راسلت مديرية النقل بولاية قسنطينة، الوزارة الوصية في إطار توسيع نشاط النقل البري للمسافرين، من أجل الحصول على التمويل، لتمديد خط قطار الضواحي نحو الجهة الشرقية، على الخط الرابط بين قسنطينة وبلدية بوشقوف بولاية قالمة، مرورا ببلديات الخروب، ثم عين اعبيد الحدودية مع ولاية قالمة. وحسب مدير النقل فريد خليفي، فإن إعادة تأهيل الخط الرابط بين الخروب وبوشقوف، باتت ضرورة حتمية، في ظل تزايد عدد سكان المنطقة الشرقية لقسنطينة، على غرار بلدية الخروب، التي احتضنت قطبين سكنيين جديدين يضمان آلاف السكان، في شكل القطب الحضري ماسينيسا والقطب الحضري عين نحاس، بالإضافة إلى توسع منطقة البشاكرة التي تحتضن أكثر من 1000 مسكن من صيغة "عدل"، وبنفس العدد تقريبا بمنطقة الموزينة، على بعد حوالي 1.5 كلم. ويرى مدير النقل بولاية قسنطينة، أن الأولوية ستكون للخط الرابط بين الخروب وعين اعبيد؛ لأن هذا المحور ستكون فائدته كبيرة على ولاية قسنطينة، خاصة بالنسبة لسكان المنطقة الشرقية بالنظر إلى أن الولاية تحضّر لتدشين قطب حضري سكني جديد، وتوزيع 4 آلاف سكن من صيغة الإيجاري الاجتماعي خلال الأشهر القليلة المقبلة بمدخل بلدية عين اعبيد، إذ ستوجه حصة 3 آلاف من هذه السكنات، لطالبي السكن من بلدية قسنطينة، الذين سيكونون مضطرين للتنقل يوميا نحو عاصمة الولاية، بسبب ظروف العمل. وأكد مدير النقل بالولاية، أن هذا الخط مسجل، وأن الدراسة الخاصة بالمشروع جاهزة، وأُعدت من قبل مكاتب دراسات تابعة لوزارة النقل، مع تواجد الشركات الوطنية، التي من المفروض أن تنجز المشروع، مضيفا أن الإشكالية تبقى في التمويل. وقال إن "الضائقة المالية التي عرفتها البلاد خلال سنوات مضت، عطلت تنفيذ عدد من المشاريع، ومن بينها هذا المشروع الذي ازداد الطلب عليه بالنظر إلى المتغيرات التي عرفتها الولاية خلال خمس سنوات الأخيرة". وطالب مدير النقل بالولاية نواب قسنطينة بقبة البرلمان، بدعم هذا المطلب، ودق مختلف الأبواب بالعاصمة، من أجل تسريع حلحلة المشكلة للحصول على الدعم المالي اللازم، والانطلاق في تجسيد هذا المشروع المدرج ضمن مشاريع النقل، التي من شأنها المساهمة في تنمية وتطوير عاصمة الشرق، خاصة أن تطور أي مدينة بات مربوطا بتطور البنية التحتية لقطاع النقل. ومن جهة أخرى، كشف مدير النقل عن مساع تبذلها مصالح مديريته، من أجل استئناف مشروع خط المصعد الهوائي الرابط بين وسط مدينة قسنطينة ومدينة بكيرة التابعة إداريا لبلدية حامة بوزيان على مسافة حوالي 3 كلم، مضيفا أن تجسيد هذا المشروع سيكون متنفسا حقيقيا لسكان هذا الحي، الذي يعرف تطورا كبيرا من حيث التعداد السكاني الذي فاق 50 ألف نسمة، موزعين على حوالي 40 تجمعا سكانيا. وقد كان المشروع مبرمجا ضمن مشاريع النقل التي كانت تستعد الولاية لإنجازها تحضيرا لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015، حيث كان مبرمجا تدعيم المصعد الهوائي العامل على خط طاطاش بلقاسم نحو محطة الأمير عبد القادر بخطين إضافيين، انطلاقا من محطة كركري بوسط المدينة، نحو حي بكيرة، ومرورا بحي سيدي مسيد، وخط آخر نحو حي دقسي عبد السلام على مسافة حوالي 4 كلم، مرورا بكل من حي الصنوبر وحي سيد مبروك، لفك الخناق المروري عن شارع التحرير، إلا أن تعطل التنفيذ ودخول البلاد في ضائقة مالية، حرم سكان الولاية من هذه المشاريع.