حدّد وزير الأشغال العمومية السيد عمار غول أمس في تعليماته للجهات المكلفة بمتابعة انجاز الطريق الالتفافي الثاني للعاصمة الرابط بين زرالدة وبودواو، ثلاث أولويات مضبوطة بجدول زمني للتسليم التدريجي لمقاطع هذا المشروع الحيوي بداية من الشهر الجاري وإلى غاية الدخول الاجتماعي المقبل، على أن يسلم المشروع بشكل كلي قبل نهاية العام. فخلال زيارته لمختلف النقاط الحساسة لهذا المشروع الهام الذي يقدر طوله المبدئي ب63 كلم، تمتد إلى 200 كلم بإضافة المحولات والطرق الاجتنابية ومداخل المدن والمناطق الحيوية على غرار المنطقتين الصناعيتين للرويبة ومفتاح ومطار هواري بومدين ومدينة سيدي عبد الله، أمهل الوزير المؤسسات المكلفة بالانجاز 15 يوما لتسليم المقطع الرابط بين زرالدة والدويرة، مشددا على ضرورة استكمال العمليات الأخيرة المتبقية بهذا المقطع الممتد على طول 10 كلم، والذي سيسمح فتحه أمام حركة المرور بتسهيل تنقل المواطنين القادمين من المناطق الداخلية للوطن باتجاه السواحل الغربية للعاصمة ولا سيما مع دخول فصل الاصطياف، كما سيسمح فتح هذا المقطع الذي سيتم وصله بشكل مباشر بالطريق المزدوج الجديد رقم 36 الرابط بين الشراقة وبابا حسن وسيتم وصله مستقبلا بالطريق السريع الرابط بين عين البنيان وبوفاريك بفك الخناق على الطريق الإلتفافي الأول للعاصمة (زرالدة - الدارالبيضاء)، واعتبر السيد غول هذه التعليمة الأولى بمثابة الأولوية التي ينبغي على المؤسسات والهيئات المعنية بإنجاز ومتابعة أشغال المشروع السهر على تجسيدها في الآجال المحددة، أما العملية الثانية المندرجة في إطار أولويات المشروع فتتمثل في فتح المقطع الرابط بين بئر توتة والرويبة في غضون 15 يوما التي تلي العملية الأولى، أي بعد شهر كامل من الآن، وستتزامن هذه العملية الثانية مع فتح مقطع مهم من مشروع الطريق السيار شرق - غرب يمتد من الحميز إلى غاية خميس الخشنة بولاية بومرداس على مسافة 17 كلم، ويضم هذا المقطع شطرا مشتركا مع الطريق الإلتفافي الثاني للعاصمة بطول 6 كلم تشمل محور الطريق ومدخل المنطقة الصناعية للرويبة، في حين تتمثل الأولوية الأخرى المطلوب تجسيدها مع الدخول الاجتماعي القادم، حسبما أكده السيد غول، استكمال أشغال المقطع الرابط بين الرويبة ومحول برحمون ببودواو. لكن المعاينة الميدانية لممثل الحكومة لمشروع الطريق الإلتفافي الثاني للعاصمة أظهرت تباينا في مستوى تقدم العمليات الجارية بهذا المشروع، وفي الوقت الذي أثار فيه تقدم مختلف عمليات تهيئة الطريق والمنشآت الفنية على مستوى الأشطر الممتدة من زرالدة إلى غاية مخرج خميس الخشنة، ارتياح الوزير واستحسانه للنسبة المرضية التي بلغتها الأشغال، تسبب التعطيل المسجل في مستوى تقدم أشغال تهيئة الجسر الكبير لبرحمون ببودواو لم يخف الوزير غضبه، ووبخ المؤسسة المكلفة بتهيئة هذا الجسر على الوتيرة البطيئة التي تميز إنجازه، مشددا على ضرورة مضاعفة إمكانياتها المادية والبشرية لتدارك التأخر المسجل في هذه العملية التي يخشى أن تتسبب في تعطيل التسليم النهائي للمشروع ككل في آجاله المحددة. للتذكير فإن الطريق الالتفافي الثاني للعاصمة والذي يمر عبر ثلاث ولايات هي الجزائر، البليدة وبومرداس والذي تم تمديده وتأهيله إلى 200 كلم شاملة لكافة المداخل والمحولات والطرق الإجتنابية ومحاور الربط، سيكون له دورا استراتيجيا في الاستجابة للحاجيات الإقتصادية والاجتماعية والحضرية للولايات الثلاث، خاصة وأن المداخل الأساسية لهذا الطريق تضمن الربط بمناطق ومرافق سوسيو-اقتصادية هامة على غرار طريق مدخل المطار الدولي المتميز بكثافة حركة المرور، وكذا محول بن طلحة الذي سيمكن مستقبلا من تحويل حركة التنقل بين ميناء الجزائر والمناطق الغربية والجنوبية للعاصمة، عبر مشروع جسر واد اوشايح - براقي، المقرر الانطلاق في تجسيده مع نهاية السنة الجارية.