أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، أمس، بتندوف، بأن الخطاب الديني في الجزائر كان له الأثر والقوة في مرافقة كل ما يساهم في تشكيل عناصر الهوية الوطنية ويثبتها ويرسي دعائمها. وأوضح الوزير لدى إشرافه على افتتاح يوم دراسي بعنوان"الخطاب الديني ودوره في تكريس الوحدة الوطنية"، بأن الخطاب الديني ساهم بشكل كبير في الدفع بكل ما من شأنه أن يمس هذا الوطن والشعب والأمة الواحدة التي قامت كرجل واحد لاسترداد الحرية بثمن باهض تجاوز ال5 ملايين من الشهداء مند دخول المستعمر أرض الجزائر مستهدفا خنقها وكتم أنفاسها وتغير هويتها وتعجيم عروبتها وتنصير دينها والاعتداء على كل مقدساتها. ومما ساهم في حماية المجتمع الجزائري كما قال الوزير "الخطاب الديني المسجدي الذي كان يجمع ولا يفرق، يبني ولا يهدم والخطاب الذي كان يؤسس لمنظومة التعايش والسلم والمحبة في المنطقة في الوقت الذي كثرت عليها الاعتداءات من كل الجهات". وقد أشرف بلمهدي خلال اليوم الثاني من زيارته التفقدية لهذه الولاية الحدودية، على إطلاق دورة تكوينية لمنتسبي الشؤون الدينية للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في إطار التعاون وتنفيذ ما تم الاتفاق إثر زيارة وزير العدل والشؤون الدينية والوزير المنتدب لوزارة الشؤون الدينية للجمهورية الصحراوية للجزائر قبل ثلاثة أشهر، حيث تمحورت هذه الدورة التكوينية الأولى التي تدوم يومين حول اللوجيستيك وكيفية إدارة الشأن الإداري وكذا الخطاب الديني ووسطية الخطاب المسجدي والابتعاد عن التطرف والفكر العنيف. وقال بلمهدي بأن دائرته الوزارية التزمت بمحاولة توفير المجال التأطيري لكي يسهم الجميع في إحياء المدارس القرآنية في ولاية تندوف على اعتبار أن المسجد رافدا من روافد القرآن الكريم، مبرزا بأنه سيعمل على تدعيم هذا المحور المهم في التعليم القرآني وترقيته في هذه المنطقة. وعبر الوزير عن فخره باللقاء الثنائي في تبادل الخبرات بين الشعبين والدولتين من خلال الشؤون الدينية لكل من الجزائر والجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، معربا عن عقد لقاءات أخرى مستقبلا لصالح ذات الهيئة. من جهته، أكد وزير العدل والشؤون الدينية للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية محمد مبارك النعناع، بأن هذه الدورة التكوينية تأتي تتويجا للقاء الذي عقد بالجزائر العاصمة قبل ثلاثة أشهر والذي انبثق عنه توصيات واتفاقيات مع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بالجزائر على أساس التكوين، خاصة بعد أن أنشأت الجمهورية الصحراوية وزارة منتدبة هي "في حاجة ماسة إلى هذا النوع من التعاون والتكوينات في المجال".