أصبحت مظاهر التلوث لا تغيب عن أسواقنا، فقلما يحافظ التجار على المحيط، خاصة التجار غير الشرعيين الذين تغص بهم مداخل ومخارج الأسواق المنظمة، ومثال ذلك سوق علي ملاح بسيدي امحمد، وسط العاصمة، الذي لم يتخلص بعد من النفايات المتناثرة هنا وهناك، رغم مرور عمال النظافة بشكل منتظم بشاحناتهم، فالزائر لهذا المرفق الجهة المقابلة لمسجد الهدى المجاور، يلاحظ تشكل بقع للمياه القذرة التي تجمعت واختلطت ببقايا السردين والخضر والفواكه التي يرمي بها التجار الطفيليون المتواجدون بمدخل السوق. وذكر لنا أحد التجار أن أصحاب المحلات يقومون بتنظيف أماكنهم ويحافظون على المحيط، لكن أصحاب الطاولات غير الشرعية يزاحمونهم ويفسدون عليهم المهنة والمحيط معاً، مشيراً أنه رغم مطاردات الشرطة لهم، إلا أنهم لم يغادروا جميعهم المكان، مما جعل المكان يبقى على حالته غير المريحة، وطالب التجار الذين التقيناه من مصالح البلدية السهر على مراقبة النشاط التجاري وتطهير المكان من النشاط الغير شرعيين، الذين أصبحوا يشكلون نقطة سوداء بالمكان. أما المتسوقون الذين رأينا بعضهم - لا سيما النساء المسنات- يمشين بحذر وهن يدخلن أويخرجن من السوق خشية أن تقع أقدامهن على بقايا الخضر المتعفنة فيقعن على الأرض، وفي هذا الصدد يطالب من التقيناهم من مصالح البلدية إلزام التجار بتنظيف المكان، ومساهمة عمال البلدية في ذلك، لا سيما وأن السوق يدر أموالاً طائلة على خزينة البلدية.