يحضر قطاع الأشغال العمومية لفتح أكبر حصص من مشروع الطريق السيار شرق - غرب قبل نهاية السنة الجارية، حيث يرتقب بعد تسليم الشطر الرابط بين الجزائر وغليزان خلال الأسابيع القليلة القادمة، فتح المسلك الكامل الرابط بين الجزائرووهران غربا على مسافة تفوق 400 كلم والجزائروقسنطينة شرقا، ما عدا أنفاق "بوزقزة" التي تربط ولايتي بومرداس والبويرة والتي ستمتد بها الأشغال إلى الثلاثي الأول من السنة المقبلة. وقد كشفت مصادر مسؤولة من وزارة الأشغال العمومية ل"المساء" أن عمليات المعاينة المستمرة لمفتشي الوزارة لكافة ورشات مشروع القرن خلال شهر رمضان، أكدت التقدم الجيد الذي تعرفه اشطر مهمة منه ولا سيما على الاتجاهين الرابط بين الجزائرووهران غربا، حيث يرتقب تسليم في مرحلة أولى 300 كلم تربط الجزائر وغليزان مع نهاية الشهر الجاري أو بداية شهر أكتوبر المقبل والاستمرار في عمليات تحضير المقطع الممتد إلى ولاية وهران لتسليمه مع نهاية العام، وذلك بالتزامن مع شطر الجزائرقسنطينة الذي يحضر هو الآخر للتسليم، لا سيما بعد التسليم المرتقب في الأيام القادمة لأصعب مقطع من هذا الشطر، والرابط بين ولايتي البويرة برج بوعريريج، على مستوى منطقة "البيبان"، والمعروف بصعوبة أرضيته وخصوصية تضاريس المناطق التي أنجز عليها ومشكل انزلاقات التربة التي تفرض انجاز العديد من جسور والمنشآت الفنية الضخمة. ويستثنى من الشطر الشرقي الرابط بين الجزائروقسنطينة المقرر تسليمه نهاية السنة، مقطع الربط بين ولايتي بومرداس والبويرة وبالضبط عند ورشة حفر الأنفاق الضخمة التي تقطع جبل "بوزقزة"، حيث أوضح محدثنا أن الطبيعة الصعبة لهذه الورشة تتطلب من المجمع الصيني "سيتيك سي أرسيسي" مزيدا من الوقت لإنهاء عملية تهيئة الأنفاق وكامل المحاور الطرقية المتصلة بها والتي من المقرر أن تمتد إلى غاية نهاية الثلاثي الأول من السنة المقبلة، وهي الفترة التي يرتقب فيها أيضا تسليم اشطر هامة من المشروع، ولا سيما على الجهة الغربية من البلاد، بين ولايتي وهران وتلمسان، حيث يشهد هذا المقطع الصعب من المشروع والذي تتشكل نسبة معتبرة منه من جسور ومنشآت فنية، تقدما معتبرا في الميدان فاق نسبة ال75 بالمائة. ويجدر التذكير إلى أن مشروع الطريق السيار شرق - غرب سلمت منه حصصا معتبرة، منذ نهاية العام 2008، قدرت في مجملها بنحو 400 كلم، منها 67 كلم بولايتي عين الدفلى وغليزان، و17 كلم بولاية بومرداس تم تسليمها خلال الصائفة المنقضية، فيما يرتقب أن يتوج التقدم المسجل في الميدان في مستوى إنجاز مختلف أشطر المشروع، والتي استبقت في العديد منها الآجال القانونية المحددة في عقد المشروع ب40 شهرا، بفتح نحو 800 كلم من الطول الإجمالي للطريق السيار أمام حركة المرور قبل نهاية السنة الجارية. وقد بدأت الحصص المفتوحة من مشروع في تجسيد الأبعاد التنموية المنتظر تحقيقها بشكل جلي مع نهاية مشروع القرن، وذلك بإسهامها في دفع حركية النشاط الاقتصادي، وإنعاش حركية التنقل بين مختلف جهات الوطن عبر المسالك المفتوحة، مما خلق انطباعا حسنا في نفوس المواطنين المستعملين لهذه الاشطر الجديدة، وخاصة على مستوى المحور الرابط بين الجزائر والشلف باتجاه باقي الولاياتالغربية للوطن. وبالموازاة مع انجاز ال1216 كلم التي تمثل المسافة الأساسية للطريق السيار شرق - غرب، فإن عمليات تجسيد مشروع القرن تشمل أيضا أشغال انجاز محولات ومداخل ومنشآت فنية وطرقا اجتنابية لربط الطريق السيار بمختلف المدن والمناطق العمرانية والفضاءات الاقتصادية الهامة على غرار الموانئ والمطارات، مما يرفع الحجم الكامل للعمليات المدرجة في سياق المشروع إلى نحو 1700 كلم. كما سيعرف المشروع بالتزامن مع التسليم التدريجي للاشطر المنتهية منه قبل بلوغ الآجال التعاقدية له والمحددة بشهر جويلية 2010، الانطلاق في تجسيد عمليات تجهيز واستغلال وتسيير الطريق السيار شرق- غرب، حيث يرتقب أن يتم بعد عيد الفطر المبارك الإعلان عن المناقصات الدولية المتعلقة بتجهيز الطريق بفضاءات الراحة ومراكز الصيانة ومراكز الدفع وغيرها من المحطات الملحقة، وكذا بمرافقة "الجزائرية للطرق السريعة" في تسيير كل مقطع من المقاطع الثلاثة للطريق، بموجب عقد تسيير آجاله محددة ب5 سنوات.