توجت مسرحية “جي بي أس” للمسرح الوطني الجزائري بجائزة أحسن عرض مسرحي عربي لسنة 2020، في اختتام فعاليات الدورة ال12 لمهرجان المسرح العربي التي نظمت من 10 إلى 16 يناير 2020 بالعاصمة الأردنيةعمان، حسب ما أعلنه المسرح الوطني الجزائري في صفحته على الفيسبوك. مسرحية “جي بي أس” التي قدم عرضها الشرفي في 15 نوفمبر الماضي على خشبة المسرح الوطني الجزائري من إخراج وتصميم محمد شرشال، واشتغل على موسيقى العرض عادل لعمامرة وأنجز السينوغرافيا عبد المالك يحي ونفذ الإضاءة شوقي المسافي. وتعالج هذه المسرحية التي تمزج بين تقنيات السينما والمسرح والإيماءات والحركة، ضياع الإنسان المعاصر بين الأفكار والمبادئ لتمرير رسائل وأفكار تنتقد الانصياع والتيه، ونافست “جي بي أس” في هذا المهرجان ثمانية أعمال أخرى بينها “النمس” (المغرب) و”سماء بيضاء” (تونس) وكذا “بحر ورمال” (الأردن)، وقد برمج منظومو المهرجان عروضا خارج المنافسة شاركت فيها مسرحيات من عدة بلدان عربية من بينها مسرحية “رهين” للمسرح الجهوي لباتنة من إخراج شوقي بوزيد والتي عرضت في افتتاح المهرجان. يعتبر مهرجان المسرح العربي -الذي تأسس بالإمارات في 2009 من طرف الهيئة العربية للمسرح- أحد أهم مهرجانات الفن الرابع ببلدان العربية حيث يمنح منذ 2011 “جائزة القاسمي” لأحسن عرض مسرحي. يعالج العرض ضياع الإنسان المعاصر بين الأفكار والمبادئ وموقفه من الوقت وإدمانه الانتظار دون الوصول، بل يقدم صورة للإنسان المسخ الذي يتحول ويفقد حتى حقيقته، سواء بفعل فاعل أو بإرادته، فالأبطال ينتظرون منذ مولده الخلاص دون جدوى، والقطار الذي هو رمز الخلاص يمر في كل مرة دون أن يستقله أي أحد، وبينما هم ينتظرون ينشغلون ببعضهم، ولا ينتبهون إلى الوقت ولا إلى عبور القطار حتى بلوغهم الشيخوخة، وتقوم المسرحية على لوحات تكاد تكون منفصلة وهو ما تعمده المخرج الذي صمم العرض بطريقة تجعله أقرب إلى الفرجة والفكاهة معتمدا على قدرات الممثلين في الحركة والتعامل بأجسادهم لا بأصواتهم، فضمن العرض بعض الرقصات المنضبطة، واكتفى الممثلون بالإيماءات والحركات ما جعلهم يبذلون جهدا مضاعفا قصد تبليغ الرسالة، والتي بدت غامضة لدى الكثير من الجمهور خاصة في غياب حوار أو ذروة وصراع واضحين، وبنيت المسرحية على ديكور متحرك في البداية ثمّ منظر نهائي في محطة القطار، ومن رمزيتها يمكن إسقاط العرض على أي إنسان في أي مكان من الأرض في الوقت الحالي. شارك في التمثيل مجموعة من الممثلين الذين حققوا بروزا في السنوات الخيرة على غرار محمد لحواس وعديلة سوالم وصبرينة بوقرعة وسارة غربي وعبد النور يسعد ومراد مجرام ومحمود بوحموم وياسين براهمي، واشتغل على موسيقى العرض عادل لعمامرة بينما أنجز السينوغرافيا عبد المالك يحي ونفذ الإضاءة شوقي المسافي.