تقرر تأجيل فتح سوق الرحمة للأدوات المدرسية بقسنطينة، الذي كان من المزمع افتتاحه أول أمس الخميس، بسبب عدم التحاق المتعاملين الاقتصاديين، الأمر الذي أثار استياء المواطنين الذين قصدوا هذا المرفق التجاري ووجدوا الفضاءات المخصصة للعرض فارغة، فعبروا عن سخطهم الكبير من غياب التجار بهذه السوق. أكد مدير التجارة وترقية الصادرات بالولاية، رشيد حجال، ل«المساء"، أنه اجتمع نهاية الأسبوع الماضي، ووالي قسنطينة، لدراسة تأجيل فتح سوق الرحمة للأدوات المدرسية الذي تقرر فتحه بساحة "دنيا الطرائف" بوسط المدينة، تزامنا والدخول المدرسي، لتوفير مختلف المواد والأدوات التي يحتاجها التلميذ بأسعار معقولة، تراعي القدرة الشرائية للمواطنين إلى غاية اليوم السبت، حيث أضاف المتحدث أن مصالحه اتفقت مع 20 متعاملا اقتصاديا للمشاركة في السوق، غير أنهم لم يلتزموا بتاريخ الافتتاح، بحجة عدم وصول سلعهم من الولايات المجاورة، مشيرا في السياق، إلى أنه تقرر فتح سوقين آخرين للرحمة بالمدينة الجديدة علي منجلي وبلدية الخروب، بالنظر إلى الكثافة السكانية الكبيرة التي تعرفها المنطقتين. "المساء" وخلال جولة استطلاعية لهذا الفضاء التجاري، للوقوف على مدى استجابته لتطلعات سكان الولاية، تفاجأت بغياب كلي للعارضين، حيث اقتصر عدد المشاركين على متعاملين اثنين فقط، أحدهما مختص في بيع المآزر والمحافظ، والثاني تابع للمركز الولائي للتوزيع والنشر البيداغوجي والخاص ببيع الكتب المدرسية، فتحا خيمهما لسويعات فقط في الفترة الصباحية، قبل غلقهما، وهو الأمر الذي أثار استياء بعض المواطنين الذين صادفناهم بهذا المرفق التجاري، وعبروا عن سخطهم الكبير من غياب التجار بهذه السوق، مؤكدين أنها "سوق للرحمة" على الورق فقط، حيث طالبوا مصالح مديرية التجارة بتعزيز الرقابة على مختلف الأسواق التجارية والمحلات، بهدف وضع حد لهذه الزيادات غير المعقولة وضبط الأسعار. اعتبر المواطنون أن عدم إلزام مديرية التجارة وترقية الصادرات، التجار، بإمضاء محاضر للمشاركة، هو السبب الأول في رفضهم الالتحاق بسوق الرحمة، رغم أهميته في تقريب الخدمة منهم وتمكين المواطنين، لاسيما بالنسبة لذوي الدخل المحدود والمعوزين من اقتناء مستلزمات أبنائهم المتمدرسين بأسعار معقولة، في إطار التضامن والتآزر الذي تتطلبه هذه المناسبة، مشيرين إلى أنهم كانوا ينتظرون فتح السوق بفارغ الصبر منذ الإعلان عن تاريخ افتتاحه، كونه سيخفف الضغط عنهم، خاصة مع الارتفاع الكبير في الأسعار مقارنة بالمواسم الماضية، حيث كانت جد معقولة. الجدير بالذكر، أن هذه التظاهرة الاقتصادية التضامنية لبيع المستلزمات المدرسية، التي جاءت بقرار من وزارة التجارة وترقية الصادرات، تحركت بعد الارتفاع الفاحش وغير المبرر لأسعار الأدوات المدرسية، أسابيع قبل الدخول المدرسي، بعد أن استغل مضاربون تأخر وصول شحنات الاستيراد ليرفعوا الأسعار بشكل رهيب خارج عن القدرة الشرائية للمواطن البسيط، وجاءت بعد العديد من الاجتماعات ومديرية التجارة في الولاية، بالتنسيق مع عدد من المنتجين والمستوردين وتجار الجملة والحرفيين، حيث تقرر استمرارها لشهر كامل.