أجرت وحدات التدخل للقيادة الجهوية الثانية للدرك الوطني بوهران أول أمس مناورات عسكرية خاصة بنهاية السنة التدريبية التي حملت شعار "تارقة 2009 أمواج البحر" بمنطقة ساسل ببلدية أولاد بوجمعة دائرة العمارية بولاية عين تموشنت، والتي تندرج في إطار التحضير القتالي والتكوين المتواصل ل790 عسكريا. وشملت هذه التمارين مجالات الحفاظ على النظام العام ومرافقة الشخصيات وضمان أمنهم، ومحاربة الإرهاب. وتميزت هذه المناورات العسكرية بالقيام بتمارين افتراضية بينت طريقة عمل وكيفية تدخل فرق الدرك الوطني، حيث أبدعت فصائل الأمن والتدخل في إظهار مهارتها وكفاءتها في محاربة الجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية بعد تلقيها معلومات تفيد بوجود جماعة مسلحة مختبئة بغابة ساسل المعروفة بطابعها الغابي الكثيف وتضاريسها الوعرة والتي كانت مسرحا للعمليات والهجمات الإرهابية خلال العشرية السوداء، حيث شهدت أول عملية إرهابية بالمنطقة اغتيل خلالها عنصرا من رجال الدفاع الذاتي. ووزعت فصائل الأمن والتدخل عناصرها الذين توغلوا داخل الغابة الممتدة على أكثر من 20 هكتارا وسط الأشجار الكثيفة لضمان الأمن قبل أن تنطلق في التمرين رفقة فرقة سينوتقنية مدعمة بالكلاب البوليسية المدربة المختصة في كشف المتفجرات والتي استعانت بها فرقة الأمن والتدخل لتفتيش سيارة الجماعة الإرهابية التي كانت متواجدة بالمكان المشكوك فيه، لتصل بعدها سيارتان لفرقة تضم مجموعة من رجال الأمن والتدخل اقتحمت المكان باستعمال سلاح مطاطي افتراضي حيث قضت على إرهابي وأصابت آخر بجروح وأوقفت ثالثا من أفراد الجماعة المسلحة الافتراضية مع استرجاع ثلاثة أسلحة نارية من نوع كلاشنيكوف كانت بحوزة الإرهابيين الثلاثة. وقد تم اختيار غابة ساسل لإجراء هذه التمارين لما عرفته المنطقة وطريقها الوطني رقم "96 أ" من جرائم كونها معبرا لعصابات تهريب المخدرات وقطع الغيار. وببلدية أولاد بوجمعة أجرت فرقة مكافحة الشغب للدرك الوطني مناورة أخرى أظهرت من خلالها المناهج التي تستعملها لمواجهة المتظاهرين والحفاظ على الأمن وإعادة السكينة، حيث تظاهر مجموعة من الشباب فأضرموا النيران احتجاجا على ظروفهم المعيشية ووضعيتهم الاجتماعية بعد زيارة مسؤول سام للولاية. ولم يصغ لانشغالات سكانها الغاضبين، وتضاعفت موجة الغضب والاحتجاج لدى هؤلاء الشباب إلى حد مواجهة قوات مكافحة الشغب بالحجارة حيث تدخلت فرقة الدرك المدعمة بالوسائل اللازمة لتفريق المتظاهرين باستعمال القنابل المسيلة للدموع لتهريبهم وإنقاذ رئيس البلدية الذي لم يتمكن من مغادرة مكتبه بعد محاصرته أثناء الاحتجاج. وأوقفت فرقة مكافحة الشغب عدة متظاهرين حاولوا اقتحام مقر البلدية بالعنف والاعتداء على رئيسها. كما بينت هذه التمارين الافتراضية تحكم عناصر الدرك الوطني في تسيير المواكب الرسمية ومرافقة الشخصيات لضمان أمنها وسلامتها، وذلك بعد القيام بتمرين يبين إشرافها على تنظيم زيارة مسؤول إلى الولاية ومرافقته في تفقد بعض المشاريع التنموية ووضع حجر الأساس لبناء محطة للطاقة الكهربائية بمنطقة ساسل، إذ بينت فرقة الدرك المختصة في حراسة الشخصيات مختلف المراحل المتبعة لضمان أمنه وحمايته وسط الحشود الكبيرة من المواطنين الذين قدموا من مختلف بلديات الولاية لرؤية المسؤول. وشاركت في هذه المناورات التي أجرتها وحدات التدخل للقيادة الجوية الثانية بوهران 12 مجموعة تمثل الوحدات الإقليمية للمجموعة الولائية بعين تموشنت وسرايا امن الطرقات بالإضافة إلى فصيلتين للأمن والتدخل التابعة لمجموعتي مستغانم وعين تموشنت تحت التغطية الجوية لمروحية تمثلت مهمتها في التنسيق وتقديم المعلومات عن تحرك مختلف الوحدات خلال المناورة. ويبقى الهدف من هذه المناورة هو التحكم في كيفية محاربة الجريمة ومحاصرة العصابات بالمنطقة الغربية للبلاد التي تعرف حركة كبيرة لعصابات التهريب وبارونات المخدرات، وتثمين قدرات الضباط في القيادة بمختلف التدخلات، والعمل على تعزيز قدرات العسكريين بالمناطق الجبلية والغربية. وفي هذا السياق أكدت قيادة الدرك الوطني حرصها على ضمان الأمن والحفاظ على السكينة من خلال تجنيد 18000 دركي مختص في مجال التدخل، لحفظ النظام العام مما يسمح بالاستجابة لحاجيات السلطات العمومية بالبلاد. وتمت تقوية ومضاعفة تعداد هذه العناصر عن طريق التكوين التطبيقي الميداني المستمر الفردي والجماعي المدعم بتمارين ومناورات مختلف الوحدات والتي تمكن من تغطية كل العمليات. بالإضافة إلى تسخير مختلف الإمكانيات والوسائل الضرورية لحفظ النظام. وبالإضافة إلى دورها في حفظ النظام العام تشارك وحدات التدخل أيضا في تقوية عمل الوحدات الإقليمية في إطار الحراسة العامة بما فيها ضمان خدمات النظام ومرافقة الشخصيات والوفود، وذلك بتجنيد أكثر من 12000 عنصر يوميا لمرافقة الوفود الأجنبية، والشخصيات، إلى جانب المشاركة في محاربة الإرهاب. مبعوثة "المساء" إلى عين تموشنت : زولا سومر