خلص المشاركون في الأيام المغاربية للاتصال الإشهاري أمس إلى ضرورة توفير البيئة الملائمة والمناخ الخصب وإعطاء حركية دفع قوية لمختلف المتعاملين في حقل الإشهار، قصد تكوين شراكة مغاربية تكون عاملا فعالا في زيادة الدخل الوطني وخلق القيمة المضافة في بلدان المغرب العربي. وقد طغت الصبغة المغاربية على أشغال هذه الأيام المخصصة للاتصال الاشهاري في يومها الثاني والأخير، حيث سلط المشاركون الضوء في مداخلاتهم على وضعية سوق الإشهار في المنطقة المغاربية التي وصفوها بالسوق الواعدة بالنظر للإمكانيات البشرية والمادية المتوفرة. إلا أن استثمار دول المغرب العربي في قطاع الاشهار بمختلف صوره حسب معظم المتدخلين يبقى دون المستوى المطلوب مقارنة بدول الضفة الأخرى. وفي هذا السياق، قدم السيد علي بقالي المدير العام لمجمع "بلوريميديا" "نيوبوبليسيتي" صورة دقيقة عن وضعية سوق الاشهارفي دولة المغرب، مؤكدا انفاق هذه الأخيرة 4000 مليار درهم سنة 2008 في اطار الاستثمارات الاشهارية. وفي تطرقه لبنية السوق الاشهارية المغربية، أبرز المتحدث تراجع هيمنة وسائل الإعلام على الاستثمارالاشهاري التي وصلت إلى نسبة 56.3 بالمائة مقارنة بالقطاعات الأخرى التي سجلت نسبة 73.4 بالمائة. حيث يضيف السيد بقالي أن هذا التراجع يعد الأول من نوعه بالنسبة للمغرب منذ سنة 2002. وأرجع المختصون هذا الضعف إلى عدة أسباب تساهم بطريقة مباشرة أوغير مباشرة في ذلك كضعف القدرة الشرائية وغياب القدرة التنافسية بين المتعاملين ووكالات الاشهار، إضافة إلى غياب فكرة الاهتمام بقطاع الاشهارعلى أنه قوة فاعلة في تنمية الاقتصاد. وتبقى هذه الأسباب حسبهم تحديات كبيرة يأملون تجاوزها في الطبعة الرابعة لهذه المناسبة المقررة في جوان 2010 .