حوّل العديد من ربات البيوت منازلهن إلى ورشات لتعلم وتعليم صناعة بعض الأغذية التي يكثر عليها الطلب في شهر رمضان الكريم؛ فمنهن من اختارت إطلاق دورات تكوينية في صناعة الديول، والمطلوع، والقلب اللوز، والقطايف، وغيرها من الحلويات المعسلة. وأخريات اخترن التخصص في تعليم أسرار صناعة الشاربات الذي يكثر عليه الطلب في الشهر الفضيل.. "المساء" وقفت على هذه التحضيرات من خلال دردشة مع بعض الماكثات بالبيوت من الراغبات في تحقيق بعض الربح في الشهر الفضيل. البداية كانت مع السيدة "ليلى. ب" من القليعة (تيبازة)، التي اختارت أن تفتح منزلها لتعليم كيفية صناعة الديول. وحسبها، فإن شهر رمضان فرصة ذهبية لكل سيدة ترغب في تحقيق ربح مادي، خاصة من وراء صناعة وبيع الديول التي يكثر عليها الطلب بشكل كبير، حيث تُستخدم أوراقه في تحضير بعض الأكلات المالحة والحلوة، مشيرة إلى أنها تعلمت طريقة صناعة الديول من جدتها. ولأنها لا تملك الوقت لتحضير الديول وبيعها، ارتأت أن تعلّم الراغبات في ممارسة هذه الصنعة المربحة مائة بالمائة خاصة إن أتقنت المتعلمة أسرارها. وأوضحت أن التعلم الذي يستمر ليوم واحد، يتراوح بين 2000 و2500 دينار للفرد الواحد. ومن جهتها، خصصت السيدة فطيمة من العفرون (البليدة)، هي الأخرى، حيزا صغيرا بمطبخها لتعليم كيفية صناعة قلب اللوز. وأكدت في حديثها مع "المساء"، أن مشروع تعليم فن صناعة قلب اللوز، سبق أن أطلقته في شهر رمضان المنصرم عبر صفحتها بمنصات التواصل الاجتماعي، وبالتحديد خلال شهر شعبان. وبالنظر إلى الإقبال الكبير عليه طلبا للتعلم والأرباح التي حققتها من وراء الدورات التي أشرفت عليها في منزلها، قررت، هذه السنة، إعادة التجربة، فبدأت بتعليم أسرار صناعة قلب اللوز منذ حلول شهر رجب، مشيرة، في السياق، إلى أن الإقبال كبير عليه؛ لكون قلب اللوز من الحلويات المطلوبة بكثرة خلال شهر رمضان. وبحكم أن البعض "يهرب" مما يباع في المحلات، أصبح الكثيرون يفضّلون ما يتم تحضيره في المنازل. وتقول: "هو، في اعتقادي، ما جعل مثل هذه الدورات يلقى إقبالا كبيرا، فضلا عن أنه من الأنشطة المنزلية المربحة".واختارت أخريات مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لما يمكنهن تحضيره من معجّنات ومملّحات وحلويات تحسبا للشهر الفضيل، حيث يعرضن خدمات موجهة لربات البيوت الراغبات في الحصول على طلبيات، أو لأصحاب المحلات. وحسب بعض السيدات اللواتي تواصلت "المساء" معهن عبر صفحاتهن، فإن ما يتم تحضيره يتباين بين المطلوع بمختلف أنواعه المعَدة من الفرينة، أو السميد، أو خبز الدار، وكذا شتى أنواع الحلويات المعسلة الرمضانية؛ من "سيجار"، و"قلب اللوز"، و"بقلاوة"، وحتى بعض الحلويات السورية التي تخصصت فيها بعض الصفحات. وحسب المتحدثات، فإن الطلبات تتباين بين محلات تطلب عينات للتذوّق، وأخرى تتفق مع النساء العاملات اللواتي لا يملكن الوقت الكافي لتحضير المطلوع، أو أوراق الديول المعَدّة بالمنزل بطريقة متقَنة. ومن جهتها، اختارت السيدة "كريمة. م" التخصص في صناعة "التارتات". وقالت إن صاحب محل حجز لها مكانا بمحله لبيع ما تحضّره، مشيرة إلى أنها تخوض التجربة لأول مرة، وجاءتها الفكرة بعدما اطلعت على تجارب بعض النساء اللواتي تمكن من تحقيق ربح من وراء تحضير بعض أنواع الحلويات والعجائن في رمضان. وبحكم أنها تملك خبرة كافية في تحضير هذا النوع من الحلويات، قررت خوض التجربة، التي تتمنى أن تغير حياتها، وتسمح لها بالانطلاق في إنشاء مؤسسة صغيرة، تحقق لها استقلالية مالية. وإذِ اختار بعض ربات البيوت تحويل منازلهن إلى ورشات للتعليم، فإن بعض الجمعيات، هي الأخرى، أطلقت نداءها إلى كل الراغبات في تعلم بعض المعجّنات والمملحات والحلويات الخاصة بالشهر الفضيل؛ على غرار جمعية "ورود المستقبل"، التي أكدت رئيستها السيدة حفيظة في معرض حديثها مع "المساء"، أن الطلب كبير على تعلّم صناعة الديول، والخبز، والقطايف، والمعسلات بكل أنواعها. وأمام هذا ارتأت إطلاق دورات تكوينية تشرف عليها مختصات، حيث تتراوح الدورة التكوينية الخاصة بتحضير ثمانية أنواع من الخبز، بين 3000 و3500 دينار لمدة يوم واحد، ودورة صناعة القطايف والديول والحلويات المعسلة لمدة يوم واحد، 2000 دينار. وحسبها، فإن الكثير من ربات البيوت يرغبن في تحقيق عائد مالي من بعض المأكولات التي يكثر عليها الطلب في الشهر الفضيل؛ تقول: "هذا ما نؤمّنه على مستوى الجمعية. ونحث النساء الماكثات بالبيوت على تعلّمه، ولِم لا يكون شهر رمضان البداية لتأسيس مؤسساتهن المصغرة، وولوج عالم الشغل".