❊ خبراء: الفقر وانعدام التنمية أهم عوامل الانضمام إلى الجماعات الإرهابية ❊ سكرتير البرلمان الإفريقي: ارتفاع كبير في تجنيد الإرهابيين بالساحل أثني رئيس الاتحاد البرلماني الدولي، دواتي باتيشكو، على الجهود الدبلوماسية الجزائرية في تسوية النزاعات الإقليمية والدولية، خاصا بالذكر نجاحها في جمع الفصائل الفلسطينية مشيدا في نفس السياق بجهود المجلس الشعبي الوطني نظير حسن تنظيمه لمجريات الاجتماع الثاني ل"نداء الساحل"، ما جعله يبدي استعداده لتنسيق العمل معه مستقبلا في قضايا مكافحة الإرهاب. وأكد بمناسبة الاجتماع الثاني ل"نداء الساحل" الذي انطلقت أشغاله، أمس، بقصر المؤتمرات عبد اللطيف رحال لنادي الصنوبر بالعاصمة، على أهمية المؤتمر الذي التأم بفضل القدرة العالية التي تتمتع بها الدبلوماسية الجزائرية في جمع الأطراف وتوحيد الصفوف حول أهداف مسطرة والعمل على إنجاحها. واستشهد في سياق ذلك بنجاحها قبل أشهر في لمّ شمل الفصائل الفلسطينية وأقنعتها بضرورة التشاور والحوار من أجل القضية الفلسطينية بمناسبة احتضانها لأشغال القمة العربية في الفاتح نوفمبر الماضي وهو ما يعكس كما قال الريادة التي تتمتع بها الدبلوماسية الجزائرية في العالم. كما أثنى في هذا السياق على حسن تنظيم الاجتماع، واختيار محوره الأساسي كآلية في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، موجها كلامه للسيد بوغالي "أهنئكم على مبادرة بهذا الحجم التي لم نرها من قبل". وبعد أن لفت إلى أن هدف اجتماع الجزائر يبقى البحث عن حلول للمشاكل التي ولدها الإرهاب بمنطقة الساحل، فقد شدّد على أهمية الإصغاء إلى ممثلي المجتمعات المحلية وزعماء دين بالمنطقة لتجفيف منابعه، تقديرا منه أن التعاون يمكن من محاربة الإرهاب ويعزز الثقة بين جميع الشركاء للنجاح في هذه المهمة. وتوقف السيد، دواتي باتشيكو، عند أهم الأسباب المؤدية لانتشار الإرهاب وفي مقدمتها استفحال ظاهرة الفقر وغياب التربية والتعليم. وهو ما جعله يطالب قادة دول الساحل على استعادة الأمل من أجل ربح معركة قهر الإرهاب. وعرض، السيد باتيشكو في السياق إحدى الأساليب التي اعتمدها تنظيم "داعش" الإرهابي لتعزيز صفوفه بمجندين جدد إلى درجة أنه تمكن من تجنيد حملة دكتوراه في سوريا و العراق بعد أن أغراهم بأموال طائلة ووعدهم بالحصول على سيارات ونساء وضمان دخولهم الجنة بعد عمليات غسل للدماغ. وشدّد انطلاقا من هذه التجربة على أهمية تهيئة الظروف العيش الحسنة والمستقرة وتوفير وسائل الحياة لشباب المجتمعات المستهدفة لمنع انخراطها في صفوف المنظمات الإرهابية وأعطى مثالا بدول منطقة الساحل التي أصبحت معاقل رئيسية لمختلف التنظيمات الإرهابية. وخلص في الأخير في الأخير إلى أن الاتحاد البرلماني الدولي سيعمل على تجسيد التوصيات على أمل اعتمادها من قبل أعضائه 78، بقناعة أن ذلك أحسن السبل لمكافحة الإرهاب. وقال رئيس اللجنة البرلمانية المشتركة لمجموعة دول الساحل الخمس، ورئيس المجلس الانتقالي التشادي، السيد "ه. كبادي"، أن تفشي ظاهر الفقر وتأثير التغيرات المناخية على منطقة الساحل ولدت الإرهاب بهذه المنطقة وشكلت عوامل رئيسية في تجنيد شباب دولها. وذكر أن تنظيم "بوكو حرام" الإرهابي، شوّه صورة الإسلام، وقضى على ملايين الأشخاص بعد أن حول دولة التشاد ومحيطه إلى مساحة خصبة لتجارة الأسلحة، ما يستدعي البحث عن سبل البحث عن السكينة للجميع في هذه المنطقة. وأشار إلى أن الاتحاد البرلماني الدولي يسعى للعمل لتسريع وضع برامج تنموية خاصة بمنطقة الساحل أمام عدم تحقق أي تمويل لمكافحة الإرهاب في الساحل. ودعا المجتمع الدولي إلى الاهتمام بمنطقة الساحل وإشراك رجال الدين، الذين لهم تأثير حقيقي على الساكنة في الترويج لثقافة التعايش السلمي وشرح المخاطر الناجمة عن الانخراط في الجماعات لإرهابية، مشدّدا على ضرورة مرافقة ذلك بدعم التنمية ومنح فرص للشباب والنساء الذين يمثلون فريسة للإرهاب. أما السيد إغادو السكرتير العام للبرلمان الإفريقي، فقد سجل الارتفاع الكبير في عمليات التجنيد التي تشهدها منطقة الساحل، وذلك من خلال تقديم جملة من الإغراءات من قبل الجماعات الإرهابية، تشمل الأموال والنساء والسيارات الفخمة. وسجل بأسف كبير استهداف الجماعات الإرهابية لزعماء القبائل الذين يتعاونون مع الأمن. كما تم حسبه، اغتصاب النساء وفرض ضرائب كبيرة على المجتمع المحلي، ما يستدعي اليوم، حسبه، تعاون الجميع للبحث عن آليات لمكافحة الآفة. ودعا ممثل البرلمان الإفريقي زعماء الدين للترويج لخطاب يسهم في مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى حشد الموارد المالية لتنمية المنطقة والخروج بتوصيات ناجعة تحرر المنطقة من براثن الإرهاب الأعمى.