تشهد طرقات وأرصفة مدينة وهران، في المدة الأخيرة، انتشارا كبيرا للحفر الناتجة عن عمليات الحفر والصيانة، وأشغال تمديد مختلف القنوات الرئيسة، إلى جانب الانهيارات والانزلاقات المتكررة بعدة مناطق، وهو ما حوّل الشوارع إلى مسالك يصعب السير فيها، في ظل تنامي الظاهرة تزامنا مع تساقط الأمطار التي ضاعفت من حجم المشكل. وجّه مواطنون وجمعيات بمدينة وهران، نداء تدخّل إلى مصالح الولاية، للتكفل بمشكل رد الاعتبار للطرقات والشوارع التي تنتشر بها الحفر والانزلاقات الترابية، خاصة ببعض الشوارع الرئيسة والأحياء الشعبية الكبيرة، التي تحوّل بعضها إلى مناطق تصعب فيها حركة سير المركبات، وحتى المارة خلال تساقط الأمطار التي تتجمع في مستنقعات وبرك مائية. ويؤكد مواطنون بحي الصنوبر الشعبي، على سبيل المثال، أن الوضع أصبح لا يطاق، في ظل الانجرافات الترابية المتكررة للأرضيات، وعمليات الحفر التي شُرع فيها منذ سنوات من قبل مؤسسات عمومية، خاصة لإعادة صيانة الشبكات المختلفة، وتمديد شبكات أخرى. ويؤكد المواطنون أن حركة سير المركبات أصبحت صعبة على السيارات بسبب الحفر العميقة، إلى جانب تعرض المارة لحوادث سقوط، جراء المطبات التي تمنع الكبار والصغار من المرور عبرها، واضطرارهم لقطع مسافات طويلة عبر شوارع أخرى للوصول إلى المدارس. ولا يختلف الوضع كثيرا بحي سيدي الهواري، حيث تنتشر حفر كبيرة وآثار عمليات حفر على الطريق الرئيس للحي لتصليح الشبكات الرئيسة، على غرار مياه الشرب، والكهرباء والغاز، والهاتف الثابت والأنترنيت وتمديدها، وهي المشاريع التي تتكرر سنويا لتبقى وضعية الشوارع مقلقة في ظل عدم تزفيتها مجددا. كما يعاني حي الدرب القديم، هو الآخر، من اهتراء كلي للطرقات التي لم تزفَّت منذ أكثر من 40 سنة، حسب السكان. ويعاني آخرون من مشاكل أخرى نتجت عن طبيعة الطرقات السيئة، والتي أدت إلى انفجار قنوات الصرف الصحي، وشبكات نقل الماء داخل الحي بسبب الحفر، وانجراف التربة خلال الأمطار. وبحي شريط على شريف بالمندوبية البلدية الأمير بقلب مدينة وهران، فإن الطرقات ممنوعة كليا عن المركبات بسبب الحفر التي لم يتم ردمها، أو إعادة تزفيتها من قبل الشركات المكلفة بعمليات الصيانة الخاصة بمختلف الشبكات، كما هو شأن العديد من الطرقات والشوارع بمندوبية البدر، التي تعرضت كثيرا لأشغال الحفر، مع انتشار مشاريع بناء السكنات والعمارات بالحي الذي تحوّل إلى ورشة كبيرة. وتشهد أحياء البدر، والعثمانية، والعقيد لطفي، وابن سينا، نفس المشاهد، التي تؤكد عدم وجود متابعة وتنسيق لعمليات الحفر، وإعادة التزفيت، التي تتطلب برنامجا خاصا حسب الجمعيات، بالقضاء على الظاهرة، ورد الاعتبار للأحياء والشوارع. وبالمقابل، فإن مشاكل سكان مدينة وهران مع الحفر لم تتوقف عند الطرقات، بل انتقلت إلى الأرصفة التي لم تعد صالحة للسير، خاصة أن بعض هذه الأرصفة المتضررة تقع داخل مدينة وهران، وبشوارع رئيسة، تُستغل بكثرة من قبل المارة على غرار أرصفة شارع تلمسان التي تدهورت كليا، إلى جانب أرصفة مندوبيات الأمير، وسيدي الهواري، وابن سينا، وبوعمامة رغم عمليات الصيانة وتجديد الأرصفة، التي قامت بها البلديات خلال السنوات الأخيرة، والتي اعتمدت فيها على وضع الإسمنت المزخرف بدل البلاط، لتفادي عمليات الحفر أو تحطم البلاط مجددا. ووجّه المواطنون في هذا الصدد، نداء إلى السلطات والمجلس البلدي، لبرمجة عمليات منظمة لرد الاعتبار للأرصفة ومنع حفرها من جديد، حيث أكد مسؤول بالبلدية أن بعض الشبكات متواجدة أسفل الأرصفة. كما تتطلب عمليات إعادة الصيانة والتصليح تتطلب الحَفر مجددا، غير أن بعض الشركات والمقاولات لا تقوم بعمليات التزفيت ورد الاعتبار بالطريقة اللائقة المعمول بها، حيث تعود الحفر مجددا للظهور.