❊ 500 مليون أورو تكلفة استيراد المكمّلات الغذائية سنويا ❊ كسر احتكار سوق الأنسولين وإلزامية توسيع عقود التوزيع مع الموزعين كشف وزير الصناعة الصيدلانية علي عون، أن الجزائر تستورد 500 مليون أورو من المكمّلات الغذائية سنويا، مشيرا إلى أن مصالحه بصدد اتخاذ تدابير تنظيمية لتسيير هذا الملف. وقال الوزير خلال زيارة ميدانية قام بها إلى مختلف مخابر إنتاج الأدوية بالعاصمة، أنه تقرّر مؤخرا منع الإشهار للمكمّلات الغذائية في كافة القنوات التلفزيونية، مشيرا إلى أن هذه المواد لا تخضع لأي رقابة، وتسببت في كوارث صحية، مع ضرورة استصدار اعتماد خاص لإنتاجها وتسويقها حفاظا على الصحة العمومية. وكشف في هذا الخصوص، عن التحضير لمرسوم تنفيذي بالتنسيق مع ثلاث وزارات لتنظيم سوق المكمّلات الغذائية، التي ستضمن إجراءات رقابية صارمة على هذه المواد، والتي ستكون نفسها التي يخضع لها إنتاج الأدوية، مؤكدا أن الحملات الإشهارية الخاصة بالمكمّلات الغذائية في القنوات التلفزيونية المختلفة، صاحبها تغليط للرأي العام بالترويج لمعلومات ومعطيات غير دقيقة عن منافع مزعومة لهذه المنتجات وحثّ المواطنين على استهلاكها، دون مراعاة للمعايير العلمية في ذلك ولا القواعد القانونية والأخلاقية للإشهار، وهو ما من شأنه إلحاق الضرر بمستهلكيها. وعلى الصعيد ذاته، أعلن وزير الصناعة الصيدلانية عن الترخيص المؤقت لمدة سنة لكل المستلزمات الطبية المستوردة، التي تحوز شهادة المطابقة في البلد الأصلي لاسيما شهادة المطابقة "ce"، وهذا في انتظار استكمال عملية المصادقة عليها في الوكالة الوطنية للمواد الصيدلانية. أما فيما يخص الإنتاج المحلي، أوضح السيد عون أنه تم اتخاذ قرار إعطاء مهلة سنة للمستلزمات المسوّقة سابقا للحصول على شهادة ISO صادرة من هيئة معتمدة ومعترف بها، أما بالنسبة للمستلزمات الجديدة المنتجة محليا، فيجب الحصول على ذات الشهادة قبل وضعها في السوق، مؤكدا أنه في كلتا الحالتين، إذا لم يسجل أي إخطار بوجود أعراض جانبية في مدة 12 شهرا، فسيتم إصدار مقرر مصادقة صالح لمدة 5 سنوات. وفي سياق آخر، كشف عون، أن سنة 2023 ستشهد دخول حيز التنفيذ 4 مؤسسات صيدلانية متخصّصة في إنتاج الأنسولين، حيث كشف خلال تفقده لوحدة إنتاج بيوتيرا، التابعة لمجمّع "بيوكير"، أن الدولة تخصّص ميزانية 400 مليون أورو لاستيراد الانسولين، وأن 90 في المائة يحتكرها مخبر واحد. وأشار عون إلى وجود 4 ملايين مريض سكري بالجزائر، من بينهم نحو مليونين ونصف مليون يستعملون الأنسولين، مؤكدا أن الدولة تعوّل على منتجي الأدوية المحليين لكسر هذا الاحتكار، وخفض فاتورة الاستيراد، مع ضرورة بلوغ 50 في المائة من إنتاج الأنسولين محليا في 2023. وشدّد المسؤول الأول عن القطاع، على جميع المنتجين بضرورة تنويع وتوسيع عقود التوزيع مع الموزعين للحد من الاحتكار والبيع المشروط وكل الممارسات التجارية التي تذبذب وفرة الأدوية. وحسب الوزير بلغت تكلفة استيراد أدوية علاج الأمراض المزمنة لوحدها مليار و500 مليون أورو، و75 مليون أورو لاستيراد مشتقات الدم. وعلى صعيد آخر، أكد وزير الصناعة الصيدلانية، أنه حرصا على توفير المواد الصيدلانية والمستلزمات الطبية، وضمان تسهيل الحصول على هذه المواد لاسيما الأساسية منها، تم اقتراح مادة في مشروع قانون المالية، لتحديد الالتزامات التي تقع على عاتق المؤسسات الصيدلانية في مجال إرسال المعلومات للوزارة المكلفة بالصناعة الصيدلانية، من خلال المنصة الرقمية الموضوعة لهذا الغرض، لاسيما وضعية المخازن وكذا الالتزام بضمان وفرة المواد الصيدلانية والمستلزمات الطبية وفقا للبرامج التقديرية للإنتاج والاستيراد المصادق عليها من طرف مصالح وزارة الصناعة الصيدلانية. وقال الوزير إن المشروع يتضمن تسليط عقوبات صارمة ضد المؤسسات الصيدلانية المخلّة بالتزاماتها.