دعت وزيرة البيئة والطاقات المتجددة سامية موالفي، أمس الأثنين، بسطيف، الى تكريس التسيير الأمثل للنفايات، باعتبارها من أهم التحديات التي تراهن عليها الاستراتيجيات المتعلقة بحماية البيئة، خصوصا في ظل التطور التكنولوجي والتغير في النمط المعيشي والاستهلاكي للفرد. أوضحت موالفي خلال إشرافها بجامعة فرحات عباس (سطيف1) على افتتاح فعاليات أسبوع المقاولاتية الخضراء (21 -23 نوفمبر)، المنظم بمبادرة من الوكالة الوطنية للنفايات، أن التسيير المدمج والمستدام للنفايات يتجسد بمساهمة الفاعلين في قطاع البيئة ويضمن ما اسمته ب «الانتقال من مفهوم النفاية إلى مادة يمكن اعتبارها موردا ينبغي استغلاله». وذكرت الوزيرة بأن «الجزائر تبنت في سياساتها الوطنية استراتيجيات مدعمة ومحفزة للاستثمارات في هذا المجال وسنت قوانين وتشريعات تعمل في اتجاه تبني الفكر المقاولاتي لنمو الاقتصادات الوطنية المحلية واعتباره مقوما أساسيا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة آفاق 2030». واستنادا لموالفي، فإن «الدولة أولت أهمية بالغة لإدماج الشباب، خاصة لحاملي المشاريع وتشجيع الاستثمارات من خلال وضع الآليات التنظيمية والتمويلية لدفع وإعادة بعث الاقتصاد وترقية الشغل ومكافحة البطالة». وقالت في نفس السياق، إن «للمقاولاتية الخضراء بعدا اقتصاديا وبيئيا أريد للجامعة أن تكون مشتلة لأفكار الطلبة في مختلف التخصصات، تترجم إلى مشاريع منتجة للثروة ولمناصب الشغل»، لافتة إلى أن «رسكلة النفايات تعد من أهم النشاطات التي تلقى تشجيعا من الدولة، نظرا لأهميتها في نظافة المحيط والقيمة المضافة التي يمكن أن يحققها الاستثمار في هذا المجال». وأضافت في هذا الإطار، أن «وزارة البيئة والطاقات المتجددة أدرجت خلق فرص العمل وتعزيز المقاولاتية الخضراء كمحاور أساسية ليس فقط للانتقال الإيكولوجي لأنظمتنا الإنتاجية، ولكن أيضا كأداة لتحقيق انتعاش اقتصادي مستدام خارج المحروقات أقل تلويثًا واستهلاكًا للطاقة والمياه وللمواد الخام». وتعمل ذات الوزارة، من خلال الوكالة الوطنية للنفايات، لأجل إعداد وبعث برامج ونشاطات من شأنها المساهمة الفعلية في تعزيز التجسيد الفعلي للسياسة الوطنية لدعم حاملي المشاريع، استنادا للوزيرة، التي حثت الشباب على استغلال الفرص المتاحة من خلال الاختصاصات الكثيرة المتوفرة لتجسيد مشاريعهم في مجال تسيير النفايات. يندرج تنظيم أسبوع المقاولاتية الخضراء، في إطار نشاطات التعاون بين الجزائر وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي في الجزائر، حيث يهدف إلى المساهمة في إرساء ديناميكية داخل منظومة بيئية للأعمال في قطاع النفايات وتشجيع أنشطة استرجاع وتثمين النفايات لخلق فرص عمل وكذا الإعلام والتحسيس عن فرص الاستثمار، الى جانب برامج الدعم وآليات التمويل المتاحة وتبادل الخبرات من أجل تطوير نماذج أعمال مستدامة، بحسب المنظمين.