دعت نقابات التربية الوطنية الأولياء إلى عدم الضغط على الأبناء بسبب النتائج الدراسية للفصل الأول، والتركيز على التحصيل العلمي للتلميذ بفعل ما تلقاه من دروس ومعارف في مختلف المواد، معتبرة التنقيط مجرد أرقام لا تعكس التقييم الحقيقي لمستوى المتمدرسين. حذرت نقابات التربية من ممارسة ضغوط نفسية على التلاميذ بسبب نتائج امتحانات الفصل الأول، مؤكدة بأن المواسم الدراسية عند بدايتها تطرح عادة صعوبات للتلاميذ، لا سيما بالنسبة لأقسام السنة الأولى لكل طور، بسبب عدم التأقلم مع البرامج والمناهج. وأوضح بهذا الخصوص رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين صادق دزيري « للنصر» بأن النتائج الفصلية هي مؤشر من بين المؤشرات التي تعكس مدى استيعاب التلاميذ للدروس وتفاعلهم مع الأساتذة، غير أنها لا تعطي التقييم الحقيقي للمستوى، لأن التنقيط لا يعدو كونه مجرد أرقام، والعبرة فيما يتم تحصيله من معارف ومعلومات. وأفاد بشأن حالة القلق التي تعيشها كثير من الأسر مع شروع الأساتذة في تسليم أوراق الامتحانات للتلاميذ بعد تصحيحها، بأن الواجب على الأولياء الوقوف على النقائص والثغرات، واستدراك الضعف في المواد التي جاءت علاماتها متوسطة أو ضعيفة تحسبا للفصل القادم. وأكد في ذات السياق رئيس نقابة الكنابست مسعود بوديبة، بأن نتائج الفصل الأول عادة ما تكون متذبذبة، خصوصا لدى السنوات الأولى لكل طور تعليمي، لا سما في ظل الظروف الاستثنائية التي تحيط بالموسم الدراسي الجاري، بسبب الوضعية الوبائية التي فرضت اعتماد نظام التفويج للوقاية م الجائحة. ويعتقد الأستاذ بوديبة بان الاضطرابات التي تعرفها بعض المؤسسات التعليمية بسبب عدم تحكمها الجيد في تطبيق المخططات الاستثنائية للتعليم، والتجاوزات التي طالت الترتيبات التي وضعتها وزارة التربية لحماية الأساتذة والتلاميذ من فيروس كورونا، ولدت نوعا من الارتباك لدى الأساتذة والتلاميذ. وبحسب المصدر فإن الاكتظاظ في بعض الأقسام سبب نوعا من الاضطراب في التدريس، وأثر نوعا ما على أداء التلاميذ، فضلا عن عدم تحكم بعض التلاميذ في المكتسبات القبلية لأسباب عدة، معتقدا بأن هذه العوامل بدورها تؤثر على النتائج الدراسية، وتولد قلقا لدى الأولياء الذين يطمحون دائما للأفضل. وتوقع رئيس نقابة الكنابست إحراز تحسن في نتائج الفصل الدراسي الثاني، مؤكدا بأن المستوى الحقيقي للتلاميذ يظهر في الفصلين الثاني والثالث، مقترحا على الآباء اعتماد استراتيجية جديدة خلال ما تبقى من الموسم الدراسي، وتفادي قدر الإمكان التوبيخ والعقوبات. وسجل بدوره رئيس النقابة المستقلة للأساتذة بوعلام عمورة تذبذبا في نتائج الطور المتوسط، لا سيما السنة الأولى، بسبب عدم التكيف بعد مع وتيرة الدراسة وعدد المواد، داعيا في اتصال معه، الأساتذة والأولياء للتنسيق من أجل تدارك النقص. في حين أكد رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ خالد احمد النتائج الدراسية الجزئية التي تم الكشف عنها لحد الآن، تعتبر جد مقبولة خاصة بالنسبة لأقسام السنة الثالثة ثانوي، معتقدا بأن تصريح وزير القطاع بأدراج البطاقة التقييمية، دون تحديد موعد بداية تطبيق القرار، حفز الطلبة على حسن الأداء، بعد أن كانوا يركزون جهودهم على التحضير للشهادة، ولا يكترثون للاختبارات الفصلية. ولم يخف المتحدث عدم رضاه على نتائج تلاميذ السنة الأولى متوسط بصورة عامة، بسبب عدم التعود على النظام الدراسي الجديد متوقعا بدوره تحسن الأمور في الفصل الثاني، ونصح الأولياء بعدم ممارسة ضغوط على الأبناء وحرمانهم من الاستمتاع بالعطلة الشتوية، لأن ذلك سيحرمهم من الراحة البيداغوجية التي تسمح بتجديد الطاقة والاستعداد لتقديم الأحسن.واقترح خالد احمد على المؤسسات التعليمية تخصيص الأسبوع الأول للعطلة لتقديم دروس تدعيمية في المواد الأساسية، لفائدة التلاميذ الذين يواجهون صعوبات، لمساعدتهم على تحقيق انطلاقة جديدة.