جدد ممثلو دول أمريكا اللاتينية المشاركون في "الأيام الثالثة لجامعات مدريد حول الصحراء الغربية" التي اختتمت فعالياتها أمس على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وفقا للشرعية الدولية. وجدد المشاركون في مداخلاتهم دعم بلدانهم لقضية الصحراء الغربية العادلة منددين في الوقت نفسه بانتهاكات حقوق الإنسان التي تمارسها قوات الاحتلال المغربي ضد المدنيين العزل بالأراضي الصحراوية المحتلة. وفي هذا السياق ذكر السيناتور المكسيكي سلومون جارا كروز الذي يعترف بلده بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية منذ1979 بالموقف "الحازم والثابت" لبلاده لصالح حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وفقا للشرعية الدولية. وقال أن مكسيكو طالما دعمت "النضال العادل" للشعب الصحراوي مذكرا بردة فعل السفير المكسيكي لدى الأممالمتحدة عقب مصادقة مجلس الأمن على اللائحة1871 حول الصحراء الغربية. وكان السفير المكسيكي ألح على ضرورة التوصل إلى "حل عادل ودائم ومقبول من الطرفين يضمن تقرير مصير الشعب الصحراوي مضيفا أن المكسيك يمنح "أهمية قصوى" لترقية حقوق الإنسان التي تشكل "عنصرا أساسيا" لسياسته الخارجية. وانتقد ممثل المكسيك الموقف الفرنسي المعارض لتوسيع صلاحيات بعثة "مينورسو" لتشمل مراقبة احترام حقوق الإنسان وقال أن "هذا البلد الذي يعتبر مهد حقوق الإنسان أصبح عدوا للشعب الصحراوي". مقابل ذلك قدمت أرسيليا فلوريس من لجنة إفريقيا بوزارة الشؤون الخارجية المكسيكية عرضا لمختلف أنواع العلاقات التي تقيمها دول أمريكا اللاتينية مع الجمهورية الصحراوية منذ تأسيسها. وذكرت في هذا السياق بأن بعض الدول التي لم تعترف بعد بالجمهورية العربية الصحراوية "تساند بقوة حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره من خلال تنظيم استفتاء طبقا لمختلف قرارات منظمة الأممالمتحدة". وهو نفس الموقف الذي عبر عنه فرانسيسكو غوزمان بازوس عميد جامعة العاصمة النيكاراغوية، ماناغوا الذي أكد على دعم دول أمريكا اللاتينية لقضية الشعب الصحراوي العادلة من منطلق أنها عاشت نفس التجربة المريرة. كما تميز اللقاء بتقديم الصحفي الشيلي خوان باولو اغليزياس شهادات حول"الضغوط التي مارسها مسؤول اشتراكي إسباني على الحكومة الشيلية من أجل ألا تعترف بالجمهورية العربية الصحراوية في الوقت الذي كانت فيه هذه الأخيرة تستعد لذلك". وفي حديثها عن مسألة "حقوق الإنسان بالصحراء الغربية" نددت المحامية الإسبانية ايناس ميراندا التي اعتادت على حضور محاكمات المناضلين الصحراويين بالمغرب بانتهاكات حقوق الإنسان والاعتقالات والمحاكمات التعسفية والتهديدات بالموت ضد المناضلين الصحراويين لمجرد التعبير عن تمسكهم باختيار الاستقلال". وفي هذا السياق قدم أحمد حامد المناضل الصحراوي من أجل حقوق الإنسان الذي تعرض للتعذيب في السجون المغربية شهادة مؤثرة حول وضع حقوق الإنسان بالأراضي الصحراوية متسائلا حول دور بعثة الأممالمتحدة في الصحراء الغربية "مينورسو" التي تقف موقف المتفرج أمام الخروقات المغربية. وأمام تزايد عدد الأصوات الدولية الداعمة للقضية الصحراوية دعا ممثل جبهة البوليزاريو لدى الأممالمتحدة محمد بوخاري المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن للعمل وبشكل فعال من أجل تفادي الأسوأ في الصحراء الغربية". وقال على هامش فعاليات الأيام الثالثة للجامعات العمومية بمدريد حول الصحراء الغربية أن "جبهة البوليزاريو لازالت تؤمن بالحل السلمي لتسوية النزاع الصحراوي في إطار الأممالمتحدة ولذلك فهي تؤيد جهود الأمين العام الأممي وتتعاون مع مبعوثه الشخصي كريستوفر روس من أجل التوصل إلى الحل الذي أقره ووافق عليه الجانبان من قبل وهو تنظيم استفتاء تقرير المصير". وأعرب بوخاري عن أسفه لكون المغرب يقوم بعرقلة الشرعية الدولية في مسعى لفرض سياسة الأمر الواقع بتواطؤ من بعض القوى العظمى وخاصة فرنسا والإدارة الأمريكية السابقة. غير أن ذلك لم يمنعه من الإعراب عن أمله في أن تتمكن الولاياتالمتحدة في ظل الإدارة الجديدة بقيادة الرئيس باراك اوباما والتي تترأس مجموعة الأصدقاء بمجلس الأمن الدولي حول الصحراء الغربية من "ممارسة ضغوط من أجل تطبيق مبدأ تنظيم استفتاء تقرير المصير الذي قبلته جميع الأطراف بما فيها المغرب". واعتبر المسؤول الصحراوي حضور رئيس لجنة إفريقيا بالكونغرس الأمريكي دونالد باين فعاليات هذه الأيام بمثابة رسالة موجهة للسلطات الإسبانية ولبرلمانها أكد من خلالها أن القضية الصحراوية ليست معزولة وإنما تكتسي أهمية على الساحة الدولية بما في ذلك لدى الإدارة الأمريكية. من جهته دعا مدير المركز الصحراوي للدراسات الإستراتيجية بابا سيد إلى "رفع النهج القمعي المفروض من قبل المغرب بالأراضي الصحراوية المحتلة حيث يمارس التعذيب والسجن والاغتصاب في ظل اللاعقاب التام" ودعا إلى إنشاء هيئة دولية تفرض احترام حقوق الإنسان بالأراضي الصحراوية المحتلة.