أكد البروفيسور فوزي درار، مدير معهد باستور أن هيئته جاهزة لمجابهة انتشار جدري القرود، الذي انتشر بشكل مريب في عدة دول من العالم في ظرف قصير، مشيرا إلى أن الجزائر، التي تفطنت للمرض، كانت سباقة في أخذ الاحتياطات والتواصل مع منظمة الصحة العالمية، للاستفادة من التوجيهات المتعلقة بكيفية التعامل مع هذا الفيروس، خاصة ما تعلق بالبروتوكول الوقائي والعلاجي وأجهزة الكشف. وقال البروفيسور درار، خلال نزوله ضيفا، أمس، على منتدى جريدة "الشعب" أن "بلادنا ليست في منأى عن تسجيل حالات إصابة، مما يستوجب أخذ الحيطة والحذر، والاستمرار في تطبيق التدابير الوقائية الخاصة بكوفيد 19، الكفيلة بتجنيب المجتمع مخاطر هذا الوباء الخبيث". وذكر ذات المسؤول الذي عرج على التساؤلات التي يطرحها العلماء بشأن أسباب انتشار هذا الوباء، أنه عادة ما تظهر أعراض هذا المرض بعد أسبوع من الإصابة، متمثلة في ألم في الرأس وحمى في الجسم وظهور دمامل وبثور في الوجه والكفين واحمرار في الجلد، ليتعافى المصاب بعد 21 يوما. وذكر البروفيسور درار أن المجلس العلمي المنعقد مؤخرا، خلص إلى أنه للحيلولة دون انتشار هذا المرض المستجد، يجب العودة إلى التدابير الوقائية المطبقة خلال فترة كوفيد 19، من ارتداء الكمامات في الأماكن المغلقة، منها المصحات وبخاصة تلك التي تسجل فيها حالات مشبوهة، والتزام النظافة الشخصية والتباعد الجسدي، لاسيما أن العرق الذي يفرزه الجسم بسبب الحرارة وغيرها يمكن أن يكون ناقلا للفيروس. ولم ينف درار وجود هذا الوباء، في الدول الإفريقية من قبل، مؤكدا أن عودة ظهور المرض يمكن أن تكون نتيجة لتوقف التلقيح ضده الوباء في ثمانينيات القرن الماضي. وأشار إلى أن انتشار وباء جدري القرود بطريقة مفاجئة، كان محل حيرة واستغراب المختصين في علم الأوبئة، ومنظمة الصحة العالمية، "التي يعاب عليها، كونها لم تصنف هذا المرض في البداية في خانة "الخطير"، إلا أن الانتشار المفاجئ في غرب أوربا كان النقطة التي أفاضت الكأس، حيث انطلقت التحقيقات وعمليات البحث حول الطرق السريعة والمريبة التي تنقل بها الفيروس بين القارات، منذ ظهور حالات الإصابة في جانفي الماضي، ثم في بريطانيا، ليطال لحد الآن 23 بلدا، بمجموع 266 حالة". وما زاد من دهشة العلماء المتابعين لهذا الوباء - يقول درار- هو أن المصابين في الدول الغربية كبريطانيا والبرتغال لم يزوروا الدول الإفريقية مكمن الوباء، "لكنهم يرجعون انتشار فيروس جدري القرود إلى في انشغال العالم بوباء كوفيد19، الذي غطى على العديد من الأمراض والأوبئة".