انطلقت أمس بقصر الثقافة فعاليات الملتقى الدولي "الترجمة وتعدد التخصصات نحو اجتياز الحدود" بمشاركة مختصين قدموا من مختلف جهات الوطن وخارجه، لمناقشة مواضيع عديدة تتعلق بالأوجه المختلفة للترجمة. الملتقى الذي تستمر فعالياته إلى يوم الغد، نظمه قسم الترجمة بمناسبة احتفال جامعة الجزائر بعيدها المائة، وقالت عنه السيدة فاطمة الزهراء فرنشولي مديرة القسم أنه جاء بالدرجة الأولى لأجل الطلبة حيث يمثل فضاء يمكنهم من تطبيق جزء مما تعلموه في الجامعة مضيفة أن الترجمة أصبحت أكثر من ضرورة في عالم يعيش في العولمة، من جهتها اعتبرت السيدة محاجية بوشنتوف مديرة قصر الثقافة أن الترجمة هي جسر بين الثقافات والحضارات والأحاسيس المختلفة. أما عن كلمة عميد كلية الآداب واللغات السيد فاسي مصطفى فجاء فيها أن الترجمة وإن اتهمت أحيانا بالخيانة والتشويه فإنها بالمقابل قدمت خدمات عظيمة للبشرية جمعاء فبفضلها تعرفنا على حضارات وثقافات مختلفة مضيفا أنها ساهمت أيضا في تحقيق التبادل الثقافي والمعرفي بين الشعوب، ليختتم كلمته قائلا »ما أجمل أن يستقبل الإنسان في لغته الخاصة علوم وآداب الآخرين« في حين تحدث السيد أحمد برغدة نائب رئيس جامعة الجزائر عن احتفال الجامعة بعيدها المئوي وفي هذا السياق تمت برمجة العديد من التظاهرات والملتقيات من بينها ملتقى حول دور جامعة الجزائر الاستشرافي، مستطردا في قوله أنه حان الآوان أن تخرج الجامعة من دورها الاعتيادي في إعادة إنتاج أفكار الآخرين وأن تجتهد وتقوم بدور استشرافي يخدم المجتمع. وتميزت الجلسة الأولى للملتقى الثاني حول الترجمة (الملتقى الأول نظم السنة الفارطة) والذي ترأسته الأستاذة شريط بثينة، بعرض مداخلات متنوعة تحت شعار »اجتيازالحدود« بداية بمداخلة الأستاذ بول بالتا الذي لم يتمكن من الحضور والمشاركة وتمت قراءة عمله تحت عنوان » فن العيش في المتوسط، اجتياز الحدود« في هذه الجلسة وجاء فيه ذكر تأثير المطبخ العربي والإسلامي على المطبخ الأوروبي، باعتبار أن المتوسط كان ومايزال بحر الثقافات والأديان المخلتفة بامتياز علاوة على كونه مهد فن العيش وفن الأكل وأعطى مثالا على ذلك في أكلة الكسكسي الجزائرية التي اخترقت الحدود وسافرت الى بلاد الغرب حيث وجدت مكانة لها. المداخلة الثانية كانت للأستاذ رولاند لافيت من فرنسا وحملت عنوان »فانطازيا، من كلمة إلى شبكة تواصل" تناول فيها أصل كلمة فانطازيا اليوناني وكذا انتشارها في كل بقاع العالم مضيفا أن الفانطازيا التي تعني بالدرجة الأولى الخيال، لديها معنى آخر، موجود فقط بالعالم العربي وهو »فنطيسة« أي أنف بالمقابل تطرقت الأستاذة نصيرة زلال إلى علاقة علم النفس بالترجمة فقالت أن علم النفس بالجزائر يجب أن يحسن ترجمة أقوال وتصرفات الأشخاص الذين يتعرضون لعلاج نفسي وكذا بمراعاة تأثير المحيط الذي يعيشون فيه مؤكدة على ضرورة أن لا يعتمد علم النفس على التجارب التي تقوم بها المخابر بالغرب بل أن تكون هناك مخابر جزائرية لعلم النفس تترجم عينات من مجتمعها. من جهته تحدث الأستاذ التونسي عبد الرزاق بانور عن علم الترجمة فقال أن نظريات الترجمة تقتل الترجمة مضيفا أن الترجمة هي فعل وتطبيق أكثر بكثير من نظرية، كما اعتبر أن الترجمة مرتبطة بمجالات العلم والمعرفة والثقافة فهي بالتالي مجبرة على التعاطي وعدم الانزواء.