بلغ مستوى إنجاز المنشآت القاعدية المسطرة في إطار برنامج رئيس الجمهورية نسبا متقدمة، تعكسها نسبة النمو الاستثنائية التي حققها قطاع الأشغال العمومية خلال هذا العام مع تخطيه لحدود ال11 بالمائة، وقد عملت هذه السنة، لتتويج السنة الموالية، التي ستكون سنة جني الثمار مع استلام العديد من المنشآت الجديدة، يتقدمها مشروع الطريق الجنوبي الثاني للعاصمة، غير أن 2007 سجلت أيضا للقطاع مراحل صعبة، ميزتها على وجه الخصوص الانهيارات التي تعرضت لها بعض المنشآت بفعل الفيضانات الناجمة عن الاضطرابات الجوية· على غرار القطاعات الأخرى التي تعمل على استكمال وتتويج مشاريعها المدرجة بعنوان برنامج رئيس الجمهورية لدعم التنمية، يتجه قطاع الأشغال العمومية الذي يعد ثاني قطاع بعد قطاع المحروقات من حيث مستوى النمو في الجزائر إلى جني ثمار برنامجه مع بداية العام 2008، حيث يرتقب استلام عدد كبير من المنجزات الجديدة والانطلاق في مشاريع أخرى، وذلك بعد أن جعل من 2007 سنة لتكثيف وتيرة الأشغال وتقويم توجه بعضها باستعمال التكنولوجيات المتطورة على غرار تقنية التصوير الفضائي، ما سمح لهذا القطاع الذي أكد انخراطه الكامل في مسار التنمية الوطنية، برفع نسبة نموه إلى أكثر من 11 بالمائة، بفضل ما حققه من رصيد من المنجزات، وبلوغ مستوى تجسيد 92 بالمائة من المشاريع المسطرة في برنامج الرئيس (2005 -2009 ) · ومن ضمن أهم ما تم إنجازه في 2007، استكمال برنامج بناء 500 دار لصيانة الطرق والمنشآت الفنية و13 حظيرة جهوية للعتاد، الذي كان مقررا ل2009، مع معالجة أزيد من 18000 كلم من الطرق منها 8 ألاف كلم أنجزت و10 ألاف كلم تمت صيانتها، وهذا مقابل أقل من 10 ألاف كلم تمت معالجتها في سنة 2000. كما عالج القطاع في2007 نحو 300 منشأة فنية، ويستعد لبعث برنامج انجاز حوالي 2000 منشأة جديدة، وتم بفضل المتابعة الصارمة لمشروع الطريق السيار شرق- غرب فتح أكثر من 97 بالمائة من الرواق الممتد على طول 1216 كلم، بينما بلغ مستوى تقدم الطريق الجنوبي الثاني للعاصمة الذي يرتقب تسليمه في صائفة 2008، نحو 60 بالمائة· وإلى جانب هذه الانجازات سجلت سنة 2007 انطلاق العديد من العمليات الكبرى، المدرجة في إطار البرامج الضخمة للطرق على غرار مشروع طريق الهضاب العليا الذي يمتد هو الآخر على مسافة 1300 كلم، وكذا الطرق الدائرية الأربعة للعاصمة· مع استكمال المراحل التمهيدية لعمليات تهيئة طرق ذات أبعاد قارية على غرار الطريق العابر للصحراء البالغ طوله 3000 كلم، الذي سيعرف قريبا أشغال توسعة على مستوى بعض المحاور، كالمحور الرابط بين غرداية والاغواط على مسافة 420 كلم· بغض النظر عن الأشغال الكبرى ذات الصلة بالمنشآت البحرية والمطارية وكذا العمليات المتصلة بأشغال الصيانة والتقوية· وفي المقابل كانت سنة 2007، بمثابة سنة الاختبارات بالنسبة لقطاع الأشغال العمومية الذي تكبد خسائر معتبرة بفعل الاضطرابات الجوية التي اجتاحت مناطق عديدة من الوطن خلال العام، ولاسيما على مستوى ولاية المسيلة التي سجلت لوحدها خسائر فاقت 3 مليار دينار جراء الفيضانات التي عرفتها الولاية في أفريل وأكتوبر الماضيين· أما على مستوى العاصمة فقد تسببت الاضطرابات الجوية في انهيار جسر وادي بني مسوس الرابط بين عين البنيان وسطاولي، وذلك لقدم هذه المنشأة التي تم وضعها في 2001 للاستجابة لظرف مؤقت، بعد الفيضانات التي عرفتها العاصمة وحي باب الوادي على وجه الخصوص في ذلك العام، وقد قامت مصالح الأشغال العمومية بإصلاح هذا الجسر وفتحه من جديد أمام حركة المرور منتصف الشهر الجاري في انتظار إعادة تهيئته بشكل نهائي، في إطار برنامج التوسعة الجارية على الطريق الوطني رقم 11 المسجل في إطار برنامج تهيئة وتأهيل الطرق الولائية والبلدية· وفي سياق متصل قدر حجم الخسائر التي ألحقت بمحاور الطريق الوطني رقم 1 جراء الأمطار الغزيرة التي تساقطت نهاية أكتوبر الفارط بحوالي 300 مليون دينار، حسب تقديرات الوزارة التي سارعت فور وقوع الكارثة الطبيعية التي تسببت في غلق العديد من محاور الطرق الوطنية والولائية إلى اعتماد مخطط استعجالي لإعادة إصلاح الأضرار بالارتكاز على موارد الصندوق الوطني لإعادة التهيئة والترميم الذي أنشأته الحكومة لمجابهة المخاطر الناجمة عن الكوارث الطبيعية· وإذا كانت أبرز عوامل التقدم الحاصل في قطاع الأشغال العمومية، تشمل بالأساس تحسن مردود المؤسسات العاملة في القطاع والتي تمكنت من رفع تحد الآجال والنوعية ومسايرة التطور التكنولوجي الحاصل في العالم، غير أن لم يمنع الوزارة الوصية من التحلي بالحزم والصرامة في متابعتها لسير المشاريع، حيث سجلت السنة خضوع 35 مؤسسة وطنية وأجنبية، لإجراءات عقابية بلغت حد فسخ العقد معها، وذلك نظير تهاونها وإخلالها لالتزاماتها· أما على الصعيد الدولي فقد ميزت رئاسة الجزائر للمؤتمر الدولي للطريق الذي انعقد في العاصمة الفرنسية باريس، إلى جانب النجاح الباهر الذي عرفه الصالون الدولي للأشغال العمومية المنظم بالجزائر سنة 2007، على اعتبار أن هذين الحدثين الهامين سمحا للقطاع بالتعريف بالبرامج التنموية الضخمة التي أعلنتها الجزائر وفتحت لأجلها ورشات، مفتوحة للاستثمار الأجنبي وللشراكة الناجعة· وإلى جانب عرض رهانات نظام التسعيرة المقترح لاعتماده على الطريق السيار شرق غرب، تم خلال الموعد الدولي بباريس إبراز الدور الريادي الذي تلعبه الجزائر في دعم المشاريع الطرقية القارية وعرض الجهود التي تبذلها من اجل ترقية التعاون الجهوي من خلال المبادرات والتنظيمات التي تعد الجزائر من مؤسسيها مثلما هو الشأن بالنسبة لمبادرة "نيباد"، والمؤتمر الإفريقي للطريق، ولجنة التواصل الخاصة بالطريق العابر للصحراء، المشكلة من 6 دول إفريقية· للتذكير فإن من ضمن المشاريع المجسدة بالتعاون بين دول القارة الإفريقية ساهمت الجزائر مع نيجيريا في استكمال شطرين من الطريق العابر للصحراء، ذي البعد القاري، داخل إقليم النيجر،وهو الطريق الذي يعبر 6 دول إفريقيا ويمتد على مسافة 9000 كلم، ويجري استكمال آخر أجزائه التي تعني وتشمل 75 كلم، بينما تم الانتهاء من شطر الربط بين الجزائر وتونس.