حل أمس، وزير خارجية الكيان العبري، يائير لابيد بالعاصمة الرباط في زيارة رسمية هي الأولى لمسؤول إسرائيلي، عال المستوى الى المملكة المغربية بعد قرابة سبعة أشهر من اتفاق التطبيع المخزي بين هذه الأخيرة وبإسرائيل. فبعبارات ملؤها السعادة والفخر بتحقيق المراد وبلوغ الغاية تدريجيا غرد لابيد، على موقع تويتر وطائرة الخطوط الجوية الاسرائيلية التي تقله تحط بمطار الرباط لقد "وصلنا الى المغرب، فخور بتمثيل اسرائيل خلال هذه الزيارة التاريخية". وقبل الزيارة التي تستغرق يومين قال لابيد "تأتي هذه الزيارة التاريخية استمرارا للصداقة الطويلة، وترسيخا للجذور العميقة وتقاليد الطائفة اليهودية في المغرب والجالية الكبيرة من الإسرائيليين من ذوي الأصول المغربية". ويلتقي رئيس دبلوماسية الاحتلال الصهيوني بنظريه المغربي، ناصر بوريطة الذي هلل كثيرا لمثل هذا الاتفاق الذي أوجد لإسرائيل موطأ قدم رسمي في المغرب ومنه في كل المنطقة المغاربية. ومن المقرر أن يشرف اليوم على فتح تمثيلية دبلوماسية اسرائيلية بالعاصمة الرباط. وفي برنامج الوفد الإسرائيلي، زيارة الضريح الملكي اين تم دفن كل من الملك الراحل الحسن الثاني ومحمد الخامس، اضافة الى زيارة معبد "بيت إيل" التاريخي المتواجد بمدينة الدار البيضاء الى جانب التوقيع على ثلاث اتفاقات تعاون لم يكشف عن مضمونها. ولا يتضمن برنامج الزيارة لقاء بين رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني ووزير الخارجية الاسرائيلي، الذي كان في استقباله الى جانب الوفد المرافق له في مطار الرباط الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية المغربي محسن الجزولي. وتأتي هذه الزيارة في سياق تكريس اتفاق التطبيع الموقع بين الطرفين شهر ديسمبر الماضي، برعاية الوسيط الأمريكي دونالد ترامب الذي اعترف ب "سيادة" المغرب المزعومة على الصحراء الغربية في ضرب صارخ لكل المواثيق الدولية والمقررات الأممية، بما كشف الصفقة المخزية التي أبرمتها الرباط مع الكيان العبري والرئيس الأمريكي السابق. وعرفت الأشهر السبعة الأخيرة تسارعا في وتيرة التطبيع التي قطعت عدة محطات كان آخرها قبل أسبوعين بفتح خط جوي تجاري مباشر من تل ابيب باتجاه مدينة مراكش التي استقبلت قرابة مئة سائح يهودي في أول رحلة جوية لشركة طيران اسرائيلية تحط على أرض المملكة وسط تصاعد موجة الاستنكار والرفض للجبهة المغربية الداخلية المناهضة للتطبيع والمحذرة من تداعياته الوخيمة على المجتمع المغربي ككل. ويعد المغرب واحد من بين أربع دول عربية الى جانب الإمارات العربية والبحرين والسودان التي مضت قدما نحو تطبيع العلاقات مع الكيان العبري اواخر العام الماضي بموجب اتفاقات تمت بوساطة الرئيس الأمريكي السابق وأثارت غضب الفلسطينيين وكل الداعمين للقضية الفلسطينية باعتبارها خيانة من قبل نظام مخزني لا طاما تغنى بدعمه للقضية الفلسطينية ومساندته لها، قبل ان يكشف عن حقيقة بيعه لها من تحت الطاولة.