استنكرت جبهة البوليزاريو بشدة سياسة العرقلة والتماطل التي يواصل نظام المخزن انتهاجها عندما يتعلق الأمر بمعالجة القضية الصحراوية والتي انفضحت مجددا، أول أمس، عندما منعت الرباط المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي إلى الصحراء الغربية، ستافان دي ميستورا، من زيارة الأراضي الصحراوية المحتلة. عبر عضو الأمانة الوطنية ممثل جبهة البوليزاريو بالأممالمتحدة والمنسق مع بعثتها من أجل تنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية "مينورسو"، سيدي محمد عمار، في بيان صحافي، أول أمس، لوسائل الإعلام عن استنكار جبهة البوليزاريو القوي للجوء دولة الاحتلال المغربية من جديد إلى أساليب العرقلة والمماطلة لمنع المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي إلى الصحراء الغربية من القيام بزيارته الأولى إلى الإقليم. ودعا ممثل جبهة البوليزاريو المنظمة الدولية إلى التصرف بشفافية كاملة والكشف عن الأسباب التي حالت دون قيام المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية بزيارته الأولى إلى الإقليم، مذكراً بأن غياب المساءلة لا يؤدي إلا إلى تشجيع دولة الاحتلال المغربية على الاستمرار في سياسة العرقلة التي تقوض بشكل خطير آفاق إعادة إطلاق عملية السلام بهدف تحقيق حل سلمي وعادل ودائم لإنهاء الاستعمار في الصحراء الغربية. وأعلنت الأممالمتحدة، أول أمس، أن المبعوث الشخصي للأمين العام الاممي الى الصحراء الغربية، ستافان دي ميستورا، تراجع عن زيارة الاقليم المحتل التي كانت مبرمجة ضمن جولته الثانية إلى المنطقة في إطار مساعيه الرامية لإعادة تفعيل العملية السلمية لاحتواء القضية الصحراوية التي تبقى تشكل آخر مسالة تصفية استعمار في القارة الافريقية. وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة، ستيفان دوجاريك، أن "المبعوث الشخصي للأمين العام إلى الصحراء الغربية يتواجد في الرباط من أجل لقاء المسؤولين المغربيين"، مضيفا أن دي ميستورا "قرر عدم القيام بزيارة الى الصحراء الغربية خلال هذه الجولة، ولكنه يأمل في أن يقوم بها خلال جولاته القادمة إلى المنطقة". ولم يقدم المتحدث باسم الأممالمتحدة أي تفسيرات بخصوص تراجع الدبلوماسي الايطالي السويدي عن زيارة الصحراء الغربية المحتلة، ولكن مصادر مقربة من الملف أكدت رفض الرباط لمثل هذه الزيارة. والواقع أن مثل هذا الأمر كان متوقعا من نظام المخزن الذي يفرض حصارا مشددا على الجزء المحتل من الصحراء الغربية ويمنع أي طرف حتى ولو كان مرسل من الاممالمتحدة دخوله لتفادي احتكاكه بالسكان الصحراويين وكشف معاناتهم ووقفه عن قرب على حقيقة النزاع في الصحراء الغربية القائم على احتلال دولة جارة لأرض غير أرضها وفرض منطق الاستعمار على شعبها. وبذلك يكون دي ميستورا مثله مثل باقي المبعوث الأمميين الذين سبقوه قد اصطدم بصخرة الصد المغربية التي ترفض فتح الإقليم المحتل حتى امام الأممالمتحدة التي تبقى مغلوبة على أمرها بسبب وجود قوى داخل مجلس الامن الدولي وفي مقدمتها فرنسا تدعم المغرب في ضربه للشرعية الدولية عرض الحائط. ويتأكد مجددا أن مهمة دي ميستورا لن تكون سهلة ولا يمكنه أن يحقق أي اختراق في قضية تصنفها المنظمة الاممية نفسها في قائمة قضايا تصفية الاستعمار مادام لم يجد الدعم الكاف من اعضاء مجلس الأمن الدولي. وهو ما أكده المسؤولون الصحراويون وجبهة البوليزاريو الذي يطالبون بضرورة رفع القوى العضوة في مجلس الأمن وعلى رأسها فرنسا يدها عن هذه القضية وترك تسويتها تتم في إطار الشرعية الدولية والمقررات الأممية التي تقر جميعها بأحقية شعب الصحراء الغربية في تقرير مصيره.