تشهد العديد من أحياء مدينة سكيكدة، لا سيما منها أحياء لاسيا ومرج الذيب وصالح بوالكروة و20 أوت 55 والممرات وحي الهواء الطلق و500 سكن، إضافة الى اجزاء من أروقة سكيكدة الممتدة على طول شارع ديدوش مراد، تفاقما لظاهرة التسربات، سواء تعلق الامر بالمياه الصالحة للشرب أو بالمياه القدرة المتسربة من داخل اقبية العمارات. هذه الوضعية أدت الى تدني خطير للمحيط بفعل الروائح الكريهة وانتشار الناموس والبعوض، ناتجة عن سلبية تدخل المصالح المعنية من مؤسسة توزيع المياه او من الديوان الوطني للتطهير او من ديوان الترقية والتسيير العقاري للولاية. وهكذا تبقى مصالح هذه المديريات الثلاث في نظر المواطن في قفص الاتهام، إذ توجه إليها أصابع الاتهام بالتقاعس وعدم اعطاء اية اهمية للشكاوى العديدة للمواطنين، وهنا يتساءل هؤلاء ممن اتصلوا ب »المساء« صراحة عن المسؤول الحقيقي عن ذلك الوضع، وعن الاطراف التي يمكن الاتصال بها لإرغام مصالح هذه الاخيرة على التدخل في الوقت المناسب ما دام انها لا تتحرك ولا تولي اية اهمية لشكاوى المواطنين، وحتى وإن تمت عملية التدخل فإنها تأتي بعد طول انتظار قد تفوق المدة الزمنية في كثير من الاحيان الشهر. هذا ومن خلال المعاينة التي قمنا بها سواء على مستوى حي مرج الذيب او حي الهواء الطلق، فإن الوضع يستدعي التدخل العاجل للمصالح المختصة، تفاديا لما قد ينجر من عواقب وخيمة، على اساس ان الوضع كما وقفنا عليه كارثي على مستوى تلك الاحياء. ونشير هنا إلى أننا قد حاولنا الاتصال بمصالح مؤسسة توزيع المياه لسكيكدة، إلا أننا لم نتمكن، فمن جهة يقال لنا أن المدير العام في اجتماع وأحيانا اخرى خارج المكتب في معاينة ميدانية، اما على مستوى مديرية الري للولاية، فلم نتمكن منذ اكثر من اسبوع من الاتصال بمدير هذه الاخيرة، ففي كل مرة يقال لنا أنه في اجتماع، اما رئيس مصلحة بهذه المديرية فقد فاجأنا حينما اقر لنا بأن مصالح مؤسسة توزيع المياه لسكيكدة لا تعمل، ونفس الشيء اكده لنا بعض العمال على مستوى الوحدة المتواجدة بمحاذاة متوسطة الخوارزمي التابعة لنفس المؤسسة، الذين أبلغونا ان مهمتهم تنتهي عندما يتم اعلام المديرية على مستوى حمادي كرومة بكل شكاوى المواطنين، وهي الوحيدة التي لها كامل الصلاحية في إرسال الفرق لإصلاح العطب. وفيما يخص الديوان الوطني للتطهير وحدة سكيكدة، فتدخلاتها كثيرا ما تتسم ب"البريكولاج" ولا أحد بمدينة سكيكدة يفهم صراحة كيف يعمل هذا الديوان امام انسداد البالوعات واستمرار تدفق المياه العفنة من الاقبية ومن قنوات صرف المياه. رئيس بلدية سكيكدة وخلال حديثنا عن وضعية البالوعات والتسربات المتكررة للمياه العفنة، اكد لنا بأن البلدية لم تعد مسؤولة عن عملية التطهير بعد ظهور هذا الاخير خاصة وان كل التجهيزات بما في ذلك العمال، قد تم وضعها تحت تصرف الديوان. عضو آخر من المجلس البلدي اتصلنا به، اعترف لنا هو الآخر بعدم نجاعة تدخلات الديوان التي تبقى بعيدة كل البعد عن اداء وظيفته أمام كثرة تسربات المياه القذرة. وفي ما يخص ديوان الترقية والتسيير العقاري للولاية، فإن المواطن السكيكدي يتساءل ماذا تفعل مصالحه وعن دوره في ظل تفاقم ظاهرة امتلاء أقبية العمارات بالمياه الراكدة من جهة، ومن جهة أخرى غياب التهيئة العمرانية الحقيقية، التي تبقى في نظر السكيكديين ليست طلاء واجهات العمارات بقدر ما هي اهتمام بالعمارة من جميع نواحيها داخليا وخارجيا. ونشير هنا الى ظاهرة اخرى جد مقلقة بالنسبة للسكان، تتمثل في انبعاث الروائح الكريهة من الوادي الذي يعبر حي الممرات بسبب تراكم المياه القذرة والعفنة.