باتت صناعة العجائن من المهن التي أصبحت النساء يتداولنها مؤخرا، حيث يزداد الطلب عليها من جهة، والتفاني والخبرة في صناعتها من جهة أخرى، خاصة خلال شهر رمضان لتلبية حاجة بعض الناس إليها. وهو الأمر السائد في الوقت الحالي أين تقف ربات البيوت على قدم وساق لتلبية الطلبات المتزايدة خلال شهر رمضان أين تزيد الحاجة لذلك، وهو ما رصدته السياسي خلال جولة عند بعض العائلات أين التنافس هو العنوان. تحولت أغلب المنازل الجزائرية إلى ما يشبه ورشات للعمل، إذ أن الظاهرة أصبحت متكررة ومرتبطة بالشهر الفضيل أين يتنافس الأغلبية على تحضير الأجود والأفضل تغطية وتلبية لحاجيات الآخرين وهي الظاهرة التي تلاحظ خلال رمضان، إذ تتمحور في تحول بعض المنازل الى مصانع مصغرة لشتى أنواع العجائن واللوازم التي تستعملها ربات البيوت بالشهر الفضيل، منها ما تكون أشبه بمصانع أو ورشات تقليدية ومنها العصرية الحضارية، لما تتوفر عليه من مستلزمات العجين الكهربائية كآلات العجين والتي تساهم كثيرا في كسب الوقت حيث لا يبذل مجهود كبير في توفير أو صناعة كمية كبيرة من العجائن بمختلف أنواعها وأحجامها مما يغطي ويلبي الطلب المتزايد عليها طوال شهر رمضان. من جهة أخرى، فإن النساء اللواتي يستخدمن أدوات تقليدية في ممارسة المهنة لا يعني أنهن لا يحققن ربحا ورواجا نظرا لعدم توفر الإمكانيات المادية المحققة لذلك، وبالمقابل، فإن الزبون عند اقتنائه لبعض هذه العجائن، فإنه يفضّل تلك المصنوعة يدويا بدلا من التي صنعتها الآلة خاصة إذا تعلق الأمر ب الديول والذي يفضله كثيرون ان يكون محضّر بالطريقة التقليدية بالبيت وهو ما أشارت إليه نسرين بقولها أن الديول المصنوع بطريقة تقليدية أفضل من حيث طريقة التحضير على ذلك المصنوع آليا كما ان ذوقه مميز مقارنة بالآخر. ومن جهة أخرى، أضافت رانية أن الديول المصنع بالماكينات التي أصبحت تباع مؤخرا في الأسواق تعتبر تطبيقية من حيث أنها غير قابلة للتمزق أثناء طريقة الحشو، وتتنافس ربات البيوت الراغبات في كسب أموال ومصاريف إضافية خلال الشهر الفضيل في تحضير الديول والذي يعد الأكثر طلبا خلال الشهر الفضيل حيث يتم تحضيره في الفترة الصباحية تحسبا لبيعه مساء من خلال وضعه بالمحلات التجارية أو الأسواق، كما توجد طريقة أخرى تقليدية لا يزال الأغلبية يقتدي بها وهي اقتناء الديول مباشرة من عند مصنعه بالبيت حيث يتم التوجه إلى البيت الذي يحضر فيه والذي عادة ما يكون عن طريق الطلب لما يعرفه من استعمال لا متناهي وهو ما أوضحته سليمة من العاشور والتي امتهنت صناعة الديول على مر ثلاثة عقود لتطلعنا في هذا الصدد أنها تحضر كميات معتبرة من الديول في الصباح الباكر لتبيعها بعد الظهيرة مباشرة وتضيف المتحدثة أنها عادة ما تتعامل عن طريق الطلبيات بسبب الإقبال الكثيف عليه، ويفضل الكثيرون صناعة هذه العجائن في المنزل من طرف ربات البيوت على تلك التي تتم صناعتها وجعلها سلعة تباع في مختلف المحلات المتواجدة في السوق كغيرها من السلع حيث يتجه الأغلبية خصيصا إلى المنتجات المنزلية والتي صنعت يدويا لتصبح بذلك عادة ارتبطت بالشهر الفضيل وهو ما أوضحته نسيمة لتقول في هذا الصدد أنها معتادة على اقتناء المعجنات المنزلية التي تحضرها النسوة لتضيف أن ما يميزها هو طريقة التحضير والذوق المميز. المطلوع و الكسرة ينتعشان خلال رمضان يعرف المطلوع خلال الشهر الفضيل انتعاشا منقطع النظير من حيث الإقبال ومن حيث الصناعة، إذ يتفنن في تحضيره النسوة طيلة الشهر لما يعرفه من طلب متزايد مقارنة بالأيام العادية وهو ما أوضحه فارس ليقول في هذا الصدد أنه من مستهلكي المطلوع خلال الشهر الفضيل ليضيف المتحدث أنه يقوم باقتنائه من عند ربات البيوت اللواتي يحضرنه منزليا، وتتحول بعض المنازل خلال الشهر الفضيل إلى ما يشبه مخبزة، وذلك لسرعة وتيرة العمل ومضاعفتها، إذ تقوم بعض السيدات بتكثيف الكمية ومضاعفتها مقابل كم هائل من الطلبات وهو ما أوضحته شفيقة لتقول في هذا السياق أنها تضاعف صناعة المطلوع خلال الشهر الفضيل لتضيف بأن الطلب أحيانا يفوق الكمية التي تحضرها، وتستعين أخريات ممن احترفن صناعة المطلوع و الكسرة بمساعدات لهن وذلك للطلب الكثيف ولمواكبته حيث منذ طلوع اليوم، يباشرن العمل ليكون المطلوع أو الكسرة جاهزا في الفترة المسائية، ويحبذ كثيرون المطلوع الساخن حيث يعمدون لاختياره ساخنا لحظة خروجه من الفرن ما ينتج عنه طوابير أمام البيوت في انتظار الأدوار للظفر ب المطلوع الساخن وهو ما أطلعتنا عليه فايزة، إحدى النساء اللواتي تمتهن صناعة المطلوع ، لتقول في هذا الصدد بأن زبائنها يطالبونها ب المطلوع الساخن لتضيف بأنه يتوجب عليها تحضيره وطهيه وتسليمه فورا. ..و القطايف تلقى الإقبال خلال رمضان لم يقتصر الأمر على الديول و المطلوع ، بل يمتد إلى القطايف التي لها جمهور واسع من المحبين، إذ تعتبر حلوى لذيذة لدى تحضيرها، حيث يفضل كثيرون عجينتها المصنعة يدويا لما تحمله من ذوق خاص ومميز، إذ يتطلب تحضيره المهارة والتركيز، كما يتطلب الجهد والوقت وهو ما أوضحته خالتي زهرة القاطنة بالدرارية والتي احترفت صناعة القطايف عن والدتها لتطلعنا في هذا الصدد أنها تحضر القطايف بالطريقة التقليدية اليدوية لتضيف أنها احترفت صناعته ولديها زبائن خاصين لهذا الغرض. وتعد القطايف من ألذ الحلويات الرمضانية وأكثرها تداولا عند بعض العائلات دون سواها من الحلويات لذوقها الخاص ولخفتها، وهو ما أطلعتنا عليه نسيمة لتقول في هذا الصدد أنها لا تستغني عن القطايف وأنها تقوم باقتنائها خصيصا لتحضيرها بالمنزل. الشاربات المحضرة منزليا تعرف رواجا كبيرا ولعل أهم ما يميز الشهر الفضيل هو الإقبال اللامتناهي على الشاربات المحضرة بالمنازل، لما تحمله من ذوق مميز جعلها محط إقبال للكثيرين، إذ يفضلها الأغلبية محضرة بالمنزل ليتفنن في تحضيرها الكثيرون حيث يجدون من الشهر الفرصة الأنسب لبيعها حسب الطلب الكبير عليها، وهو ما أطلعنا نبيل، المختص في صناعة الشاربات المنزلية، ليقول في هذا الصدد أن مبيعاته ل الشاربات تنتعش خلال شهر رمضان على غرار العادة، ويقول أمين أنه لا يستغني عن الشاربات التي تحضر منزليا ليضيف بأن لها ذوق خاص ومميز مقارنة بتلك التي تباع كأي مشروب عادي. اقتناء العجائن.. الحل الأنسب للعاملات وتعتبر مثل هذه الصناعات بمثابة حل بديل بالنسبة للنسوة اللواتي لا يح ترفن صناعة العجين أو العاملات اللواتي لا يتسنى لهن الوقت للقيام بذلك، إذ توفر عليهم الجهد والوقت لدى عودتهم إلى المنزل إذ لا ينشغلن بإعدادها عندما تكون محضرة لتستحسن بذلك الأغلبية الأمر وهو ما أطلعتنا عليه زهيرة لتقول في هذا السياق أنها تقوم باقتناء المعجنات وإعدادها كوجبات في رمضان، لتضيف المتحدثة بأن وجود نشوة يقمن بصناعتها منزليا وفر عليها الكثير من الجهد والوقت. صناعة العجين.. مهنة لكسب الرزق خلال رمضان وبين هذا وذاك، فإن صناعة المعجنات طيلة الشهر الفضيل تعتبر بمثابة مصدر رزق للأغلبية والكثيرين، حيث تجد ربات البيوت ضالتهن في ذلك باجتهادهن بتقديم الأفضل ومحاولة تغطية حاجيات الأشخاص ومتطلباتهم، ليعتبر الأمر مصدر رزق للكثيرات وهو ما أطلعتنا عليه نسرين لتقول أنها تجني أموالا طائلة من وراء صناعتها للمعجنات ، وتشاطرها الرأي فايزة لتقول أن تحضير المعجنات وصناعتها هي مهنتها التي تسترزق منها لتضيف أن شهر رمضان المبارك فرصتها لكسب مصاريف إضافية لتغطية حاجيات أسرتها.