❊ مونديال قطر أثر على اهتمام التلاميذ وتحصيلهم أكد متتبعون للشأن التربوي أن التقارير الأولية حول نتائج امتحانات الفصل الأول، كشفت عن تسجيل التلاميذ لنتائج متدنية، أرجعوها إلى تداعيات الأزمة الصحية التي عرفتها بلادنا خلال السنتين الأخيرتين. كشفت مصادر مطلعة شروع المؤسسات التربوية في عقد مجالس الأقسام بداية الأسبوع القادم لنشر نقاط كشوفات التلاميذ عبر الأرضية الرقمية للوزارة قبل العطلة الشتوية التي تبدأ الخميس القادم. وسجل تقرير لنقابة مفتشي التربية، تراجع نتائج تلاميذ الأطوار الثلاثة خلال الثلاثي الأول للموسم الدراسي الحالي، حيث أكد محمود رياحي الناطق باسم هذا التنظيم النقابي ل"المساء" أن نتائج اختبارات الفصل الأول شكلت صدمة واستياء واسعا لدى الفريق التربوي والأولياء، رغم سهولة أسئلة الاختبارات. وأرجعت النقابة خلال اجتماع عقدته، أمس، أسباب ذلك إلى ضعف ميزانيات المؤسسات مع غلاء أسعار المستلزمات المكتبية والتوثيق، ما أدى إلى عدم توفير وسائل السحب والطبع والأوراق للأساتذة، لنسخ مختلف النشاطات كون طريقة التدريس بالكفاءات تعتمد بشكل كبير على نسخ النشاطات وتكليف التلاميذ وتوجيههم إلى بناء المعرفة بالاعتماد عليها، إضافة إلى عدم توفر الكتاب المدرسي في مختلف المؤسسات التربوية عبر الوطن، ما أثر سلبا على التحصيل العلمي والبيداغوجي للتلاميذ. كما أرجع ذلك إلى إصابة أعداد كبيرة من التلاميذ بأنفلونزا موسمية حادة، تزامنا وفترة إجرائهم للاختبارات والتي وافقت أيضا إجراء منافسات كأس العالم لكرة القدم، حيث انشغل التلاميذ بمتابعتها على حساب تحضيرهم الجيد للاختبارات. وأكد الناطق الرسمي لنقابة مفتشي التربية بخصوص تلاميذ الأقسام النهائية أن أغلبهم تحصل على نتائج ضعيفة لعدم مبالاتهم بالامتحانات التي تجرى في المؤسسات التربوية، معتبرين أن نقاط امتحان البكالوريا هي الفيصل بينهم وبين الجامعة وهذا تصوّر خاطئ. وأضاف رياحي، أن ظاهرة عزوف تلاميذ الأقسام النهائية عن الامتحانات الفصلية في تزايد ملحوظ، حيث تفاجأ الأساتذة بإجابات التلاميذ الذين اكتفوا بكتابة بضع كلمات وخروجهم قبل الوقت اللازم. ودعت نقابة مفتشي التربية، إلى إيجاد حلول لظاهرة عزوف التلاميذ عن الدراسة على مستوى مؤسساتهم التربوية، وتركيزهم على الدروس الخصوصية وخاصة مع اقتراب الفصلين الثاني والثالث، حيث عرفت الأقسام النهائية هجرة جماعية ووجد الأساتذة انفسهم يدرسون عددا قليلا من التلاميذ، بسبب عزوف باقي التلاميذ عن استكمال البرنامج الدراسي وتفضيل المراجعة بالمدارس الخاصة. من جهته أرجع مجلس نقابة الثانويات الجزائرية "كلا" تدني نتائج امتحانات الفصل الأول إلى تداعيات الأزمة الصحية خلال السنتين الماضيتين، حيث أثر عدم استكمال الدروس سلبا على التحصيل العلمي للتلاميذ، حيث وجد التلاميذ المنتقلون من سنة إلى أخرى أو من طور إلى طور، أنفسهم أمام برنامج يعتمد أساسا على الكفاءات التي لم يتلقوها خلال السنة الأخيرة، خاصة التلاميذ الذين مسّهم تقليص الدروس لأكثر من سنتين جراء البرنامج الاستثنائي الذي تم اعتماده خلال جائحة كورونا. وقال زوبير روينة، الأمين الوطني لنقابة مجلس الثانويات الجزائرية في اتصال مع "المساء" أنه بالإضافة إلى مشكلة التوجيه المطروحة منذ سنوات، حيث يتم توجيه التلاميذ إلى تخصصات لا يتحكمون في موادها الرئيسية، اعتماد التلاميذ على المدرسة الموازية وتضارب الأفكار وطريقة التدريس بينها وبين المدرسة العمومية، ما أثر بشكل واضح على تحصيل التلاميذ، كون أهداف المدرسة العمومية بيداغوجية بالدرجة الأولى، مقارنة بالأهداف التجارية للمدرسة الموازية. أما بوعلام عمورة، الأمين العام الوطني للنقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين، فقد اعتبر بأن العودة إلى التدريس وفق النظام العادي انعكس سلبيا على نتائج الامتحانات والتحصيل العلمي، نظرا لعدم تأقلم التلاميذ مع كثافة البرامج والحجم الساعي، مقارنة بالسنوات الاخيرة، إضافة إلى الاكتظاظ في الأقسام بعد التخلي عن نظام التفويج، ما أثر على طريقة إلقاء الدروس بالنسبة للأساتذة.