أكدت مديرية الموارد المائية بقسنطينة، أن تراجع مستوى مياه الأنقاب بالولاية يعود إلى الجفاف «وهي مشكلة وطنية»، كما ذكرت أن السلطات تفكر في جلب مياه سد بني هارون إلى القطب العمراني الجديد بعين عبيد، فيما تعرف بلدية ابن زياد أزمة مياه خانقة منذ أيام إذ لم تزود أحياء وقرى بأكملها. وأوردت بلدية ابن زياد في بيان لها، أن الكثير من الشكاوى تصل إلى مختلف المصالح من طرف المواطنين، حول عدم تزودهم بالمياه الصالحة للشرب خلال الأيام الماضية وذلك عبر مختلف الأحياء بسبب الجفاف وانخفاض منسوب نقب منطقة الحمزاوي، فضلا عن أعطاب بالقناة الناقلة بقطر 315 ملم عند مدخل منطقة الغراب على الطريق الوطني 79 . وتم إصلاح العطب، وفق بلدية ابن زياد، لكن عملية إعادة ضخ المياه تتطلب إفراغ القناة من الهواء، وهو ما يتطلب وقتا أطول كما أن انقطاع الكهرباء يتسبب في تأخير العملية، كما أوضح المصدر، أن الشركة المسؤولة على تسيير المياه تعمل على تدارك الوضعية بالتنسيق مع البلدية، وذلك من أجل توزيع و تزويد السكان في أقرب وقت ممكن. وبالنسبة لمنطقتي المالحة وربيعي عيسى، فقد أوضحت البلدية، أن مشكلة شح المياه تعود إلى ارتفاع الطلب على هذه المادة الحيوية، والجفاف الذي عم المنطقة، فضلا عن تسجيل انخفاض في منسوب مياه نقب المبدوع الذي يزود المنطقتين وكذا تراجع منسوب الينابيع والجيوب المائية السطحية، التي يعتمد عليها في تزويد سكان المنطقة. وأكدت البلدية أن مصالحها، لا تدخر أي جهد لتوفير الماء للمواطنين في حدود الإمكانيات المتاحة من خلال توفير صهاريج وإصلاح الأعطاب في القنوات المهترئة، داعية المواطنين إلى التعاون مع مختلف السلطات لتجاوز الأزمة، في انتظار دخول مشروع نقب عين التين حيز الخدمة ما من شأنه أن ينهي إقليم البلدية ككل. وتجد مؤسسة «سياكو»، صعوبة في تزويد السكان بالمياه من النقب الغربي الواقع بمنطقة حمزاوي، حيث تراجعت قدرات الضخ به إلى 6 لترات في الثانية، وذلك بسبب عامل الجفاف الذي ضرب ولاية قسنطينة، التي سجلت مستوى تساقط يقل عن 270 ملم في حين أن المتوسط السنوي كان يقدر ب400 ملم على الأقل، أما نقب منطقة «صالح باي» الذي يمون ابن زياد ومسعود بوجريو، فقد تراجع مستوى ضخه بشكل كبير وهو نفس حال نقب بومرزوق بمدينة قسنطينة. وأوضحت مديرة الموارد المائية، بوقفة آمنة، أن مشكلة تراجع مياه الأنقاب وطنية وذلك بسبب الجفاف، مشيرة إلى أن الأشغال جارية على مستوى نقب عين التين ومن المنتظر أن تسلم نهاية العام الجاري، وهو ما من شأنه أن ينهي معاناة سكان بلديتي ابن زياد ومسعود بوجريو. وأوضحت المتحدثة، بخصوص تحسين تزويد الجهة الجنوبية للولاية، لاسيماالقطب العمراني بعين عبيد، أن تلك الجهة ستتزود في إطار مشروع تأمين قسنطينة بالمياه، لكن القرار المتعلق بمصدر المياه لم يتخذ، إذ تتم دراسة تزويدها من نقب بومرزوق أو سد بني هارون. وتجدر الإشارة، إلى أن بلدية بن زياد استفادت من مشروع مهم لتحسين خدمات التزود بالمياه، حيث سيتم ربطها بقنوات من نقب عين التين بولاية ميلة، وأسند المشروع لمؤسسة كوسيدار ورصد له غلاف مالي بقيمة 60 مليار سنتيم، لكنه عرف تأخرا خلال فصل الصيف الماضي إذ أن عملية الحصاد أعاقت تمديد القنوات، ما اضطر الشركة إلى التوقف جزئيا عن العملية في هذه الحصة من المشروع. لقمان/ق