يعاني سكان بلدية ابن زياد بقسنطينة، من أزمة مياه خانقة بعد أن تراجع منسوب وقوة ضخ مياه النقب الغربي بمنطقة حمزاوي، بشكل كبير، متأثرا بموجة الجفاف التي مست المنطقة هذا العام، فيما لايزال مشروع تزويد المنطقة من نقب عين التين بولاية ميلة، يشهد تأخرا في الإنجاز نظرا لتوقف الأشغال جزئيا، السنة الفارطة. يشتكي سكان بلدية ابن زياد من أزمة مياه خانقة خاصة خلال هذا الفصل، نظرا للطلب الكبير على هذه المادة الحيوية، حيث أكد المشتكون ل "المساء"، أن بلديتهم مصنفة ضمن أكبر المناطق المتضررة بالولاية، بعد أن أصبحت المياه لا تصل إلى الحنفيات إلا نادرا ولوقت قصير جدا، فالكميات الموزعة لا تكفي لتلبية الحاجات اليومية العادية، مشيرين إلى أنهم يضطرون للتزود من الصهاريج، أو التوجه نحو المنابع الطبيعية للتزود من المياه، حيث أفاد مواطنون من البلدية بأن المياه لا تجري بالحنفيات سوى ساعة واحدة خلال يومين. كما أكد قاطنو قرى ربيعي وعين المالحة، مثل ما نقلت "المساء" في عدد سابق، أن المياه تصلهم مرة في كل أربعة أيام، وأحيانا تتأخر عن موعدها الاعتيادي، وهي مشكلة سُجلت بكل من قرية العناب وعين تراب بأعالي البلدية، وجل قرى الجهة الغربية بابن زياد. وأضاف المشتكون أنهم راسلوا السلطات البلدية في كثير من المرات، لعدم تزويدهم بالمياه الصالحة للشرب خلال الأيام الماضية، وذلك عبر مختلف الأحياء، بسبب الجفاف، وانخفاض منسوب نقب منطقة الحمزاوي، فضلا عن أعطاب كانت أصابت القناة الناقلة بقطر 315 ملم عند مدخل منطقة الغراب على الطريق الوطني 79. وذكروا أن البلدية اتخذت مختلف الإجراءات لضمان تزويدهم بهذه المادة الحيوية، من خلال إصلاح العطب بالتنسيق وشركة المياه والتطهير، وتوفير صهاريج لبعض الأحياء المتضررة، غير أن مشكلة شح المياه والتي تعود أساسا إلى ارتفاع الطلب على هذه المادة الحيوية، والجفاف الذي عم المنطقة، زادت حدة خلال الصائفة، مطالبين السلطات بالإسراع بتجسيد مشروع نقب عين التين، الذي رصد له 60 مليار سنتيم، لإنهاء مشكلة الجفاف بإقليم البلدية ككل. من جهتها، أكدت مديرة الموارد المائية بقسنطينة بوقفة آمنة، أن تراجع مستوى مياه الأنقاب بالولاية، يعود إلى الجفاف. وقالت بأنها مشكلة وطنية. وأكدت المسؤولة في حديثها إلى "المساء"، أن الأشغال جارية على مستوى نقب عين التين. ومن المنتظر أن يسلّم نهاية العام الجاري، وهو ما من شأنه أن ينهي معاناة سكان بلديتي ابن زياد ومسعود بوجريو. وذكرت المتحدثة أن مشروع عين التين يسير في إطار البرنامج المسطر من طرف الشركة المنجزة، وهو مجرد ملحق من المشروع الكلي الذي ينجز في إطار تدعيم شبكة مياه الشرب بقسنطينة، حيث قالت إنه خدمة إضافية للمشروع. وقد قامت الشركة المكلفة بالإنجاز، بوضع كل معدات العمل بهذا الملحق، وأنهت المشروع، ولم يبق، حسب نفس المصدر، سوى فتح خط المياه مع نهاية السنة الجارية، بتدفق 20 لترا في الثانية، متحدثة عن الاتفاقية التي أبرمتها مديريتها مع نظيرتها بولاية ميلة، لمنح المنطقة 80 لترا في الثانية. أما عن الآبار الارتوازية وأبراج المياه الموجودة ببلدية ابن زياد، فقالت مديرة الموارد المائية بقسنطينة، إن البلدية ككل لا يوجد بها سوى برج مياه واحد، و16 خزانا مائيا، جميعها بسعة 4535 متر مكعب.