تشارك مسرحية "جي بي أس" للمخرج محمد شرشال وإنتاج المسرح الوطني الجزائري، في الدورة الثانية لمهرجان بغداد الدولي للمسرح ما بين 20 و26 نوفمبر المقبل، وفق منشور فايسبوكي للمخرج. "جي بي أس" عرض يمزج بين تقنيات السينما والمسرح، والإيماءات والحركة؛ لتمرير رسائل وأفكار تنتقد الانصياع والتيه. ويعالج موضوع ضياع الإنسان المعاصر بين الأفكار والمبادئ وموقفه من الوقت وإدمانه الانتظار بدون الوصول، بل يقدم صورة للإنسان المسخ، الذي يتحول ويفقد حتى حقيقته، سواء بفعل فاعل أو بإرادته. فالأبطال ينتظرون منذ مولده الخلاص بدون جدوى، والقطار الذي هو رمز الخلاص، يمر في كل مرة بدون أن يستقلّه أحد، وبينما هم ينتظرون ينشغلون ببعضهم، ولا ينتبهون للوقت، ولا لعبور القطار حتى بلوغهم الشيخوخة! وتقوم المسرحية على لوحات، تكاد تكون منفصلة، وهو ما تعمّده المخرج، الذي صمّم العرض بطريقة تجعله أقرب إلى الفرجة والفكاهة، معتمدا على قدرات الممثلين في الحركة، والتعامل بأجسادهم لا بأصواتهم، فضمن العرض بعض الرقصات المنضبطة. واكتفى الممثلون بالإيماءات والحركات؛ ما جعلهم يبذلون جهدا مضاعفا قصد تبليغ الرسالة، والتي بدت غامضة عند الكثير من الجمهور، في غياب حوار أو ذروة وصراع واضحين. وبُنيت المسرحية على ديكور متحرك في البداية، ثم منظر نهائي في محطة القطار. ومن رمزيتها يمكن إسقاط العرض على أي إنسان في أي مكان من الأرض في الوقت الحالي. وشارك في التمثيل مجموعة من الممثلين حققوا بروزا في السنوات الأخيرة، على غرار محمد لحواس، وعديلة سوالم، وصبرينة بوقرعة، وسارة غربي، وعبد النور يسعد، ومراد مجرام، وياسين براهمي. واشتغل على موسيقى العرض عادل لعمامرة، بينما أنجز السينوغرافيا عبد المالك يحي، ونفّذ الإضاءة شوقي المسافي. وتم اختيار المسرحية التي فازت بجائزة أحسن عرض عربي في 2019، بعمانالأردنية، إلى جانب عدد من العروض الدولية، على يد لجنة مشاهدة تتكون من الدكتور عبد الكريم عبود مبارك رئيسا، والدكتور ياسر عبد الصاحب البراك عضوا، والأستاذ حمه سوار عزيز عضوا، حيث تم مشاهدة (86) ستة وثمانين عرضا مسرحيا من مختلف الدول العربية والأجنبية. وبعد المشاهدة الدقيقة والمناقشات المستفيضة واعتماد المعايير المهنية والفنية والإبداعية، توصلت اللجنة إلى ترشيح ثلاثة أعمال عراقية، وتسعة أعمال عربية، وأربعة أعمال أجنبية. وقد تم اختيار ثلاث مسرحيات عراقية، وهي مسرحية "تقاسيم على الحياة" للمخرج جواد الأسدي، ومسرحية "يس كودو" لأنس عبد الصمد، ومسرحية "الحضيض" لكامران رؤوف، وأربع عروض عربية؛ هي "مسرحية جي بي أس" لمحمد شرشال من الجزائر. ومن تونس مسرحيتان، هما "منطق الطير" لنوفل عزارة، ومسرحية "ذئاب منفردة" لوليد الدغسني. ومسرحية "سوبر ماركت" لأيمن زيدان من سوريا، ومسرحية "بيت الشغف" لهشام كفارنه من سوريا أيضا. ومسرحية "اه كارميلا" لأشرف محمد علي من مصر، ومسرحية "المدينة لي" لأسماء هوري من المغرب، ومسرحية "مدق الحناء" يوسف البلوشي من سلطنة عُمان، ومسرحية "ليلة الأنحوتة" أياد الريموني من الأردن. وبخصوص المسرحيات الأجنبية ستشارك مسرحية "تيل" لدانيل كيلهمان من ألمانيا، ومسرحية "ميديا فابيو" من إيطاليا، ومسرحيتا "روسيو مولينا" و"بوفية على قيد الحياة" لرافائيل كوتين من فرنسا.