يغادر غدا الخميس، فريق عمل مسرحية “جي بي أس” تحت إشراف المخرج محمد شرشال، إلى الشارقة، وذلك للمشاركة في افتتاح فعاليات النسخة 30 من “أيام الشارقة المسرحية”، يوم السبت المقبل باعتبارها المسرحية الحاصلة على جائزة الدكتور الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في مهرجان الهيئة العربية للمسرح العربي الذي أقيمت فعالياته في الأردن. كشف محمد شرشال مخرج مسرحية “جي بي أس” في تصريح له ل “الحياة العربية” أن مشاركته في الدورة الثلاثين من “أيام الشارقة المسرحية” التي تعد من أهم التظاهرات الثقافية التي تحتضنها الإمارة، هي مشاركة شرفية تخص كل المتوجين بمهرجان المسرح العربي الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح، وبما أن مسرحية “جي بي أس” تمكنت في أخر دورة من مهرجان المسرح العربي التي احتضنتها العاصمة الاردنية عمان شهر جانفي المنصرم، من الفوز به، فهي ستفتتح فعاليات هذه الدورة وسيسلم لها جائزة الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، كما أكد شرشال عن الإضافة التي قدمتها هذه المسرحية في رصيد المسرح الجزائري، مشيدا في سياق أخر بفريق العمل الذي اعتبره أسرة واحدة متعاونة ومتكاتفة من أجل الحضور بمستوى طموح تمثيل الجزائر وحمل رايتها واسماع صوتها في المحافل الفنية العربية والدولية، متمنياً في الأخير أن ينال العرض إعجاب جمهور حفل الافتتاح. من جهتها عبرت الممثلة صبرينة بوقرعة عن سعادتها بهذه المشاركة، مشيرة بأن الشارقة هي فرصتهم الثانية بعد الأردن، للتواصل مع احدث إبداعات المسرح الخليجي، ومن أجل الاحتكاك بالمسرحين العرب الذين سيشاركون في هذه الدورة . ومسرحية “جي بي أس” مسرحية فلسفية رمزية عالجت عدة مواضيع تحض الإنسان وصراعه مع ذاته ، ويمزج العرض بين تقنيات السينما والمسرح والإيماءات والحركة، لتمرير رسائل وأفكار تنتقد الانصياع والتيه. كما يتناول العرض موضوع ضياع الإنسان المعاصر بين الأفكار والمبادئ ، وإدمانه الانتظار بدون الوصول، بل يقدم صورة للإنسان المسخ، الذي يتحول ويفقد حتى حقيقته، سواء بفعل فاعل أو بإرادته، فالأبطال ينتظرون منذ مولدهم الخلاص بدون جدوى، والقطار الذي هو رمز الخلاص، يمر في كل مرة بدون أن يستقله أي أحد، وبينما هم ينتظرون ينشغلون ببعضهم، ولا ينتبهون إلى الوقت، ولا إلى عبور القطار حتى بلوغهم الشيخوخة. وتقوم المسرحية على أربع لوحات تكاد تكون منفصلة، وهو ما تعمّده المخرج الذي صمم العرض بطريقة تجعله أقرب إلى الفرجة والفكاهة، معتمدا على قدرات الممثلين في الحركة والتعامل بأجسادهم لا بأصواتهم، فضمن العرض بعض الرقصات المنضبطة. واكتفى الممثلون بالإيماءات والحركات، مما جعلهم يبذلون جهدا مضاعفا قصد تبليغ الرسالة، التي بدت واضحة لدى الكثير من الجمهور رغم غياب حوار أو ذروة وصراع واضحين،ىوبُنيت المسرحية على ديكور متحرك في البداية، ثم منظر نهائي في محطة القطار، ومن رمزيتها يمكن إسقاط العرض على أي إنسان في أي مكان من الأرض في الوقت الحالي. شارك في التمثيل مجموعة من الممثلين الذين حققوا بروزا في السنوات الأخيرة، على غرار محمد لحواس وعديلة سوالم وصبرينة بوقرعة وسارة غربي وعبد النور يسعد ومراد مجرام ومحمود بوحموم وياسين براهمي. واشتغل على موسيقى العرض عادل لعمامرة، بينما أنجز السينوغرافيا عبد المالك يحيى، ونفّذ الإضاءة شوقي المسافي.