قررت كوريا الشمالية أمس استئناف عملية تفكيك منشآتها النووية مباشرة بعد أن سحبت الولاياتالمتحدةالأمريكية بداية هذا الأسبوع اسمها من قائمة الدول الراعية للإرهاب وسط توقعات باستئناف المحادثات السداسية لتسوية آخر القضايا ذات الصلة بهذا الملف. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الشمالية أمس، أنه "بعد ان وفت الولاياتالمتحدة بالتزامها بتقديم تعويض سياسي والقيام بإجراءات تحقيق نزيهة بما يتفق مع مرحلة التفكيك المتفق عليها فقد قررت كوريا الشمالية استئناف تفكيك المنشآت النووية في مفاعل يونغ بيون لإنتاج البلوتونيوم" المادة الاساسية في انتاج القنابل الذرية. وسحبت الولاياتالمتحدة بداية الأسبوع اسم كوريا الشمالية من لائحتها للدول الراعية للإرهاب مقابل صفقة التحقق والإشراف على كل المنشآت النووية في هذا البلد المتوصل إليها بين الطرفين خلال المحادثات التي أجراها كريستوفر هيل مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية في بيونغ يونغ بداية الشهر الجاري في مسعى إلى تفعيل المحادثات السداسية. وكانت كوريا الشمالية التي بدأت في عملية تفكيك منشآتها النووية نهاية جوان الماضي أوقفتها شهر أوت الماضي ردا على تماطل الولاياتالمتحدة بإزالة اسمها من "قائمة الدول الراعية للإرهاب" كما سبق ووعد بذلك الرئيس الأمريكي جورج بوش. ووصلت المحادثات السداسية إلى طريق مسدود بسبب الخلافات التي نشبت بين بيونغ يونغ والدول المفاوضة الخمس وهي الولاياتالمتحدة والصين واليابان وروسيا وكوريا الجنوبية بشأن التحقق من الإعلان النووي الخاص بكوريا الشمالية. وكانت كوريا الشمالية وافقت بموجب الوثيقة المشتركة للمحادثات السداسية التي أعلنت في بكين في الثالث أكتوبر من العام الماضي على وقف انشطتها في كافة منشآتها النووية القائمة والإعلان الكامل عن كافة برامجها النووية بحلول نهاية العام الجاري مقابل حصولها على مساعدات اقتصادية وإمدادات طاقة وضمانات أمنية وحوافز مالية وتطبيع دبلوماسى بينها وبين اليابانوالولاياتالمتحدة. غير أن الاتفاق بقي معلقا بسبب نزاعات بشأن التحقق من الإعلان النووي الخاص بكوريا الشمالية. ويأتي قرار واشنطن بشطب اسم كوريا الشمالية من قائمة الدول الداعمة للإرهاب ليعيد الحياة إلى آلية المحادثات السداسية التي كانت قد وصلت إلى طريق مسدود واستدعت تنقل المفاوض الأمريكي كريستوفر هيل الأسبوع الماضي إلى عواصم بيونغ يونغ وسيول وبكين وطوكيو لبحث المسألة. وفي هذا السياق أعلن رئيس الوفد النووي الكوري الجنوبي كيم سوك أمس، أن بلاده ستقرر استئناف المحادثات السداسية الخاصة بالبرامج النووية الكورية الشمالية في أقرب وقت ممكن بعد التحقق من أنشطة بيونغ يونغ النووية. وتوقع سوك أن يعيد هذا الاتفاق المحادثات السداسية إلى مسارها الأصلي وأن يكون حجر الزاوية لتخلي كوريا الشمالية بصورة نهائية عن برامجها النووية. وفي نفس السياق أعلن المسؤول الكوري الجنوبي أن الدول الستة المعنية ستجتمع قريبا بالعاصمة الصينية لمناقشة التفاصيل دون تحديد موعد معين لاستئناف المحادثات السداسية التي عقدت آخر مرة في جويلية الماضي في بكين. يذكر أن كوريا الشمالية أدرجت في لائحة الدول الراعية للإرهاب بسبب تورطها المزعوم في تدمير طائرة مدنية كورية جنوبية عام 1987 أدى إلى مقتل 115 شخصا، وفرضت ضدها عقوبات دولية تمنعها بالخصوص من الحصول على قروض متدنية الفوائد لدى المؤسسات المالية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.