كشف وزير الفلاحة والتنمية الريفية، محمد عبد الحفيظ هني، اليوم الثلاثاء بالجزائر، عن تطبيق استراتيجية جديدة لمكافحة حرائق الغابات و الوقاية منها خلال السنة الجارية، ترتكز على مبدأ تحسين الجهاز العملياتي لرفع الكفاءة في عمليات التدخل والتقليل من تعرض الثروة الغابية إلى الحرائق وحماية الممتلكات والأشخاص. وأوضح الوزير، خلال اجتماع لتنصيب اللجنة الوطنية لحماية الغابات لسنة 2022، أن هذه الاستراتيجية التي تبنتها الوزارة في أغسطس 2021 ، تتضمن 3 محاور أساسية، تتعلق بتحسين المعرفة بخطر حرائق الغابات، والعمل على تقليص عدد الحرائق، إلى جانب تحسين فعالية التدخل الأولي. وفي إطار الإجراءات المسطرة للوقاية ومكافحة حرائق الغابات خلال الصائفة المقبلة، ذكر السيد هني، أنه تم تبني مخطط للإعلام والاتصال يمس كل الشرائح ويرتكز على التوعية والتحسيس واشراك كل الأطراف الفاعلة للغابات لاسيما ساكني المناطق القريبة من الغابات. كما تم وضع جهاز عملياتي متكون من 401 برج مراقبة و513 فرقة متنقلة و63 شاحنة صهريج للتزويد بالمياه عبر 3261 نقطة مياه و1019 ورشة عمل بتعداد 9481 عون قابل للتجنيد في حالة الضرورة القصوى. ولفت الوزير إلى أن الحكومة قامت بتعزيز كل الوسائل البشرية والمادية، وتوفير كافة أدوات التدخل العملياتي التي مكنت قطاع الغابات من اقتناء وسائل إضافية للوقاية والتدخل. وتحصلت إدارة الغابات نهاية السنة الماضية على 15 شاحنة صهريج للتزويد بالمياه و80 شاحنة من الوزن الخفيف المخصصة لمكافحة حرائق الغابات، مما سمح برفع عدد الشاحنات إلى 240 وتدعيم الأرتال المتحركة لتبلغ 30 رتل متنقل. وأكد الوزير على جملة من التدابير تتعلق أساسا بضرورة قيام اللجنة، بالتنسيق مع اللجان الولائية التي يترأسها الولاة، بدورها الكامل أثناء نشوب الحريق، اضافة الى دورها الوقائي طبقا للصلاحيات المخولة لها قانونيا، إلى جانب إشراك المواطنين في المساهمة الفعالة في الانذار المبكر والتدخل بمواقع الحرائق حديثة النشأة وتجنيد لجان الأحياء المجاورة للغابات. إقرأ أيضا: خنشلة : انطلاق أشغال إنجاز مدرج إقلاع وهبوط طائرات إخماد حرائق الغابات كما أشار الوزير الى ضرورة تعزيز التنسيق مع الوكالة الفضائية الجزائرية لاستغلال ومعالجة الصور الملتقطة من قبل القمر الصناعي وكذا التكنولوجيات الحديثة بغرض التقييم الدقيق لحرائق الغابات، وتعزيز التنسيق مع الوكالة الوطنية للأرصاد الجوية. وشدد على وجوب تحسيس الفلاحين والمستغلين للثروة الغابية بضرورة تأمين مستثمراتهم ومنتوجاتهم مما يقلص العبء على الدولة في حالة حوادث مماثلة. وكانت الحرائق التي اندلعت الصائفة الماضية عبر 21 ولاية، قد أتلفت ما يزيد عن 100 الف هكتار من الغابات حسب السيد هني، مما تسبب في فقدان بعض الموارد الفلاحية وجملة من الثروات الحيوانية. وتم على إثر ذلك، التكفل بضحايا الحرائق وتقديم المساعدات للمتضررين بتوجيهات من رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، حيث استفاد 1200 مربي ماشية متضرر على مستوى 10 ولايات معنية من تعويضات بما يزيد عن 6 الاف رأس. كما تم تعويض مربي الدواجن بالمدخلات البيولوجية ومعدات التربية وتعويض مربي النحل بأكثر من 69 الف خلية نحل، مع تعويض الفلاحين اصحاب الأشجار المثمرة بأكثر من مليون شجرة، حسب نفس المسؤول. ووفر القطاع في مجال تأهيل الغطاء الغابي حوالي 20 مليون شجرة غابية، حيث تم تشجير 11 مليون شجرة منذ 25 اكتوبر 2021، وذلك لإعادة تأهيل الفضاءات المتدهورة.