ساهمت الوضعية الوبائية للموجة الثالثة، التي عرفتها الجزائر، وتزامنت مع فصل الصيف، في تسجيل تراجع محسوس في عمالة الأطفال، خاصة على مستوى الشواطئ التي تم إغلاقها تزامنا وقرارات الحجر الصحي، وهو الأمر الذي استحسنه مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث العلمي، وأكد بأنه منذ موجة الوباء الأولى، تقلصت عمالة الأطفال بشكل ملحوظ، معتبرا أن الوباء ساهم في تقليص الظاهرة. أكد البروفيسور مصطفى خياطي في تصريح خص به "المساء"، بخصوص القرار القاضي بتأجيل الدخول المدرسي، على خلفية تمكين العاملين في القطاع التربوي من معلمين وموظفين من تلقيح أنفسهم، بأن "القرار من جهة، حقيقة يتزامن مع الوضعية الصحية التي تدهورت بفعل الموجة الثالثة، التي تطلبت العودة إلى تطبيق تدابير الحجر المنزلي والحاجة الماسة إلى توسيع دائرة الملقحين"، موضحا من جهة أخرى، أن "التأجيل عادة لا يخدم التلميذ، خاصة أنه يؤثر على التحصيل الدراسي للتلاميذ"، مشيرا إلى أنه "منذ السنة الماضية، لم يصبح تحصيلهم الدراسي في المستوى المطلوب". وحول إمكانية اللجوء إلى تلقيح المتمدرسين من تلاميذ المتوسطات والثانويات، أشار البروفيسور خياطي، إلى أن تلقيح التلاميذ في اعتقاده "لا يعتبر أولوية في الوقت الراهن بالنسبة لفئة المتمدرسين، رغم أن الاحتمال وارد باللجوء إليه في وقت لاحق، بالموازاة مع بعض الدول، على غرار فرنسا التي شرعت في تلقيح تلاميذ الاكماليات والثانويات"، لافتا إلى أن الأولوية في الوقت الراهن بالجزائر هي "تلقيح أكبر عدد من كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة، والذين يفوق تعدادهم 8 ملايين شخص كمحطة أولى، والتفرغ من تلقيح الأسلاك الطبية والعاملين في القطاعات الحساسة، كالعاملين في المخابر والصيدليات والحماية المدنية والأمن والجيش المعرضين للإصابة بالوباء، ومن ثمة الانتهاء من تلقيح المواطنين عموما لبلوغ المناعة الجماعية". وعن تقييمه للوضعية الوبائية التي تعرف تراجعا ملموسا، حسب ما تشير إليه الأرقام المعلنة عنها، أوضح البروفيسور خياطي أن الوضعية الوبائية لا تزال غير مستقرة، حسب ما يشير إليه مؤشر الوفيات"، وحسبه، فإن عدد الإصابات، رغم أنها تسجل في الأيام الأخيرة تراجعا، إلا أن الوباء لا يزال موجودا ويشكل خطرا كبيرا على غير الملقحين، في غياب إستراتيجية واضحة للتلقيح، تقود إلى بلوغ المناعة الجماعية، من خلال تلقيح الفئات ذات الأولوية قبل نهاية السنة الجارية.