أكدت جبهة البوليزاريو، أمس، أن المواقف القوية التي عبر عنها أعضاء مجلس الأمن الدولي خلال المشاورات حول الصحراء الغربية، بشأن ضرورة التوصل إلى حل سلمي يكفل حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير على أساس قرارات الأممالمتحدة، كانت "ردا واضحا" على من يسعون للترويج للحلول المشبوهة القائمة على انتهاك القواعد الأساسية للقانون الدولي. وقال محمد سيدي عمار، ممثل جبهة البوليزاريو بالأممالمتحدة والمنسق مع بعثة الأممالمتحدة لتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية "مينورسو"، إن الانشغالات التي أعربت عنها بعض الدول الأعضاء بشأن الوضعية المتردية لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية المحتلة تعتبر "دليلا أقوى على الحاجة الملحة إلى إنشاء آلية مستقلة ودائمة للأمم المتحدة لحماية حقوق الإنسان في الإقليم المحتل". وأكد أن جبهة البوليزاريو، لن تقبل أبدا بالأمر الواقع الذي تسعى دولة الاحتلال المغربية إلى فرضه بالقوة في المناطق المحتلة من الجمهورية الصحراوية، وأنها ستواصل استخدام جميع الوسائل المشروعة للدفاع عن الحقوق المقدسة للشعب الصحراوي وتطلعاته الوطنية إلى الحرية والاستقلال". كما جددت الجبهة التشديد على أن "السبيل الوحيد القابل للتطبيق والعملي للمضي قدما لتحقيق حل سلمي وعادل ودائم لإنهاء الاستعمار من الصحراء الغربية هو تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه غير القابل للتصرف، وغير القابل للمساومة في تقرير المصير والاستقلال بحرية وديمقراطية وفقا لمبادئ الشرعية الدولية وقرارات الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي ذات الصلة". ودعت جبهة البوليزاريو، إلى ضرورة أن تترجم الأممالمتحدة والمجتمع الدولي التزامهما المعلن بالقانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة بإجراءات ملموسة، لتحقيق إنهاء الاستعمار من الصحراء الغربية آخر مستعمرة في إفريقيا. وجاء تصريح الدبلوماسي الصحراوي، في أعقاب اجتماع مجلس الأمن الدولي، الذي عقد ليلة الأربعاء إلى الخميس، جلسة مشاورات مغلقة حول بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية "مينورسو"، حيث استمع المجلس إلى إحاطتين قدمهما ستافان دي ميستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام إلى الصحراء الغربية، وألكسندر إيفانكو، الممثل الخاص للأمين العام ورئيس بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية "مينورسو". وجدد أعضاء مجلس الأمن الدولي، دعمهم لجهود المبعوث الشخصي للامين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية، ستافان دي ميستورا، لإعادة بعث عملية المفاوضات المتوقفة منذ 2012، بين طرفي النزاع المملكة المغربية وجبهة البوليزاريو. ورحب المبعوث الأممي ب"الدعم الواسع الذي حصل عليه على حد قوله لإعادة إطلاق العملية السياسية". وقال في هذا السياق إن "الجميع دعم جهودي" لدفع عملية السلام، معلنا عن شروعه في جولة جديدة إلى المنطقة " قريبا" لأجل ذلك. وتعد هذه الزيارة ثاني جولة يقوم بها دي ميستورا منذ تعيينه في منصبه في أكتوبر الماضي، خلفا لسلفه هورست كوهلر، حيث زار شهر جانفي، المنطقة اين التقى بطرفي النزاع وبعدها زار كلا من موريتانيا والجزائر باعتبارهما بلدين مجاورين.