في سابقة هي الأولى من نوعها، وفي وقت يدعو فيه رئيس الجمهورية إلى محاربة البنايات الفوضوية، قامت السلطات المحلية التابعة لبلدية الشراقة، سنة 2003، بإعادة إيواء 6 عائلات من منكوبي زلزال 2003 داخل أكواخ قصديرية من إنجازها، على أن يتم ترحيلهم في مدة أقصاها 3 أشهر، لكن ماتزال هاته العائلات إلى يومنا هذا تنام بجوار خنازير غابة بوشاوي. * * وكانت هاته العائلات رفقة 250 عائلة أخرى تقيم بالقرب من غابة بوشاوي منذ العهد الاستعماري قد هّددت، أمس، بتنظيم حركة احتجاجية واسعة النطاق للمطالبة بتسوية وضعيتهم ومنحهم عقودا تثبت استفادتهم من سكنات في إطار مخطط القضاء على السكنات الهشة، بينما قررت العائلات الست الأخرى الخروج إلى الشارع للضّغط على السلطات المحلية من أجل انتشالها من تلك الأكواخ المتدهورة وترحيلهم إلى سكنات لائقة، لكنها تراجعت في آخر لحظة عن المسيرة يقينا منها بأنها قد تنعكس سلبا على مصيرهم هناك. * وأمام إلحاح ممثلين عن العائلات المنكوبة من زلزال 2003 لزيارة أكواخهم، فقد تنقّلنا، بحر هذا الأسبوع، إلى عين المكان حيث سرنا قرابة الكيلومتر ونصف وسط طريق محفورة وغير معبّدة بمحاذاة غابة بوشاوي في بقعة معزولة تماما عن بلدية الشراقة أين تتواجد القرية الفوضوية التي تأوي المئات من العائلات. * هناك تفاجأنا بالواقع المزري الذي تعيشه 6 عائلات منكوبة، ذنبها الوحيد أنها لم تكن مالكة للسكنات التي كانت تقيم بها بحي قاوش والتي حطمها زلزال 21 ماي 2003، حيث تكفلت بلدية شراقة، بناء على المخطط الاستعجالي للإنقاذ لولاية الجزائر، والقرار رقم 018 المتضمن تسخير المكان المسمى سوق الفلاح سابقا والمتواجد بالطريق الوطني رقم 41، وبناء على هذا القرار رخّص رئيس البلدية السابق للعائلات استغلال المركز كمرحلة مؤقتة. * وأفاد ممثلون عن هؤلاء، تم ترحيلهم من المركز في عهدة رئيس البلدية السابق الذي طمأننا بإعادة ترحيلنا إلى سكنات لائقة في مدة لا تتعدى 3 أشهر وتكفّل حينها عمال من البلدية بإنجاز أكواخ لإيوائنا، ولأن الأشغال تمت بصفة فوضوية فإن الأكواخ تنعدم فيها أدنى ضروريات العيش الكريم، حيث تعتريها الثقوب من كل النواحي لا تقي أصحابها لا من حرارة الصيف ولا من أمطار الشتاء، والخطر الكبير أن هذه العائلات لجأت إلى ربط أكواخها بالتيار الكهربائي وعند تساقط الأمطار تضطر إلى قطعه تفاديا للحوادث الناجمة عن الشرارات، وأمام هذا الواقع المزري فقد ظل ممثلو العائلات بين أخذ ورد بين البلدية والدائرة على أمل الحصول على سكن أو شالي على الأقل لكنها دائما تعود خائبة.