تجدّد الجزائر مرّة أخرى الوصال مع الكتاب من خلال الدورة الخامسة والعشرين من المعرض الدولي للكتاب، الذي يرمي لأن يكون منتدى التقاء وتواصل بين الجزائر ومختلف الدول المشاركة والتي بلغ عددها ست وثلاثين دولة بأكثر من 1250 دار نشر، 298 منها جزائرية والبقية أجنبية، عربية وغربية، إذ يفتح معرض الجزائر الدولي للكتاب أبوابه يوم الجمعة القادم، للجمهور الذي سيكتشف ما جادت به دور النشر المشاركة وكذا ما تقترحه اللجنة المنظمة عليه من نشاطات مرافقة ستصنع الدورة 25 من هذا الموعد الذي يرفع لعام 2020 شعار "الكتاب جسر الذاكرة". على مدى أسبوع، ستكون الجزائر قبلة لمحترفي ومهنيي صناعة الكتاب، ونقطة تجمّع معرفي واتصالي يحمل بين رفوفه وفي مختلف جنباته أبعادا مختلفة أهمّها التعريف بالإنتاج الفكري للدول المشاركة، ترقية نشر الكتاب، تطوير شبكات توزيع الكتاب، الحثّ على الاستثمار في مجال النشر والفنون المطبعية، تفعيل الاتصالات المهنية بين الكتَّاب، الناشرين والمكتبيين، التحفيز على المطالعة، ترقية الكتاب العلمي، التقني والأدبي بشكل عام، وكذا ترقية كتاب الطفل. هذا الموعد الثقافي والتجاري الذي يعود للمرة الخامسة والعشرين، والموضوع تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، يسير على نفس خطوات طبعاته السابقة ولكن بنفس جديد وإرادة أكثر ثباتا على جعله موعدا ثقافيا وفكريا دوليا، ومنتدى مرجعيا لمحترفي وصنّاع الكتاب. وفي محاولتها إعادة ربط الجزائري بالفعل الثقافي، بعد سنتين من كابوس جائحة "كوفيد 19"، سيستضيف قصر المعارض بالصنوبر البحري ويجمع، مختلف أطياف المشهد الثقافي في المعرض الدولي للكتاب، ما يعكس إرادة منظمي هذه التظاهرة في مواصلة رفع مستوى التنظيم وترقية المشاركة الوطنية والأجنبية في هذا الموعد الثقافي الهام الذي يأتي هذا العام في دورة "استثنائية". وستشكّل "سيلا 2022" فرصة، إضافة إلى اقتناء الكتب وآخر الإصدارات، لمتابعة مجريات برنامج ثقافي ثري ومتنوّع تدور محاوره حول شعار المعرض الذي اختير أن يكون بعنوان "الكتاب جسر الذاكرة"، في رمزية لتثمين الذاكرة الوطنية وضرورة توثيق معالمها وحمايتها من الحروب التي تشن عليها من كل حدب وصوب. وانطلاقا من هذا الشعار، ارتأى منظمو هذه التظاهرة الدولية، تنظيم لقاءات وندوات مراعية للمحور العام، حيث أوضح المسؤول على البرنامج الثقافي والأدبي في "سيلا25"، الأستاذ عبد الكريم أوزغلة أنّ المواضيع المطروحة للإثراء والنقاش، "روعي فيها مجموعة معايير تستجيب للسياق الراهن بكلّ أبعاده، بداية من الاحتفال بستينية الاستقلال إلى الظرف الحيوي الذي تشهده الجزائر وبقية أقطار العالم "كوفيد 19" وكذا سياق الروح التفاؤلية التي تسكن الانسان بطبعه وبصفة خاصة الجزائريين، وكذا وفاء للذاكرة والإسهام في المجهود الحضاري لهذا المحفل". في هذا الصدد، سيجري خلال "سيلا 2022"، إلى جانب عملية البيع والشراء، مناقشة عديد المسائل الأدبية والفكرية، إذ من المنتظر الاقتراب من "النشر، التاريخ وكتاب الذاكرة"، "... وكان يوم 19 مارس 1962"، "استذكار الأدباء الشهداء"، "الجوائز الأدبية ... وماذا بعد؟"، "إيطاليا والثورة التحريرية" إضافة إلى "الترجمة، الراهن والآفاق"، "روائيون يتحدثون عن مراجعهم في الكتابة والإبداع"، "حديث عن تجربة الكتابة"، "الرّواية، بين متعة الكتابة واختيار النّاشر" ناهيك عن "إيطاليا في المخيال الجزائري"، "الكتابة في زمن الجائحة"، "الأمير عبد القادر والكتابة" و"أشكال الكتابة الأدبية في الجزائر اليوم". ومن بين الوجوه البارزة التي يحتفى بها وينشط هذه اللقاءات مجموعة من المفكرين والجامعيين جزائريين وأجانب، أحمد طيباوي، إسماعيل يبرير، جمال ماتي (بتقنية التحاضر عن بُعد). صباح مدرق- نارو على غرار دحو جربال، فؤاد سوفي، محمد بلحي، سلمى هلال، ياسين حناشي وعبد الله شقنان، ريكاردو نيكولاي، لزهاري زوبيدة معمامرية ، ستيفانية أوتشي (كاتبة ايطالية)، الدكتور أحمد حمدي، علي فرعون، فازية فرعون، محمد شريف اغبالو، عفيفة برارحي، إلى جانب دحو ولد قابلية، برونا بونياتو، ماسيميليانو طارانتينو، محمد عباس، جمال يحياوي، فرانشيسكو لييجيو (مترجم ايطالي من اللغة العربية)، هيثم الناهي (مدير عام المنظمة العربية للترجمة) وغيرهم. المعرض سيعرف على غرار الدورات السابقة، أياما تكريمية تمسّ عددا من الوجوه الأدبية الجزائرية تخليدا لروحها وعرفانا بما قدّمته في النسيج الأدبي والثقافي الوطني، إذ إلى جانب الندوات ستخصّص وقفات "في ذكرى رحيل" كل من مرزاق بقطاش، مولود عاشور، عبد المجيد مرداسي، حاج ملياني، خليفة بن عمارة، علي الكنز، جودي عتومي، لمين بشيشي، عمارية بلال (أم سهام )، مسعود جناس. أمحمد بن زكور، محمود بن مرابط، عبد الله بنور، عمار قرفي، مناف السائحي، محمد رخيلة، عثمان أوسطاني. كما سيكون موعد "روح البناف" حاضر ككل دورة، كفضاء مخصّص للأدب الافريقي بكلّ تجلياته، حيث سيناقش مواضيع عديدة تتمحور حول "أصوات نسائية افريقية"، "نحو نظام متحفي جديد"، "الآداب الإفريقية..مالي، السنيغال"، "إفريقيا في سياق الأزمة"، أضف إلى ذلك "رشيد بوجدرة والأدب الإفريقي"، و"إفريقيا: التخييل الذاتي، الأدب في التشاد، السينما والمهرجانات". ولا يمكن الحديث عن البرنامج الثقافي المرافق ل"سيلا" دون التوقّف عند منصات الصالون التي تحتفي بالتجارب الإبداعية مختلفة المشارب والتوجّهات، حيث تخصّص واحدة للتجربة الأدبية لمصطفى بن فضيل، وأخرى لعبد المالك مرتاض، وثالثة للروائي التونسي الحبيب السالمي، فضلا عن واحدة مخصّصة للروائي الأردني جلال برجس، كما ستكون أمل بوشارب حاضرة في محاورة مع المترجمة يولاندا غواردي، والأستاذة انشراح سعدي في محاورة مع الرّوائية الكويتية بثينة العيسى.