تنطلق اليوم الجولة الثالثة من المفاوضات المباشرة حول الصحراء الغربية بين مفاوضي جبهة البوليزاريو والمغرب، غدا الإثنين، ب"منهاست" بالقرب من نيويورك وتدوم إلى غاية نهار الجمعة· وينتظر أن تكون هذه الجولة حاسمة في دفع المفاوضات باتجاه إيجاد حل سلمي للنزاع· وأكدت ميشال مونتاس الناطقة باسم الأمين العام للأمم المتحدة انعقاد هذه الجولة الثالثة التي أعلن المغرب وجبهة البوليزاريو مشاركتهما فيها· وأضافت أن "المفاوضات ستجري في جلسة مغلقة كما كان الحال بالنسبة للقاءات السابقة بمبرر الطابع الحساس الذي تكتسيه المفاوضات الجارية" وقالت أن الدخول إلى ملكية (غرين تري إستايت) حيث ستجري اللقاءات سيقتصر على أعضاء الوفدين ومسؤولي الأممالمتحدة· يذكر أن طرفي النزاع القائم منذ 1975 وهما جبهة البوليزاريو والمغرب سبق لهما وأن عقدا في نفس المكان بمنهاست وتحت إشراف الأممالمتحدة الجولتين الأولى والثانية من المفاوضات يومي 18 و19 جوان الماضي بالنسبة للقاء الأول و10 و11 أوت بالنسبة للقاء الثاني دون تحقيق تقدم ملحوظ· وأكد ملاحظون سياسيون لدى المنظمة الدولية أن هذا الإنسداد أو بالأحرى المأزق الذي آلت إليه المحادثات راجع إلى تعنت الرباط التي تصر على أن لا تأخذ في الحسبان سوى خيار الحكم الذاتي للصحراء الغربية تحت سيادة مغربية رافضة خيار إجراء استفتاء تقرير المصير الذي يرافع من أجله الطرف الصحراوي· وتجري هذه المفاوضات طبقا لتوصيات مجلس الأمن الذي صادق في هذا الخصوص على لائحتين جديدتين وهما اللائحة 1754 الصادرة بتاريخ 30 أفريل 2007 واللائحة 1783 الصادرة بتاريخ 31 أكتوبر 2007 اللتين تدعوان الطرفين إلى "استئناف المفاوضات تحت إشراف الأمين العام دون شروط مسبقة وبنية حسنة"، وهذا بهدف التوصل إلى "حل سياسي عادل ودائم ويقبله الطرفان" ويسمح " للشعب الصحراوي بتقرير مصيره في سياق التفاهمات المطابقة للأهداف والمبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأممالمتحدة· وكان مجلس الأمن الدولي طالب في لائحته الأخيرة (1783) القاضية بتمديد عهدة بعثة الأممالمتحدة من أجل تنظيم استفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) إلى غاية 30 أفريل مجددا من الأطراف المعنية الاستمرار في "التحلي بالإرادة السياسية والعمل في جو ملائم للحوار وذلك بغية مباشرة مفاوضات في الصميم"· ودعا الأمين العام الأممي بان كي مون في آخر تقرير عرضه على مجلس الأمن نهاية شهر أكتوبر المنصرم جبهة البوليزاريو والمغرب إلى "مباشرة مفاوضات حقيقية"، معربا عن انشغاله حيال استمرار انتهاكات حقوق الإنسان في الصحراء الغربية من قبل قوات الإحتلال المغربي· للإشارة فإن جبهة البوليزاريو قررت خلال آخر مؤتمر لها المنعقد من 14 إلى 21 ديسمبر المنصرم بتيفاريتي بالأراضي الصحراوية المحررة مطالبة الأممالمتحدة بضبط أجل محدد لهذه المفاوضات· وإذ رأت أن الوضع الراهن "لا حرب ولا سلم" الذي ساد خلال الستة عشر سنة الأخيرة قد طال أمده لم تستبعد جبهة البوليزاريو استئناف الكفاح المسلح في حال فشل المفاوضات· ويرى القادة الصحراويون أن سنة 2008 ستكون "سنة السلم والحرية والإستقلال أو سنة استئناف الكفاح المسلح"·للتذكير فإن الوضع القائم في الصحراء الغربية قد شكل محور عديد النقاشات وأفضى إلى المصادقة على أكثر من 70 لائحة لمجلس الأمن الأممي وإنشاء بعثة "المينورسو" المكلفة بتنظيم استفتاء حول تقرير المصير والتي لا تزال منتشرة بالأراضي الصحراوية.