أجمع الشركاء الاجتماعيون لقطاع التربية الوطنية، من نقابات وجمعية أولياء التلاميذ على أن قرار وزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد المتضمن إلغاء امتحان نهاية الطور الابتدائي "سانكيام" وتعويضه بامتحان تقييم مكتسبات التلميذ، كان صائبا خاصة في هذه المرحلة من التعليم التي يحتاج فيها التلميذ إلى التحصيل العلمي والمعرفي و بالأخص في المواد الأساسية، متوقعين ارتفاع نسبة النجاح و تحسن المردود الدراسي مقارنة بالسنوات الماضية. وثمّنت عضو مكتب الجمعية الوطنية للأولياء التلاميذ فتيحة باشا، في اتصال هاتفي بجريدة "الاتحاد" قرار وزير التربية الوطنية المتمثل في إلغاء امتحانات نهاية الطور الابتدائي "السانكيام" و استبداله بامتحان تقييم مكتسبات التلميذ، داعية إلى تدخل المختصين البيداغوجيين لإيجاد حلول و بدائل بيداغوجية تمكن تلاميذ الطور الابتدائي منذ السنة الاولى من تحصيل رصيد و مكتسبات علمية مميزة خاصة في المواد الأساسية لا سيما القراءة و الكتابة و التعبير و الحساب، وعدم التفكير في الامتحانات و النقاط المتحصل عليها فقط، مؤكدة أن نسبة النجاح و التحصيل العلمي و المردود الدراسي ستكون أحسن من السنوات الماضية. * جمعية أولياء التلاميذ.." إلغاء "السانكيام" كان من بين مطالبنا الأساسية و أكدت المتحدثة أن إلغاء "السانكيام" كان من بين المطالب الأساسية للجمعية، كون أن هذا الامتحان أثر سلبا على التلاميذ بصفة خاصة وعلى القطاع بصفة عامة من الناحية الاقتصادية نظرا للغلاف المالي الضخم المخصص له كل سنة، حيث كان من الأحسن توجيه هذه المبالغ المالية نحو تجهيز و ترميم المؤسسات التربوية لتفادي الاكتظاظ داخل الأقسام، و توظيف الأساتذة في مختلف المواد و الأطوار التعليمية. و أضافت المتحدثة أن امتحان "السانكيام" كان له أثر سلبي كذلك على نفسية التلاميذ خاصة عند تنقلهم إلى مدارس بعيدة عن مقر سكناتهم، إضافة إلى الامتحان في ثلاثة مواد فقط مما أدى إلى عدم الاكتراث بالمواد الأخرى، كما ساهم في انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية و إثقال كاهل الأولياء خاصة ذوي الدخل المحدود. * ال"كلا": " القرار كان صائبا لأن الامتحانات و النقاط أصبحت هاجسا بالنسبة للتلاميذ" و من جانبه أكد رئيس نقابة مجلس أساتذة الثانويات الجزائرية ال"كلا" زبير روينة، في تصريح ل "الاتحاد" أن القرار كان صائبا لان الامتحانات و النقاط أصبحت هاجسا بالنسبة للتلاميذ عوض التركيز على جانب التحصيل العلمي و المعرفي و تنمية قدراتهم العلمية، و هو ما أثر سلبا على المنظومة التربوية و المدرسة بصفة عامة، مؤكدا أن تقييم التلاميذ طيلة السنة الدراسية عوض الاكتفاء بامتحان ثلاثة أيام، ستجعل التلاميذ يتلقون الدروس و المعارف بأريحية أكثر بعيدا عن الضغط الناجم على الامتحانات المصرية. * "كنابست".."القرار يخدم مصلحة التلميذ والعملية التعليمية والبيداغوجية في الابتدائي" و بدوره اعتبر الأمين الوطني المكلف بالإعلام بالمجلس الوطني المستقل لأسلاك التربية "كنابست" مسعود بوديبة، أن قرار وزير التربية الوطنية كان صائبا و يخدم مصلحة التلميذ و العملية التعليمية والبيداغوجية خاصة في هذه المرحلة من التعليم التي يحتاج فيها التلميذ إلى التحصيل العلمي و المعرفي الذي يمكنه من مواصلة مساره الدراسي في الأطوار التعليمية الأخرى و في ذات السياق، أوضح وزير التربية أن هذا الامتحان الذي لا تحتسب نتائجه في معدل العام للانتقال إلى الطور المتوسط، يهدف إلى تشخيص النقائص التي قد يعاني منها التلاميذ في نهاية مرحلة التعليم الابتدائي، وهو الشأن الذي سيمكن من ضمان معالجة بيداغوجية محكمة ترمي إلى إعطاء التلاميذ فرص للنجاح في مسارهم الدراسي لاسيما بعد تصحيح الاختلالات التي يظهرها هذا الامتحان التقييمي للمكتسبات في نهاية الطور الابتدائية. كما ذكر بلعابد أن هذا الامتحان التقييمي للمكتسبات سيحل محل امتحان شهادة نهاية التعليم الابتدائي الذي تم التخلي عنه منذ السنة الدراسية المنصرمة، مشيرا إلى أن قرار التخلي جاء عقب دراسة معمقة أثبتت عدم وجود جدوى بيداغوجية منه، فضلا على تسجيل ضغوطات نفسية كانت تحيط بالتلاميذ خلال هذا الامتحان.