❊ أحياء سكنية واسعة بحاجة إلى تسوية عقارية ❊ مشاريع مبرمجة وأخرى مقترحة تنتظر التجسيد ❊ نقص المشاريع السكنية هاجس "عائلات الضيق" يواجه سكان بلدية تسالة المرجة، الواقعة جنوب ولاية الجزائر، عدة نقائص تنموية، أثرت على إطارهم المعيشي، مطالبين السلطات العمومية باستدراك النقائص المسجلة، وعلى رأسها مشكل تسوية ملف البنايات، والإسراع في تجسيد المشاريع الولائية المبرمجة، واستكمال المتأخرة منها، لاسيما ما تعلق بمشروعي قنوات صرف المياه والطريق الاجتنابي، لتفادي الفيضانات وفك الزحمة عن المدينة. يؤكد المنتخبون المحليون الذين التقت بهم "المساء" بمقر البلدية، أن تسالة المرجة تعد من أفقر البلديات بولاية الجزائر، رغم أنها تعد بوابة العاصمة من الجهة الجنوبية، بحدود ولاية البليدة، وعانت الويلات خلال العشرية السوداء، حيث استقر السكان بها ولم يلجؤوا إلى النزوح نحو مدن أخرى، خاصة الفلاحين الذين تشبثوا بخدمة أراضيهم وبساتينهم مترامية الأطراف. الزائر اليوم لمدينة تسالة المرجة، يلمس سحر هذه المنطقة الفلاحية التي تحيط بها بساتين الأشجار المثمرة، وقد اقتطعت مصالح ولاية الجزائر العديد من الأراضي بها، لتشييد أحياء سكنية جديدة، منها حي 1310 مسكن، و932 مسكن، رحلت نحوها آلاف العائلات، مما رفع عدد السكان بها، ليتعدى اليوم 30 ألف نسمة. الفيضانات مشكل عويص ومشروع التطهير حبر على الورق!! تواجه عدة أحياء ببلدية تسالة المرجة، مشكل الفيضانات التي تعقد وضعية القاطنين، بسبب غياب قنوات صرف مياه الأمطار والصرف الصحي، حيث تبقى القنوات الضيقة وغير المدروسة لا تفي بالغرض المطلوب، بل وتشكل خطرا على السكان. وفي هذا الإطار، أكد المنتخبون المحليون، أن منطقة سيدي عباد 1 و2، التي تضم أكثر من 7 آلاف نسمة، تعد الأكثر تعرضا للفيضانات، إذ تجد مصالح البلدية صعوبة كبيرة في حل هذا المشكل التي لا زال عالقا منذ سنوات، فمياه الأمطار المختلطة بمياه التطهير تطال العديد من المنازل، وتفسد أثاث وأغراض السكان، ويصل منسوب المياه المتجمعة ببعض المنازل إلى أكثر من متر، مما يعقد وضعية المتدخلين، مثل شركات "سيال" و"أسروت" وغيرها. يطالب سكان تسالة المرجة، خاصة القاطنين بالقرب من المنطقة الصناعية والأحياء المجاورة لها، مصالح ولاية الجزائر، بالإسراع في تجسيد مشروع مد قنوات واسعة تستوعب الكم الهائل من مياه الأمطار ومياه التطهير التي تصب نحو وادي بوجار والثلاثاء، ومنه إلى وادي مزافران، بسبب وجود أرضية مستوية وغير مائلة، وأصبحت تتدفق نحو المناطقة الصناعية والأحياء المجاورة. يتخوف سكان البلدية، من حدوث فيضانات هذه السنة، حيث لا يزال المشروع الولائي الضخم الذي يعلقون عليه آمالا واسعة، لم ينطلق بعد، وأوضح لنا السيد إلياس جواح، أن المشروع مسجل منذ عام 2020، وتصل كلفته إلى حوالي 150 مليار سنتيم، وينتظر سكان المنطقة تجسيده على أحر من الجمر، مما سيخلص السكان نهائيا من مشكل تجمع مياه الأمطار وانسيابها نحو المدينة، عوض مرورها إلى وادي بوجار والثلاثاء، مفيدا أن قنوات صرف المياه، ستكون مزودة بمضخات على طول الخط الذي يربط منطقة أولاد الشبل، ثم بن شعبان في ولاية البليدة، مرورا ببلدية تسالة المرجة. بنايات غير مطابقة ب10 أحياء تنتظر التسوية العقارية يشكل ملف التسوية العقارية ببلدية تسالة المرجة انشغالا كبيرا، حيث صادفنا العديد من المواطنين جاؤوا إلى مقر البلدية، يطالبون المسؤولين المحليين بالإسراع في حل مشكل تأخر حصولهم على رخص البناء بالأحواش والأحياء القديمة، التي أدمجت في المحيط العمراني، وذكر لنا أحد المواطنين الذي جاء للقاء "المير"، أنه ينتظر منذ سنوات، قرار السلطات المحلية للإفراج عن هذا الملف، لتمكينه من الحصول على رخصة بناء، وتسوية وضعيته العقارية العالقة. أوضح لنا بعض نواب المجلس الشعبي للبلدية، أن هذا الملف ينقسم إلى شقين، الأول يتعلق بأصحاب البنايات التي شيدت على أراض فلاحية مدرجة في المحيط العمراني، ويفتقد أصحابه الذين شيدوا بناياتهم، وينتظرون رخص البناء، ويتعلق الأمر بكل من حي الصومام الذي يضم 180 مسكنا، وحي 41 مسكنا، حيث شيدوا بناياتهم قبل 2008، ويطالبون بالتسوية في إطار قانون مطابقة البنايات 08-15 المؤرخ في 20 جويلية 2008، المتعلق بالتسوية العقارية والقضاء على البنايات الفوضوية. أما الشق الثاني، فيتعلق بالأحواش التي صارت هي الأخرى أحياء توسعت بشكل كبير، ويقطنها عدد هائل من السكان الذين ارتفع عددهم في العشرية السوداء، حيث شيدوا سكناتهم بطريقة فوضوية، وينتظرون التسوية العقارية، وكذا فلاحي المنطقة الذين ازداد عدد أفراد عائلاتهم. وتوسعت رقعة بناياتهم على حساب الأراضي الفلاحية. وحسب ممثلي البلدية، فإن هذا الملف لا يزال على طاولة السلطات المحلية، ويخص 8 مراكز سكنية (أحواش) منتشرة وسط البساتين، منها مركز محمد بن محمد، كرار محفوظ، الطيب الجغلالي، بومنير، رقيق، سيدي عباد 1 و2، وهي الوضعية التي تطالب البلدية بحلها من أجل ترحيل السكان، واستغلال المساحات المسترجعة لتجسيد مشاريع ذات منفعة عامة. النقل غير كاف والمطالبة باستحداث محطة للقطار يطرح سكان تسالة المرجة، مشكل نقص وسائل النقل الحضري وشبه الحضري، مما عقد وضعيتهم، رغم قربهم من عدة محاور للطرق البرية وخط السكة الحديدية، وذكر لنا أحد المواطنين، أن نقص وسائل النقل صار هاجسا كبيرا، لاسيما بالنسبة لأبنائهم المتمدرسين، الذين يفتقرون لمؤسسات تربوية بمناطقهم، إذ يأتون من الأحواش، مما دفع بالأولياء إلى توقيف بناتهم بالخصوص، وهو ما أكده لنا النائب إلياس جواح، الذي أضاف أن النقل المدرسي لم يعد كافيا، ونشاط الناقلين الخواص لا يفي بالغرض المطلوب، مطالبين بتعميم حافلات "إيتوزا" على الأحواش. من جهة أخرى، يطرح سكان تسالة المرجة، مشكل بعد محطة القطار عن المدينة، فالمحطة الحالية الواقعة بتراب بلدية الدويرة، والبعيدة بأكثر من 2 كلم عن المنطقة، تشكل متاعب للمواطنين، الذين يطالبون مصالح البلدية بالتدخل لدى الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، من أجل استحداث محطة في حي 923 مسكن بتسالة المرجة، الذي يمر به خط السكة. أحياء بلا هياكل تربوية وضغط كبير في أقسام المتوسط في الجانب التربوي، يجد العديد من التلاميذ القاطنين بإقليم البلدية، صعوبة كبيرة في الوصول إلى مقاعد الدراسة، لاسيما القاطنين منهم بالأحياء البعيدة عن المدينة، التي لا تتوفر في أغلبها على هياكل تربوية، فمن أصل 8 مراكز سكنية، لا توجد إلا مدرستان بمركزي الطيب الجغلالي وسيدي عباد 2، الذي دشنت به ابتدائية هذا الموسم وتضم 6 أقسام. يؤكد سكان هذه المناطق، أن التكفل بتدريس أبنائهم، يشكل تحديا كبيرا بالنسبة لهم، في كل الأطوار، خاصة الطور الابتدائي الذي يتطلب تلامذته عناية خاصة، ويفرض على الأولياء المرافقة الدائمة. يناشد سكان الأحياء السكنية المذكورة، ترحيلهم إلى سكنات لائقة، على غرار سكان القصدير بالعديد من بلديات العاصمة، الذين استفادوا من شقق خففت عنهم معاناتهم التي دامت سنوات طويلة. يذكر ممثلو المجلس البلدي، أن أقسام الطور المتوسط بتسالة المرجة، تشهد ضغطا كبيرا، فغياب المتوسطات بالمراكز السكنية الثمانية المذكورة، فرض على المتوسطات الموجودة بوسط المدينة، استقبال عدد هائل من المتمدرسين، مما أثر على سير الدروس والتحصيل العلمي. ولحل هذا الإشكال الكبير، أكد منتخبو البلدية، أنهم اقترحوا على السلطات الولاية بناء متوسطة بمركز سيدي عباد 2، الذي يوجد به حي قصديري يدعى "دوار العين"، يتربع على مساحة كافية لبناء متوسطة، تخلص أبناء المنطقة من مشاق التنقل على مسافة تزيد عن 7 كلم. نقص المشاريع السكنية والطلبات تتعدى 7 آلاف ملف لم يخف سكان المنطقة غياب المشاريع السكنية بمنطقتهم، وقلة حصص السكنات الاجتماعية التي تمنحها الولاية للبلدية، وحسب نواب المجلس البلدي، فإن تسالة المرجة لم تستفد منذ 2014 إلا من حصة واحدة، تضم 100 مسكن، وزعت في 2021، إضافة إلى حصة مماثلة بصيغة السكن العمومي المدعم "ألبيا"، هي في طور الإنجاز، وغير كافية، في وقت تعدى عدد الطلبات المودعة بالمقاطعة الإدارية لبئر توتة 7 آلاف طلب سكن، مؤكدين أن ولاية الجزائر التي شيدت حيين سكنيين جديدين (1310 مسكن، و932 مسكن) لفائدة المرحلين من بلديات أخرى، حرمت أهل المنطقة من الاستفادة من هذه الشقق، لاسيما بالنسبة للعائلات التي تواجه مشكل الضيق والانفجار الديمغرافي. الجمعيات الرياضية.. جهود لتنشيط الشباب تجتهد الجمعيات الرياضية بتسالة المرجة، لإحداث الفارق وتحقيق نتائج في مختلف الرياضات الجماعية والفردية، التي يقبل عليها عنصر الشباب بالخصوص، الذين تنفسوا الصعداء، بعد تدشين المعلب الجديد في 18 فيفري الماضي، يتسع ل2500 مناصر، والذي خفف عن شباب المنطقة التنقل إلى البلديات المجاورة لممارسة هذه الرياضة الشعبية، إلى جانب 6 ملاعب جوارية بعدة أحياء، فضلا عن مشروع ملعب جواري آخر سيم إطلاقه قريبا، علما أن ميزانيته المالية مرصودة. أفاد النائب إلياس جواح، المكلف بالشؤون الاجتماعية والثقافية والرياضية، أن بلدية تسالة المرجة، تضم 4 جمعيات ناشطة في مجال الشباب والرياضة، تعمل على استقطاب أبناء المنطقة، وتمكنهم من ممارسة الرياضة والمشاركة في مختلف الدورات الرياضية، منها الاتحاد الرياضي الأخوي لمختلف الرياضات، الذي تتفرع منه عدة رياضات، ككرة القدم، والجمعية الرياضية تسالة المرجة التي تحتضن براعم رياضة "الكوشيكي"، كما ينتظر شباب المنطقة أيضا، انتهاء مشروع المسبح شبه الأولمبي الذي تجري أشغاله، مما سيستقطب عددا هائلا من الفئات لممارسة السباحة وتعلم فنونها.