أدانت باريس، أمس، التصريحات "غير مسؤولة" لوزير المالية الإسرائيلي المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، الذي يواصل الإدلاء بمزيد من التصريحات العنصرية والخطيرة ضد الفلسطينيين والتي كان آخرها انكاره لوجود الشعب الفلسطيني. دعت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان لها أمس "الأشخاص الذين يتقلدون مناصب عليا في الحكومة الإسرائيلية إظهار الكرامة الواجبة واحترام كرامة الآخرين والامتناع عن كل فعل أو تصريح يساهم في تغذية التوتر". وتأسفت الدبلوماسية الفرنسية لكون تصريحات الوزير الصهيوني المتطرف "غير مشرفة وغير مسؤولة"، خاصة وأنه أدلى بها من العاصمة باريس بمناسبة حضور لقاء للجالية اليهودية كانت قد استبقته حملة رافضة لمجيئه للعاصمة الفرنسية احتجاجا على تصريحاته العنصرية والتحريضية التي يدعو فيها صراحة الى اعدام الفلسطينيين. وأثارت تلك التصريحات خاصة وأنه تعدت هذه المرة المنطق والمعقول بإنكاره وجود الفلسطينيين سواء كشعب أو أفراد في تبني خطير للفكر الصهيوني المتطرف المروج للفكرة الوهمية بأن فلسطين "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، موجة غضب وتنديد واسعة في العالمين العربي والاسلامي وأيضا على المستوى الدولي. وفي هذا السياق، دعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، حكومة الاحتلال إلى التنصل من هذه تصريحات. وقال بانه من "غير المجدي قول مثل هذه الأشياء في وضع متوتر بالفعل.. أدعو الحكومة الإسرائيلية إلى التنصل من هذه التعليقات والبدء في العمل مع جميع الأطراف لنزع فتيل التوتر". وجاء تصريح بوريل في نفس الوقت الذي وصف فيه مسؤول الإعلام في بعثة الاتحاد الأوروبي في مدينة القدسالمحتلة ورام الله، شادي عثمان، تلك التصريحات بأنها "خطيرة ومن شأنها توتير الأوضاع ودفعها لحافة الانفجار وهي غير مقبولة بشكل مطلق". وأضاف عثمان بأنه "لا يعقل أن يقوم "وزير" بالإدلاء بمثل هذه التصريحات بشكل علني خاصة أنها ليست المرة الأولى"، متسائلا "ماذا لو قال مثل هذه التصريحات مسؤول فلسطيني كيف ستكون ردة الفعل". وقال عثمان إن الاتحاد الأوروبي "يرفض هذه التصريحات جملة وتفصيلا" خاصة وأنها تتزامن مع صعوبة الوضع في الضفة الغربيةوالقدس الشرقية وقطاع غزة، مشيرا إلى وجود "توتر كبير واستمراره لن يكون في مصلحة أي طرف خاصة أننا مقبلون على شهر رمضان". وكانت الرئاسة الفلسطينية، اعتبرت أن هذه التصريحات "عنصرية ومحاولة لتزييف التاريخ وتزويره وتكشف عن محاولة الاحتلال إنكار وجود الشعب الفلسطيني الموجود على هذه الأرض منذ القدم". وأضافت أن المحاولات الصهيونية لاختراع روايات كاذبة تنكر وجود الشعب الفلسطيني "يفندها التاريخ الذي يؤكد بأن هذا الشعب هو صاحب هذه الأرض التي تمتد جذوره فيها إلى أعماق التاريخ". كما دفع هذا الاستفزاز بالأردن لاستدعاء السفير الإسرائيلي للاحتجاج على سلوك سموتريتش، الذي وصفته بأنه خطوة استفزازية لوزير "متطرف" و"عنصري" وتعد انتهاكا للأعراف الدولية واتفاق السلام بين الأردن وكيان الاحتلال. سارعت على اثره حكومة الاحتلال للتأكيد في تغريدة علي موقع "تويتر" التزامها باتفاقية السلام مع الأردن وعدم تغير موقف الكيان الاسرائيلي واعترافه بوحدة أراضي المملكة الهاشمية. يذكر أن نفس المسؤول الصهيوني المتطرف كان ألب الرأي العام الدولي ضده بتصريحه الخطير والارهابي الذي دعا فيه الى محو بلدة حواره الفلسطينية من الخريطة بما جعل الادارة الامريكية نفسها تعبر عن امتعاضها وترفض استقباله. وحتى في فرنسا تم اطلاق حملة واسعة تحت شعار "سموتريتش غير مرحب بك في فرنسا" للتأكيد على رفض كل اشكال العنصرية ضد أي أفراد أو شعوب من أي مكان أو لون أو معتقد كانوا.