شدّد وزير الفلاحة والتنمية الريفية السيد عبد الحفيظ هني، على أهمية السهر على تطبيق الاستراتيجية الاستعجالية لسنة 2022 لحماية الثروة الغابية من الحرائق، حيث دعا جميع الفاعلين في المجال إلى العمل المشترك وبذل المزيد من الجهود وتبادل المعلومات في حينها للتصدي لظاهرة حرائق الغابات التي أدت السنة الماضية إلى إتلاف أكثر من 100 ألف هكتار على مستوى 21 ولاية، مشيرا بالمناسبة إلى تجنيد 513 فرقة متنقلة و9481 عون للتدخل في حال تسجيل حرائق هذه الصائفة. وألح السيد هني خلال إشرافه، أمس، على تنصيب اللجنة الوطنية لحماية الغابات لسنة 2022 بمقر وزارة الفلاحة بالجزائر على ضرورة إعطاء أهمية بالغة لتطبيق المخطط الاستعجالي للوقاية الذي يمسّ كل الشرائح ويرتكز على التوعية والتحسيس وإشراك كل الأطراف الفاعلة للغابات، خاصة ساكني المناطق القريبة من الغابات. وفيما يخص حملة الوقاية ومكافحة الحرائق لسنة 2022، أكد هني أن القطاع وضع جهازا عملياتيا يضم 401 برج مراقبة، 513 فرقة متنقلة، 63 شاحنة صهريج للتزويد بالمياه، 3261 نقطة مياه، و1019 ورشة عمل بتعداد 9481 عون قابل للتجنيد في حالة الضرورة القصوى. وأكد أن الحكومة قامت بتعزيز وتوفير كافة أدوات التدخل العملياتي، مكنت قطاع الغابات من اقتناء وسائل إضافية للوقاية والتدخل، حيث تحصلت إدارة الغابات أواخر سنة 2021 على 15 شاحنة صهريج للتزويد بالمياه و80 شاحنة من الوزن الخفيف المخصصة لمكافحة حرائق الغابات، ما رفع عددها إلى 240 شاحنة، وهو ما يسمح بتدعيم الأرتال المتحركة ليبلغ عددها الإجمالي 30 رتلا متنقلا. ووجّه ذات المسؤول جملة من التعليمات للجنة مكافحة الحرائق للحفاظ على الغابات، مطالبا إياها بالقيام بالتنسيق مع اللجان الولائية التي يترأسها الولاة بدورها وممارسة نشاطاتها، والعمل على الوقاية طبقا للصلاحيات المخولة لها قانونا. كما دعا إلى تثمين وتعزيز التنسيق القائم بين مختلف المتدخلين بين إدارتي الحماية المدنية والغابات. وإشراك المواطن في المساهمة الفعالة في الإنذار المبكر والتدخل بمواقع الحرائق الحديثة النشأة وتجنيد لجان الأحياء المجاورة الغابات. وكذا تعزيز التعاون مع الوكالة الفضائية الجزائرية لاستغلال ومعالجة الصور الملتقطة عن طريق القمر الاصطناعي بغرض التقييم الدقيق لحرائق الغابات، مع الاستعمال وبشكل أوسع لكافة وسائل الإعلام وخاصة الإذاعات المحلية من أجل تحسيس أوسع للمواطن بأهمية الحفاظ على الثروة الغابية. كما ألح الوزير على التعاون مع الوكالة الوطنية للأرصاد الجوية لاستغلال المعلومات الخاصة بالطقس وتحسيس الفلاحين والمستغلين الثروة الغابية بأهمية تأمين مستثمراتهم ومنتوجاتهم، قصد تقليص الأعباء على الدولة في التعويض. وطالب أيضا بتعزيز عمليات مراقبة الأملاك الغابية الوطنية وما جاورها من خلال الاتفاقية المبرمة بين المديرية العامة للغابات وقيادة الدرك الوطني. وذكر السيد هني بأن الاستراتيجية الجديدة للوقاية ومكافحة الحرائق ترتكز على مبدأ تحسين الجهاز العملياتي لرفع الكفاءة في عمليات التدخل والتقليل من تعرض الثروة الغابية إلى الحرائق، وكذا حماية الممتلكات والأشخاص. وفي معرض حديثه عن حرائق الصائفة الماضية، ذكر الوزير بأنه تم تعويض كل مربي الماشية المتضررين على مستوى 10 ولايات، والمقدر عددهم ب1200 مربي، بما يزيد عن 6 آلاف رأس من الماشية، وتعويض مربي الدواجن بالمدخلات البيولوجية ومعدات التربية وكذا مربي النحل بأكثر من 69 ألف خلية نحل، وكذا الفلاحين أصحاب الأشجار المثمرة بأكثر من مليون شجرة. وبخصوص إعادة تأهيل الغطاء الغابي، وفرت وزارة الفلاحة نحو 20 مليون شجيرة غابية، حيث تم تشجير أكثر من 11 مليون شجرة منذ 25 أكتوبر الماضي لإعادة تأهيل الفضاءات المتدهورة.