يشهد مشروع الطريق الالتفافي الثاني للعاصمة الذي يربط زرالدة ببودواو تقدما معتبرا في الميدان، تجاوزت نسبته ال75 بالمائة، وخاصة على مستوى المقطع الأول الذي يربط زرالدة ببئر توتة، واستكمال العمليات الكبرى لإنجاز الجسر الكبير بالسويدانية الذي كان يعتبر بمثابة "العقدة" التي قد ترهن تسليم المشروع في آجاله المحددة بالسداسي الأول من السنة الجارية. وقد سجل وزير الأشغال العمومية بارتياح أمس خلال زيارته الميدانية إلى هذا المقطع من المشروع تقدم الأشغال الكبرى بمنشأة السويدانية التي يصل طولها إلى 300 متر وعلوها يفوق ال10 أمتار، والتي لم يتبقّ من أشغالها سوى عمليات التغطية بالإسمنت ثم التزفيت، ليتجاوز بالتالي مشروع الطريق الإلتفافي الثاني للعاصمة الذي يمتد في محوره الرئيسي على مسافة 70 مترا ويصل طوله الإجمالي مع احتساب عمليات انجاز المحولات والمداخل والطرق الاجتنابية للمدن إلى نحو 200 كلم، أعقد العمليات التي كان يخشى مسؤولو القطاع من تأثيرها على آجال إنهاء المشروع. ودعا السيد غول الذي وقف أيضا على ماتبقى من أشغال استكمال محول مدينة سيدي عبد الله الذي يعرف هو الآخر مستوى تقدم معتبر، المؤسسات المكلفة بإنجاز الطريق والتي تشرف على متابعتها مديرية الطرق الإلتفافية التابعة للقطاع، إلى تركيز جهودها على محور زرالدة - رويبة، ولاسيما بعد التقدم المحقق في أشغال انجاز المحولات والمداخل على غرار مدخل المنطقة الصناعية للرويبة، الذي يمتد على طول 6 كيلومترات، والمحور الرابط بين الكاليتوس ومطار هواري بومدين الدولي على مسافة 5,5 كلم ويعلو وادي الحراش. فيما لاحظ بطء عمليات تهيئة نفق شعاوة ببئر توتة الذي لم تتجاوز به أشغال الحفر مستوى ال40 مترا، بسبب ضعف وتيرة عمل المؤسسة الإسبانية، التي هددها بسحب المشروع منها، في حال عدم الوفاء بالتزامها القاضي بمضاعفة وسائل عملها وآلياتها بالورشة بداية من الأسبوع المقبل، مشددا على ضرورة إنهاء تهيئة هذا النفق بعد شهرين من الآن. ومن جهتها تعرف أهم العمليات الخاصة بانجاز المنشأة الفنية التي تقطع الطريق الوطني رقم 1، على مستوى بئر توتة تقدما ملحوظا في الميدان بعد استكمال عملية تنصيب الأعمدة الإسمنتية، وقد اغتنم السيد بلعلام مدير الطرق الالتفافية فرصة وجود الوالي المنتدب لبئر مراد رايس ليطلب ترخيصا منه لوضع مخطط لتسيير حركة المرور على محور اجتنابي مؤقتا، للسماح للمؤسسات بالعمل ليلا. وعلى العموم؛ فإن أشغال الطريق الإلتفافي الثاني الذي ستستلمه العاصمة خلال السداسي الأول من السنة الجارية، ستعرف الانطلاق في عمليات التسطيح والتزفيت بعد أن تم استكمال الجانب الخاص بإنجاز المنشآت الفنية التي كانت محل متابعة صارمة، حيث تم إعطاء الأولوية للمحولات الخمسة التي تربط هذا الطريق بكل من مدينة سيدي عبد الله ومطار الجزائر الدولي والمنطقة الصناعية للرويبة والطريق السيار شرق- غرب وكذا منطقة برحمون ببودواو، على اعتبار أنها تمثل الحلقات الفقرية للطريق وأشغالها تتطلب أكبر قسط من الجهد والوقت. للإشارة فإن الطريق الإلتفافي الثاني للعاصمة الذي يمتد على مسافة 33 كلم مشتركة مع الطريق السيار شرق -غرب، يعبر ثلاث ولايات هي الجزائرالبليدة وبومرداس، وسيتم ربطه مستقبلا بالمسلك الجديد للسكة الحديدية المقرر انجازه بسيدي عبد الله، كما يفتح آفاقا اقتصادية واجتماعية هامة، حيث يجري حاليا التفكير بالتنسيق بين قطاع الاشغال العمومية والجماعات المحلية في الإمكانيات التي يتيحها هذا الطريق لخلق فضاءات اقتصادية ومشاريع استثمارية على حافتيه.