❊وسائل إعلام تبحث إلا عن النقاط السوداء فقط والتأثير على معنويات المواطنين ❊نظامنا الصحي الأحسن إفريقيا ونملك خيرة الأطباء عالميا ❊آن الأوان للتكفل بالمطالب الشرعية للمنتمين لقطاع الصحة ❊مراجعة القوانين الأساسية لعمال الصحة قبل نهاية السنة ❊لسنا الأحسن في العالم لكننا أيضا لسنا الأسوأ ❊التلقيح المنفذ الوحيد للتغلب على كورونا..وقادرون بفضل رجالنا ونسائنا جدّد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، عزم الدولة على التكفل بكافة انشغالات أسلاك قطاع الصحة قبل نهاية السنة الجارية، معلنا مراجعة القوانين الأساسية الخاصة بهم. أكد القاضي الأول للبلاد، في كلمة خلال إشرافه على اختتام أشغال الملتقى الوطني حول تجديد المنظومة الصحية بقصر الأمم، التزام الدولة بتنفيذ توصيات هذا الملتقى قدر المستطاع وحسب الإمكانيات المالية للبلاد وكذا التكفل بكافة انشغالات أسلاك قطاع الصحة على غرار المسائل المالية والقوانين الأساسية والمراجعة الجذرية للمسار الوظيفي، قبل نهاية السنة الجارية. وقال رئيس الجمهورية، إن الظروف التي مرّت بها البلاد فرضت تأجيل التكفل بانشغالات مستخدمي القطاعات خلال السنتين الفارطتين نظرا لأولويات أخرى ذات أهمية للوطن والمواطنين، مشدّدا على أنه آن الأوان للتكفل بالمطالب الشرعية للمنتمين لقطاع الصحة ومنحهم ما يستحقون نظير ما قدموه للوطن. ولدى تطرقه إلى موضوع المنظومة الصحية الجزائرية، أكد السيد الرئيس، أنه رغم الانتقادات التي تطالها من حين لآخر، إلا أنها أدت ما عليها من مهام، حيث بقي قطاع الصحة صامدا حتى في ظل الجائحة الشرسة التي يواجهها، وأشار إلى أن النظام الصحي في الجزائر يعد من أحسن المنظومات في إفريقيا، انطلاقا من مبدأ مجانية العلاج والتغطية الصحية التي تتوفر في آخر نقطة من البلاد، مستدلا بوضعية المنظومة الصحية غداة الاستقلال والتطوّر الكبير الذي عرفته بفضل تجند الأطباء ومساهمتهم في القضاء على العديد من الأمراض الفتاكة التي لا تزال تفتك بشعوب أخرى إلى يومنا هذا، بالإضافة إلى اتباع منظومة تلقيح ظهرت نتائجها حاليا وجعلت من الجزائر الأولى إفريقيا في هذا المجال، إلى جانب مؤشرات إيجابية أخرى على غرار ارتفاع متوسط العمر. الجزائر تملك أحسن التجهيزات وخيرة الأطباء ونوّه الرئيس تبون بكفاءة العنصر البشري الذي يزخر به القطاع، مبرزا أهمية إصلاح المنظومة الصحية التي قال إن العجز الذي يظهر فيها، يعود للتطلعات الكبيرة والطموح القوي للمواطن وليس لنقص في الوسائل والتجهيزات، حيث أن الجزائر تملك أحسن التجهيزات في العالم. وأضاف أن الجزائر هي البلد الوحيد الذي تمكن مرضاها من الاستفادة من الأشعة المقطعية وأشعة الرنين المغناطيسي بكل سهولة، عكس دول مصنفة في خانة الأحسن، التي عادة ما تكون مثل هذه العلاجات غير متاحة بسهولة على مستواها، وحثّ في هذا الشأن على صيانة التجهيزات والحفاظ عليها مع ضرورة التكوين المستمر لمستخدمي القطاع، سيما وأن الجزائر تتوفر على تجهيزات بالملايير إلا أنها تتوقف بسبب عدم توفر الصيانة من جهة وعدم تكوين مختصين لإصلاحها من جهة أخرى. وعلى صعيد ذي صلة، شدّد رئيس الجمهورية على ضرورة إعادة النظر في ظاهرة تبذير الأدوية وإشكالية التطبيب الذاتي الذي يتم بموجبه اقتناء الأدوية من الصيدليات من دون استشارة طبية، كما هو الحال بالنسبة للمضادات الحيوية، مؤكدا أن التوصيات التي تم الخروج بها تتضمن إنشاء هياكل تكون مهمتها متابعة استخدام الأدوية. وخلال كلمته التي ألقاها في ختام الملتقى، أكد رئيس الجمهورية على ضرورة تضافر الجهود ومشاركة الجميع في تحسين المنظومة الصحية ونوعية العلاج حسب القدرات المالية للبلاد، من أجل الانتقال إلى مرحلة أخرى للاقتراب من مستوى المنظومات الصحية في أوروبا الغربية وهذا ما يطمح إليه المواطنون، مضيفا بالقول: "لسنا الأحسن في العالم لكننا أيضا لسنا الأسوأ، فلدينا نقاط قوة يجب الحفاظ عليها ونقاط ضعف ينبغي إصلاحها. وفي هذا الصدد، انتقد الرئيس الأطراف التي تطعن في مستوى الأطباء الجزائريين وفي المنظومة الصحية دون وجه حق، وشدّد على أن الجزائر تملك أحسن الأطباء في العالم، مشيرا إلى أن بعض وسائل الإعلام لا تبحث إلا عن النقاط السوداء فقط وتضخيم الأوضاع وتنتقد من أجل التأثير على معنويات المواطنين في كل مناسبة، حيث أكد بأن هذا الأمر مرفوض وأن الانتقاد البناء مرحب به، وأن هناك منظومة يجب احترامها، سيما وأن كل المؤشرات تؤكد أن الجزائر قطعت أشواطا هامة في المجال الصحي بدليل انتقال أمل الحياة من 54 سنة غداة الاستقلال إلى 78 سنة حاليا، وهي أرقام لم تتمكن دول تحصلت على استقلالها قبل الجزائر من تحقيقها، حيث لا يتجاوز اليوم أمل الحياة عندها 54 سنة. وفي حديثه عن الأوضاع الصحية في البلاد، قال الرئيس تبون، إننا قادرون على مكافحة وباء "كوفيد-19" بقدراتنا ورجالنا ونسائنا، منتقدا بعض الجزائريين المنظرين الذين يتنبؤون بالأسوأ وينتظرون وقوع كارثة، داعيا إلى مجابهتهم بشكل جماعي لأن بلادنا أقوى من ذلك. وفي ذات السياق، أكد رئيس الجمهورية، عزم الدولة على توفير كل الوسائل للتغلب على الوباء، داعيا الجميع للتجند من أجل إنجاح عملية التلقيح التي اعتبرها المنفذ الوحيد للتغلب على الفيروس القاتل. وبذات المناسبة، لفت القاضي الأول للبلاد، إلى أن تنظيم هذا الملتقى جاء في ظرف صعب جراء وباء كورونا، وتقدم بعبارات التقدير والاحترام والعرفان لمستخدمي القطاع، نظير جهودهم المضنية، كما ترحم على أرواح المستخدمين من ضحايا الوباء.