* email * facebook * twitter * google+ تعرف معظم شوارع مدينة وهران خاصة الأحياء الشعبية الكبرى، وضعية كارثية جراء انتشار الحفر واهتراء الأرصفة؛ ما أصبح يصعّب السير فوقها، فيما تحولت بعض الشوارع إلى مناطق محظورة على المركبات بسبب سوء أحوالها وتوقف عمليات إصلاحها منذ سنوات وسط مطالب السكان بتدخل المصالح التقنية، للعمل على إعادة تأهيل الطرقات المهترئة. رفع عدد كبير من سكان الأحياء الشعبية لبلدية وهران، نداء استغاثة وتدخّل إلى المصالح التقنية لبلدية وهران؛ قصد تسجيل برنامج لرفع مشكل تضرر الطرقات التي لم يتم ترقيعها منذ سنوات وتحوّلت إلى حفر ومطبات، في وقت ساهمت أشغال الحفر التي تقوم بها عدّة مؤسّسات وشركات لتمديد القنوات وصيانتها، في مضاعفة المشكل. ويُعدّ حي «كافيينيك» الواقع بقلب مدينة وهران، أحد أهم الأحياء المتضرّرة من المشكل، حيث أصبح من المستحيل دخول شوارع الحي الضيّقة بالسيارة بسبب الحفر المنتشرة والتي يتجاوز عمق بعضها 40 سنتمترا. وأكد سكان المنطقة أن الحي رغم وجوده بقلب مدينة وهران إلاّ أنه بقي مهمّشا في غياب المسؤولين، الذين يركّزون اهتماماتهم على الشوارع الرئيسة بدون طرقات الأحياء الشعبية، مطالبين بتدخّل عاجل، والاستفادة من مشاريع الترميم الحالية التي تشهدها بعض الطرقات. وبحي «مولود فرعون» المعروف بوهران بحي «سان بيار»، فإنّ الوضعية تبقى مشابهة، حيث تنتشر الحفر في كامل الحي، فيما اختفت بعض الأرصفة بسبب أشغال الحفر الكثيرة بالحي التي تُترك على حالها بدون إعادة ترميمها رغم إطلاق مشروع مؤخرا لإعادة ترميم بعض منها بدون تخصيص مشاريع لتأهيل الطرقات. وأكد المواطنون أنّ حي «بانهيار» يبقى هو أيضا، من الأحياء المهمّشة ببلدية وهران، إلى جانب حي الدرب العتيق؛ حيث طالب السكان الوالي بالتدخل لبرمجة تزفيت طرقات هذه الأحياء، في حين مسّ المشروع مناطق دون أخرى. وأكد السكان تبرير بعض المسؤولين عدم برمجة إصلاح هذه الطرقات بوجود عمليات ترحيل، وهو الأمر الذي يبقى غير مبرر، حسب المواطنين، كونهم مازالوا يعيشون في الحي، ومن حقهم الاستفادة من تهيئة الطرقات التي أصبح السير عليها صعبا، حسب تأكيد المشتكين، مؤكدين أن عملية الترحيل لا تبرّر عدم إصلاح الطرقات. وبحيي «الحمري» و»مديوني» تعيش الشوارع الداخلية هي الأخرى، وضعية كارثية، حيث أكد السكان أن الشوارع لم تشهد عمليات تزفيت منذ أكثر من 20 سنة خاصة بالطرقات الفرعية، في وقت لم تتوقف عمليات الحفر الخاصة بترميم القنوات والشبكات التي تُترك على حالها بدون تسوية ولا تزفيت. وأضاف المواطنون أنّ حي «الحمري» رغم كونه أحد أعرق الأحياء بوهران يبقى مهمّشا في عدّة مجالات، مستشهدين بالانتشار الكبير للنفايات المنزلية والنقاط السوداء. وبالمقابل، يبقى حي «البلانتير» أهم حي يطاله هو كذلك التهميش بمدينة وهران، حيث لايزال سكانه يعانون جراء الوضعية الكارثية للطرقات؛ ما يتسبّب في حوادث مرور تكاد تكون يومية بسبب الحركة الكثيفة للمركبات، ووجود خطوط لحافلات نقل المسافرين. وتسبّبت أشغال الحفر في اهتراء كامل الطريق الوحيد الرابط بين «البلانتير» و»سيدي الهواري». وأكّد المواطنون أنّ المراسلات العديدة لمصالح البلدية لم تلق الرد مع تواصل الوضعية التي توسّعت، مطالبين بزيارة والي وهران المنطقة بعد أن زار معظم أحياء وهران ما عدا حي «البلانتير»، للوقوف على مشاكل السكان. وأكد تقرير لمديرية الأشغال العمومية بولاية وهران، أنّ وضعية طرقات الولاية كارثية خاصة الوطنية منها والبلدية التي لم يعد بعضها صالحا للاستعمال، بعد أن شملت الوضعية أكثر من 56 بالمائة من إجمالي شبكة الطرقات بالولاية. كما أكّد التقرير أنّ حالة الطرقات ساهمت في الرفع من نسبة حوادث المرور وتعطيل حركة السير، فيما قدّمت مديرة الأشغال العمومية لولاية وهران السيدة بن مقداد مؤخرا، دراسة تقنية أمام والي وهران وأعضاء الهيئة التنفيذية للولاية والمنتخبين المحليين، خُصّصت لوضعية الطرقات بالولاية، وهي الدراسة التي أشرف عليها عدد من مكاتب دراسات، وشملت عدة محاور طرق وطنية وولائية وأخرى بلدية وحضرية. وأوضحت الأرقام التي قدمتها المديرة تضرّر 56 بالمائة من شبكة الطرقات التي تضمّ اليوم ما يقدّر ب 1800 كلم بين وطنية وولائية وبلدية رغم البرامج العديدة الخاصة بإعادة تأهيل الطرقات والصيانة التي تدخل ضمن برنامج ولائي تشرف عليه مصالح مديرية الأشغال العمومية والبلديات منذ سنوات.