دعت وزيرة البيئة والطاقات المتجددة سامية موالفي، أمس، إلى تكريس التسيير الأمثل للنفايات باعتباره من أهم التحديات التي تراهن عليها الاستراتيجيات المتعلقة بحماية البيئة، خصوصا في ظل التطوّر التكنولوجي والتغير في النمط المعيشي والاستهلاكي للفرد. وأوضحت موالفي خلال إشرافها بجامعة فرحات عباس (سطيف1) على افتتاح فعاليات أسبوع المقاولاتية الخضراء المنظم بمبادرة من الوكالة الوطنية للنفايات، أن التسيير المدمج والمستدام للنفايات يتجسد بمساهمة الفاعلين في قطاع البيئة ويضمن ما سمته ب«الانتقال من مفهوم النفاية إلى مادة يمكن اعتبارها موردا ينبغي استغلاله". وذكرت الوزيرة بأن "الجزائر تبنت في سياساتها الوطنية استراتيجيات مدعمة ومحفزة للاستثمارات في هذا المجال وسنت قوانين وتشريعات تعمل في اتجاه تبني الفكر المقاولاتي لنمو الاقتصادات الوطنية المحلية واعتباره مقوما أساسيا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة آفاق 2030". واستنادا للسيدة موالفي فإن "الدولة أولت أهمية بالغة لإدماج الشباب خاصة لحاملي المشاريع وتشجيع الاستثمارات من خلال وضع الآليات التنظيمية والتمويلية لدفع وإعادة بعث الاقتصاد وترقية الشغل ومكافحة البطالة". وقالت في السياق ذاته إن "للمقاولاتية الخضراء بعد اقتصادي وبيئي أريد للجامعة أن تكون مشتلة لأفكار الطلبة في مختلف التخصصات تترجم إلى مشاريع خلاقة للثروة ولمناصب الشغل"، لافتة إلى أن "رسكلة النفايات تعد من أهم النشاطات التي تلقى تشجيعا من الدولة نظرا لأهميتها في نظافة المحيط والقيمة المضافة التي يمكن أن يحققها الاستثمار في هذا المجال". وأضافت في هذا الإطار أن "وزارة البيئة والطاقات المتجددة أدرجت خلق فرص العمل وتعزيز المقاولاتية الخضراء كمحاور أساسية ليس فقط للانتقال الإيكولوجي لأنظمتنا الإنتاجية ولكن أيضا كأداة لتحقيق انتعاش اقتصادي مستدام خارج المحروقات أقل تلويثًا واستهلاكًا للطاقة والمياه و للمواد الخام". وتعمل الوزارة ذاتها من خلال الوكالة الوطنية للنفايات على إعداد وبعث برامج ونشاطات من شأنها المساهمة الفعلية لتعزيز التجسيد الفعلي للسياسة الوطنية لدعم حاملي المشاريع، استنادا للوزيرة التي حثت الشباب على استغلال الفرص المتاحة من خلال الاختصاصات الكثيرة المتوفرة لتجسيد مشاريعهم في مجال تسيير النفايات. ويندرج تنظيم أسبوع المقاولاتية الخضراء في إطار نشاطات التعاون بين الجزائر وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي في الجزائر، حيث يهدف إلى المساهمة في خلق ديناميكية داخل منظومة بيئية للأعمال في قطاع النفايات وتشجيع أنشطة استرجاع وتثمين النفايات لخلق فرص عمل وكذا الإعلام والتحسيس عن فرص الاستثمار الى جانب برامج الدعم وآليات التمويل المتاحة وتبادل الخبرات من أجل تطوير نماذج أعمال مستدامة. للإشارة فإن فعاليات هذا الأسبوع المقاولاتي الذي حضر أشغال افتتاحه أيضا المدير العام للوكالة الوطنية للنفايات السيد محمد كريم ومان وممثلة برنامج الأممالمتحدة الإنمائي في الجزائر السيدة بلاغتا أليكو، شهد عديد المداخلات وتنظيم ورشات ذات الصلة بموضوع تحدي المقاولاتية في تسيير النفايات.