انطلقت، أمس، بمسرح الصغير التابع للجمعية الثقافية "الأمل" لوهران فعاليات تظاهرة شهر المسرح تحت شعار "علولة والشباب"، تكريما لهذا الفنان المسرحي الذي مرت على وفاته 29 سنة. تميز افتتاح هذه التظاهرة المنظمة من طرف الجمعية المذكورة بتقديم مسرحية "شهيد الركح" من إخراج وتأليف محمد ميهوبي والتي تحكي المسيرة الفنية للفقيد عبد القادر علولة مع تقديم مقاطع من مسرحيته المشهورة "حمق سليم" التي تعتبر أول مونولوغ على مستوى الوطن وأداها شخصيا. وجاءت "شهيد الركح" التي هي من نوع "المونودرام القصير" لتكريم لحد أعمدة المسرح الجزائري الذي رافق الشباب وهواة الفن خلال التسعينيات من القرن الماضي، حيث كان يحضر جميع المسرحيات المنتجة من طرف الجمعية الثقافية "الأمل" والقراءات الدرامية لدعم الممارسين. وقدم الشاب كمال بن ضراوة المتخرج من مدرسة التكوين التابعة لذات الجمعية "مونودارم" آخر يحمل عنوان "ثعبان مان" التي تتناول قصة إنسان يعيش في غابة وتعرض لسم حيوان. وبرمجت في إطار "شهر المسرح" عدة أنشطة ثقافية تتضمن عرض فيديو حول المسيرة الفنية والجوانب الإنسانية للفنان عبد القادر علولة الذي جمع بين التمثيل والتأليف والإخراج لتعريف الشباب ما قدمه للفن الرابع الجزائري من أعمال تحمل رؤية فنية وفكرية مميزة. وتشمل هذه التظاهرة التي تتزامن مع اليوم العالمي للمسرح حلقات للنقاش حول مسرحيات وتجربة الفنان الراحل وذلك بمشاركة الشباب لإثراء معارفهم حول "الحلقة" وتوظيف التراث في المسرح بالإضافة إلى تقديم عدة عروض مسرحية من إنجاز الشباب المتخرجين. ويزخر الفنان الراحل عبد القادر علولة (1939-1994) الذي يعتبر من أهم صناع الحركة المسرحية على مستوى الوطن برصيد ثري من الأعمال المسرحية على غرار "القوال "و"الأجواد "و"اللثام " و"أرلكان سيد الخدامين" وغيرها من الأعمال التي ستظل خالدة.