان الفضيل، بوزريعة، الشراقة، الدويرة، أولاد فايت، بابا أحسن والسحاولة في المنطقة الغربية من العاصمة والرغاية، الرويبة، باب الزوار، الحراش شرق العاصمة وكذا بعض أحياء ساحة أول ماي وسط العاصمة وأحياء أخرى ببلدية الأبيار وغيرها، ويعود هذا المشكل بالضبط إلى ثلاثة أيام قبل شهر رمضان بعدما تم تسجيل غياب شاحنات رفع أكوام القمامة التابعة لمؤسسة »نات كوم« باعتبارها المختصة في تسيير الفضلات المنزلية في مختلف أحياء وبلديات العاصمة، وقد سجلت بعض الأحياء عودة الشاحنات في اليوم الأول من الشهر الفضيل لتغيب فيما بعد وبدأت سياسة الكيل بمكيالين، فهناك أحياء يتم تنظيفها بشكل ملفت للانتباه فيما بقيت أحياء أخرى تُعاني من الظاهرة ولا يتم رفع النفايات إلا مرة واحدة كل ثلاثة أيام، ما جعل ديكور الأكوام المتراصة من الأوساخ المنتشرة والموزعة في كل جانب طريق أو حي أو أمام العمارات مشهدا مشتركا في مختلف الأحياء المعنية. ورغم تسطير مؤسسة »نات كوم« لبرنامج خاص بشهر رمضان يتضمن تغيير أوقات العمل من جهة ورفع عدد الشاحنات والعمال من جهة أخرى من أجل الإبقاء على العاصمة وضواحيها نظيفة، خاصة وهي التي كانت اشتكت خلال السنوات الماضية من ارتفاع كميات النفايات كلما حلت هذه المناسبة الدينية، إلا أن هذه المؤسسة لم تنجح في السيطرة على الوضع ما تسبب في انتشار الروائح الكريهة عبر هذه الأحياء ودفع بعض البلديات إلى تخصيص شاحناتها للقيام بهذه المهمة تفاديا لانتشار الأمراض لكن تبقى هذه المُبادرة غير كافية في ظل عدم توفر البلديات على شاحنات كافية ومتخصصة، وهو ما قامت به مثلا بلدية الدويرة، وأولاد فايت حسب ما أكده لنا مسؤولين محليين. وأمام هذه الوضعية المتجددة كل سنة، موازاة مع بداية هذا الشهر الفضيل، لم يستبعد بعض السكان تطور الأوضاع واللجوء حتى إلى القيام باحتجاجات في حال طالت هذه الظاهرة، يحدث بعدما كانت ولاية الجزائر جندت المجتمع المدني والمؤسسات الرسمية من أجل القيام بحملة تنظيف واسعة عبر مختلف البلديات تحضيرا لشهر رمضان، وهي العملية التي بدأت تزول آثارها الإيجابية بسبب العودة الملفتة لانتشار النفايات.