هددت جبهة البوليزاريو بالعودة مجددا إلى الكفاح المسلح في حال فشلت الجولة القادمة من المفاوضات المباشرة مع المغرب في التوصل إلى تسوية نهائية للنزاع في الصحراء الغربية تضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.وقال رئيس الحكومة الصحراوية عبد القادر طالب عمر أنه في حال فشل هذه الجولة فلن يكون أمام جبهة البوليزاريو "خيار آخر سوى استئناف القتال". ولم يخف المسؤول الصحراوي قلق جبهة البوليزاريو من الانسداد الذي آل إليه مسار تسوية النزاع في الصحراء الغربية وأكد رغبة هذه الأخيرة في الانتقال إلى بديل آخر من خلال استئناف الحرب لاسترجاع الحقوق المسلوبة. وكان عديد المسؤولين الصحراويين لمحوا في الفترة الأخيرة إلى رغبة واسعة في العودة إلى العمل المسلح بعد فشل أربع جولات من المفاوضات المباشرة مع المغرب في التوصل إلى تسوية الوضع القانوني في آخر مستعمرة في القارة الإفريقية بسبب التعنت الذي تبديه الرباط الرافضة لأي حل خارج إطار مخططها للحكم الذاتي. وذكر طالب عمر أن هذه الرغبة سبق للعديد من المندوبين المشاركين في المؤتمر الأخير لجبهة البوليزاريو المنعقد نهاية عام 2007 أن أبدوها بعدما أعربوا عن خيبة أملهم من فشل الوساطة الأممية في تنظيم استفتاء تقرير المصير الذي وعدت به منذ أكثر من 17 سنة خلت. وقال "أنه بالنسبة للعديد من المندوبين فإن17 سنة من المماطلة تكفي لاستنتاج بأن المغرب ليست له الإرادة اللازمة للمضي إلى الأمام وأن مجلس الأمن لم يتمكن هو الآخر من فرض قراراته وإرغام هذا البلد على الالتزام بها". وكان المؤتمر ال 12 لجبهة البوليزاريو كلف القيادة الصحراوية بمهمة إعداد تقييم موضوعي للمفاوضات المباشرة التي انطلقت شهر جوان 2007 في أجل أقصاه ثلاث سنوات. وفي هذا السياق حذر المسؤول الصحراوي أن سنة ونصف منذ ذلك التاريخ فإن صبر جبهة البوليزاريو قد ينفد بعد انتهاء هذه المهلة. وقال أنه "في حالة تسجيل تقدم فنحن نفضل الحل السلمي لكن إذا انتهينا إلى قناعة أن الأمور لا تتقدم فإننا سنكون مجبرين حينها على الانتقال إلى مرحلة التحضيرات العسكرية قصد استئناف القتال" مؤكدا استعداد الصحراويين لأي شيء إلا للاستسلام أو القبول بالأمر الذي يريد المغرب فرضه. وأضاف طالب عمر أن قيادة جبهة البوليزاريو تواجه ضغطا متزايدا من طرف الشعب الصحراوي وخاصة الشباب المتحمس لحمل السلاح من أجل استرجاع الحقوق المسلوبة. وقال أن "المغرب راهن كثيرا على عامل الوقت بقناعة خاطئة أن الصحراويين سيفقدون عزيمتهم وأن جبهة البوليزاريو ستنحل ولكنه حصد على نقيض ذلك مواقف راديكالية وأكثر صرامة من تلك المنتظرة". وانتقد طالب عمر موقف فرنسا التي عارضت إنشاء آلية لمراقبة حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة ضمن اللائحة الأخيرة لمجلس الأمن الدولي، وأكد أنه "من المثير للقلق أن البلد الذي يزعم الدفاع عن الحرية وحقوق الإنسان لا يدين قمع وجرائم المغرب في الصحراء الغربية" معتبرا أن هذه الآلية كان بإمكانها أن تشكل تقدما لاستعادة الثقة المفقودة ترقبا للجولة الخامسة من المفاوضات التي لم يحدد تاريخ انعقادها بعد. ويجري الوسيط الاممي في النزاع الصحراوي الدبلوماسي الأمريكي كريستوفر روس اتصالات مع طرفي هذا النزاع من أجل حملهما على الجلوس إلى طاولة المفاوضات لكن في جلسات سرية وفق ما نصت عليه اللائحة 1871 الصادرة نهاية افريل الماضي والتي أكدت على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. يذكر أن جبهة البوليزاريو والمغرب باشرا منذ شهر جوان 2007 مفاوضات مباشرة تحت رعاية منظمة الأممالمتحدة عقدت أربعة جولات منها بمنطقة منهاست بالقرب من نيويورك دون تسجيل أي تقدم يذكر. وتهدف هذه المفاوضات وفق ما حدده مجلس الأمن الدولي إلى التوصل لحل سياسي للنزاع بالصحراء الغربية يحترم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.