يناشد سكان قرية تمضيقت التابعة لبلدية مكيرة الواقعة على بعد 60 كلم جنوب شرق ولاية تيزي وزو، المسؤولين التدخل لترحيلهم الى سكنات لائقة، لتوديع الأكواخ التي اتخذوها منذ نصف قرن مأوى لهم، وحسب تصريح السيد فاهم محند الشريف، رئيس بلدية مكيرة ل »المساء«، فإن هذه القرية كانت تأوي عائلات تم اسكانها في العهد الاستعماري وتحديدا سنة 1958، حيث شيدت لهم السلطات الاستعمارية الفرنسية آنذاك أكواخا على قطعة ارضية ملك لأحد الخواص أطلق عليها اسم تمضيقت بمعنى مكان منعزل. ومع مرور السنوات تضاعف عدد القاطنين بهذه الناحية الى ان بلغ 146 عائلة، تعيش في ظل الفقر والعزلة التامة، وبناء على هذه الأوضاع السيئة والمتدهورة التي تتخبط في وسطها العائلات، طلب المسؤول الأول بالبلدية، السلطات الولائية، التدخل من خلال منح سكان القرية سكنات لائقة، حيث استجابت المصالح الولائية للطلب فأوفدت الى القرية لجنة ولائية بغية معاينة الأوضاع وحررت تقريرا يلخص درجة معاناة سكانها الفقراء. وأضاف نفس المتحدث، أنه تم ادماج المنطقة ضمن المناطق المبرمجة للاستفادة من برنامج القضاء على الاحياء القصديرية، من خلال مشروع إنجاز 146 سكن اجتماعي لفائدة العائلات، غير أن المشروع لم يجسد الى يومنا هذا، بسبب عدة عراقيل وصعوبات حالت دون الشروع فيه، حيث صادف المشروع معارضة من طرف اصحاب الارض التي يقيم فيها السكان الذين طلبوا من المسؤولين تعويض هذه القطعة الارضية التي سلبتها منهم فرنسا. وما يثير الاستغراب حسب محدثينا، أن أصحاب الارض لا يعارضون إقدام السكان على تشييد بنايات قصديرية بهذه القطعة الأرضية، إلا أنهم يحتجون ويرفضون قرار المسؤولين الرامي الى إنجاز 146 مسكن اجتماعي، وما زاد الطين بلة، أن العائلات لا يمكنها الاستفادة من برنامج السكنات الريفية، نظرا لعدم توفرها على شهادة الحيازة او الملكية التي تعد شرطا أساسيا للاستفادة من المساعدة المقدرة حاليا ب 70 مليون سنتيم. من جهتها، مصالح بلدية مكيرة عمدت الى اقتراح حل بغية وضع حد لمعاناة هذه العائلات، حيث خصصت قطعة ارضية واقعة بنواحي مقر البلدية من شأنها أن تستقبل أي مشروع سكني، إلا أن المشكل يتجاوز بكثير امكانيات البلدية، فيما تفضل العائلات وتطالب بإنجاز ال 146 مسكن اجتماعي بالقطعة الارضية التي تقطن بها حاليا، خاصة وأن المسؤولين دعموهم بعدة منشآت خاصة منها التعليمية. وتبقى هذه العائلات تعاني الفقر والعزلة في ظل غياب حلول لهذه المشكلة، حيث وجدت نفسها بين مطرقة المعاناة التي تجاوز عمرها 51 سنة، وسندان معارضة أصحاب الأرض الذين يمانعون إنجاز سكنات لفائدتهم، على الرغم من ان سكان تمضيقت أكدوا أن فرنسا عوضت أصحاب الأرض.