تعززت أشطر مشروع الطريق السيار شرق - غرب المفتوحة أمام حركة المرور خلال الأسبوعين الأخيرين ب67 كلم جديدة تم تسليمها على مستوى ولايتي عين الدفلى وغليزان، مما يرفع حجم الحصص المسلمة من مشروع القرن الذي تقارب نسبة تقدمه عتبة ال90 بالمائة، إلى أزيد من 400 كلم، في انتظار تسليم حصص إضافية خلال الصائفة الجارية، ومنها فتح كافة الرواق الرابط بين الجزائروغليزان على مسافة تقارب 300 كلم. والجدير بالإشارة أن مستوى تقدم الطريق السيار شرق - غرب الذي تنتهي آجال تسليمه القانونية في 10 جويلية 2010، لا تقاس بحجم الأشطر المفتوحة أمام حركة المرور، وإنما بمستوى تقدم مختلف العمليات المركبة التي تشكل مسار إنجاز هذا المرفق الضخم، بداية من عمليات تحرير مسار الطريق من الشبكات وتحويله إلى المنفعة العمومية، مرورا بأشغال تهيئة الأرضية ومحيطها وتنظيم مسالك التطهير وتجميع المياه وصولا إلى عمليات التزفيت ووضع الإشارات الأفقية والعمودية وتزيين الحواف والمساحات المحيطة بالطريق. ومن هذا المنطلق يمكن التأكيد على أن أشغال انجاز الطريق بلغت نسبة جد متقدمة في الميدان، ولاسيما في جانبها الخاص بالطريق، بينما تجري عملية استكمال إنجاز الأنفاق والجسور ومختلف المنشآت الفنية على قدم وساق لتدارك العمليات الأخرى المتقدمة، وإنهاء المشروع ككل قبل نهاية آجاله التعاقدية. ويتجلى التقدم الذي بلغته أشغال هذا المشروع الوطني الاستراتيجي، في سلسلة التسليمات التي ستأخذ وتيرة متسارعة خلال صائفة العام الجاري، وخاصة بعد تسليم حصص هامة من الطريق شملت 23 كلم بين الحسينية وخميس مليانة بولاية عين الدفلى و34 كلم بغليزان منذ نهاية شهر ماي الفارط، بينما يتأهب قطاع الأشغال العمومية لفتح حصص أخرى معتبرة من هذا الطريق الحيوي خلال شهر جويلية المقبل، من أهمها 17 كلم بولاية بومرداس 40 كلم تربط مدينة الأخضرية بولاية برج بوعريريج، و22 كلم جديدة بولاية غليزان، مع الإشارة إلى أن هذا الشطر الأخير الذي يأتي ليكمل الشطر المفتوح مؤخرا بهذه الولاية، سيعزز كل الرواق المفتوح منذ أسبوعين بين الجزائروالشلف على مسافة 200 كلم، ويتزامن فتحه مع فتح الشطر الرابط بين وادي الفضة والحدود الغربية لولاية الشلف على مسافة 50 كلم، ليرفع بذلك الحجم الإجمالي للطريق السيار المفتوح بالجهة الغربية للعاصمة إلى 300 كلم تربط الجزائر بولاية غليزان. وكانت الحصص المفتوحة من مشروع الطريق السيار شرق - غرب الذي يعتبر مكسبا هاما للوطن وللشعب الجزائري، بدأت في تجسيد مسعى تغيير وجه الجزائر المنتظر أن يتحقق بشكل جلي مع نهاية مشروع القرن، وذلك من خلال إسهامها في دفع حركية النشاط الاقتصادي، وإنعاش حركية التنقل بين مختلف جهات الوطن عبر المسالك المفتوحة، مما خلق انطباعا حسنا في نفوس المواطنين المستعملين لهذه الاشطر الجديدة، وخاصة على مستوى المحور الرابط بين العفرون بالبليدة ووادي الفضة بالشلف، وكذا المحور الرابط بين الأخضرية بالبويرة ومدخل مدينة برج بوعريرج، وهو المحور الذي سيتعزز نهاية جويلة المقبل بفتح 7 كيلومترات جديدة على مستوى منطقة "البيبان" ليرفع حجم المسافة التي ستكون مفتوحة بشكل كامل بين الاخضرية وبرج بوعريرج إلى 40 كلم، مع العلم أن المحورين المذكورين يعتبران من أصعب محاور مشروع الطريق السيار بالنظر لصعوبة تضاريس المناطق التي أنجز عليها ومشكل انزلاقات التربة التي تفرض انجاز العديد من جسور والمنشآت الفنية الضخمة. وكان وزير الأشغال العمومية السيد عمار غول قد أبرز خلال زياراته الأخيرة أهمية التقدم المسجل في مستوى إنجاز مختلف أشطر المشروع، والتي استبقت في العديد منها الآجال القانونية المحددة في عقد المشروع ب40 شهرا، مشيرا بالمناسبة إلى إمكانية فتح نحو 800 كلم من الطول الإجمالي للطريق السيار شرق- غرب أمام حركة المرور قبل نهاية السنة الجارية. بينما اعتبر سفير الصين بالجزائر التقدم المحقق على مستوى ورشات المجمع الصيني المكلف بإنجاز المقطعين الغربي والأوسط من المشروع من ثمار الإرادة المشتركة والجهود المبذولة من قبل تقنيي وعمال البلدين لتجسيد هذه مشروع القرن الذي سيفتح آفاقا واعدة في مجال تقوية علاقات التعاون بين الطرفين، ولاسيما من خلال الاهتمام بجانب التكوين من أجل تسيير واستغلال جيد لهذا الطريق الكفيل بإحداث تغييرات كبيرة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية بالجزائر. وتجدر الإشارة في الأخير إلى انه بالموازاة مع انجاز ال1216 كلم التي تمثل المسافة الأساسية للطريق السيار شرق-غرب، فإن عمليات تجسيد مشروع القرن تشمل أيضا أشغال إنجاز محولات ومداخل ومنشآت فنية وطرق اجتنابية لربط الطريق السيار بمختلف المدن والمناطق العمرانية والفضاءات الاقتصادية الهامة على غرار الموانئ والمطارات ما يرفع الحجم الكامل للعمليات المدرجة في سياق المشروع إلى نحو 1700 كلم.