يعتبر شاطئ "صوفيا"، (قرباز سابقا)، غير المحروس ببلدية فلفلة، من بين أجمل شواطئ سكيكدة العذراء، ويعرف توافدا كبيرا للمصطافين القادمين إليه بالخصوص من الولايات الداخلية، رغبة منهم في الاستجمام والتمتّع بما يزخر به من مناظر طبيعية خلابة، ويقصده العديد من المصطافين عبر القوارب لأنّ السباحة به غير محمودة العواقب. وسجّل هذا الشاطئ غير المحروس، غرق العديد من الأشخاص جلّهم من الشباب، آخرها شاب، (38 سنة)، ينحدر من عين بسام بولاية البويرة، انتشلت جثته من قبل مواطنين، ما جعل والي سكيكدة، حورية مداحي، توقّع قرارا بغلق الشاطئ، الأسبوع الأخير، مع تكليف عناصر الدرك الوطني بالتدخّل لإخلاء المكان كليا من المصطافين المتواجدين به. المطالبة بتشديد الرقابة وثمّن العديد من المواطنين قرار الغلق، خاصة وأنّه شهد، منذ انطلاق الموسم الصيفي الحالي، وفاة أكثر من 4 أشخاص غرقا، فيما شدّد آخرون على ضرورة أن تكثّف المصالح الأمنية المختصّة إجراءات المراقبة، خاصة بالشواطئ غير المحروسة والممنوعة للسباحة، التي كثيرا ما تحدث فيها حالات غرق مميتة يذهب ضحيتها مصطافون ومغامرون غير مكترثين بالأخطار المحدقة بهم، فيما تساءل آخرون عن الفائدة من الكشف عن أسماء الشواطئ الممنوعة للسباحة مادام أنّها تشهد توافدا قياسيا للمصطافين خاصة خلال الموسم الصيفي الحالي. وفي سياق الحصيلة الشهرية لحراسة الشواطئ خلال جويلية الأخير ب30 شاطئا محروسا ومسموحا للسباحة، سجّلت مصالح الحماية المدنية توافد 2471790 مصطاف، وسجلت 956 تدخّل، منهم 426 شخص أنقذوا من غرق حقيقي من بينهم 166 رجل و109 امرأة إضافة إلى 151 طفل، بينما أسعف في عين المكان 168 شخص من بينهم 85 رجلا و25 امرأة و58 طفلا، في حين حوّل 262 شخص نحو مختلف المراكز الصحية من بينهم 140 رجل و39 امرأة و83 طفلا. وعن عدد الوفيات في البحر خلال هذا الشهر، سجّلت الحماية المدنية ثلاثة غرقى أغلبهم توفوا في الشواطئ غير المحروسة والممنوعة أو المناطق الصخرية. مصطافون يغامرون بحياتهم وتشهد العديد من الشواطئ الممنوع فيها السباحة بولاية سكيكدة، والمقدّر عددها خلال هذا الموسم الصيفي ب43 شاطئا، توافدا كبيرا للمصطافين غير مكترثين بالخطر المحدق بهم، خاصة وأنّها شواطئ غير محروسة من جهة، ومن جهة أخرى، تقع في أماكن بعيدة وغير معبّدة، ووسط مسالك غابية حينا، وأحيانا أخرى هي عبارة عن ممرات حجرية ضيقة، يتطلّب الولوج إليها استعمال قوارب. وعن سبب التوجّه إلى تلك الشواطئ غير الآمنة والممنوع السباحة فيها، أجمع بعض ممّن تحدّثت معهم "المساء"، على البحث عن الهدوء والراحة بعيدا عن الأعين أو كما يحلو للبعض تسميتها ب«الحرمة"، خاصة عند العائلات المحافظة، فيما يعتبرها البعض نوعا من المغامرة ويجدها البعض الآخر المكان المفضّل لممارسة هواية الصيد، في حين يفضّل بعض الشباب القادمين من مناطق داخلية التخييم في تلك الأماكن، كما هو الحال بشاطئ "رأس الحديد" بأقصى شرق سكيكدة على الحدود مع ولاية عنابة، أو على مستوى شاطئ "صوفيا". الحماية المدنية تحذر.. ولكن للإشارة، سبق وأن دعت مصالح الحماية المدنية لولاية سكيكدة جميع المصطافين، وبالخصوص الزوّار من الولايات الداخلية، بضرورة إتّباع نصائح أعوان الحماية المدنية والحراس الموسميين، ومن ثمّ، عدم المغامرة بالسباحة، خاصة عندما تكون الراية حمراء أو برتقالية على اعتبار طبيعة شواطئ سكيكدة المفتوحة وذات تيارات قوية، مشدّدة بقوّة على عدم السباحة في الشواطئ الممنوعة والصخرية، مع ضرورة ارتداء سترة النجدة عند استعمال مختلف الدواسات أو الدراجات المائية، كما طلبت من أصحاب قوارب النزهة والدراجات المائية والدواسات المائية (كاياك) بضرورة احترام مسافة حوالي 300 متر من الشاطئ، فيما نصحت الأولياء من آباء وأمهات بمراقبة أولادهم اثناء السباحة.